حذر محللون من وصول الخلافات بين الميليشيات في المنطقة الغربية، خصوصا بالعاصمة طرابلس، إلى نقطة اللاعودة، فالمناوشات اليومية بينها لا تتوقف، كما دخلت أسلحة "تفوق جوي" في سباق التسليح بينها، بما ينذر بانفجار المشهد في أي وقت.
ورصدت البعثة العسكرية البحرية الأوروبية، المعروفة باسم عملية "إيريني"، عددا من الرحلات الجوية إلى ليبيا خلال الشهر الماضي، تضمنت توريد مسيرات، وذلك بعد فحص أكثر من 1300 رحلة جوية في إطار الرصد والمراقبة.
وأكدت مصادر محلية وجود نشاط غير معتاد في قواعد جوية غرب البلاد، خصوصا في مطار معيتيقة، حيث تجري التدريبيات على أسلحة جديدة، وتسمع أصوات انفجارات في محطيه بين الحين والآخر.
التحشيد العسكري في طرابلس
ويثير التحشيد العسكري الأخير في طرابلس الكثير من المخاوف بشأن الحفاظ على وقف إطلاق النار في البلاد، وفق كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، كلوديا غازيني، حيث تدفقت الأرتال المسلحة على العاصمة الليبية، والتي تتبع الميليشيات التي تختلف في مواقفها ومصالحها.
وما يزكي الأزمة هم المتداخلون الأجانب فيها، الذين يدعمون بعض الأطراف الليبية للبقاء في السلطة حتى لو عن طريق الدعم العسكري المباشر، حسب غازيني.
تحالفات جديدة
وتشكلت حاليا تحالفات جديدة للمجموعات المسلحة في الغرب الليبي، انقسمت إلى طرفين بارزين الأول يدعم الحكومة منقضية الولاية ويعتمد على القوى التابعة لكل من "غنيوة الككلي وعماد الطرابلسي ومحمد بحرون (الفار) وعبدالسلام زوبي وعمر بوغدادة"، وفق الباحث السياسي محمد قشوط.
أما الطرف الآخر فيضم أشخاصا تلاقت مصالحهم ضد حكومة عبدالحميد الدبيبة وهم "عبدالرؤوف كارة وأسامة الجويلي وبشير خلف الله (البقرة) وهيثم التاجوري وأيوب بوراس"، وفق قشوط.
ويرى الباحث السياسي أن أطرافا غربية تسعى إلى "تصفية" الوضع في المنطقة الغربية عبر صراع ينتهي إلى "قوة واحدة مسلحة تكون هي الحاكمة، مشيرا إلى أن تلك المواجهة "أصبح لا مفر منها"، وهي مسألة وقت فقط.
موجة تسليح جديدة
ولا يرى الخبير العسكري الليبي محمود الدميلي غرابة في موجة التسليح الجديدة التي تشهدها ليبيا، وآخرها طائرة أوكرانية محملة بعتاد وأسلحة حطت في مطار مصراتة، مشيرا إلى أن شهود عيان قالوا إن السلاح جرى تسليمه بالفعل إلى ميليشيات في طرابلس.
وبالمثل، توقع الخبير العسكري "تجدد الاشتباكات بين المليشيات مرة أخرى"؛ وذلك "نتيجة انسداد الأفق السياسي، وعدم إجراء الانتخابات الرئاسية، بخلاف أن جميع الأطراف المتداخلة في الأزمة لا تريد فعليا الوصول إلى حل سلمي والوصول للانتخابات، وهذا ما كشفه المبعوث الأممي المستقيل عبدالله باتيلي".
تحذير من كارثة كبيرة
من جانبه، حذر الخبير العسكري الليبي، محمد الترهوني، من دخول سلاح المسيرات في المواجهات بين الميليشيات التي تلاحق الزمن من أجل بناء ترسانتها، قائلا: "قد تقع كارثة كبيرة، ينتج عنها حجم دمار على أوسع نطاق حال اندلاع أي اشتباكات بين المليشيات".
ويُذكِّر الترهوني خلال تعليقه لـ"سكاي نيوز عربية"، بأن المسيرات بدأت بالفعل في الاستخدام، ولكن على نطاق ضيق، خلال مواجهات دارت بين مجموعات مسلحة في العام 2019، وكانت عامل حاسم في تلك الاشتباكات.