على وقع استمرار التصعيد في قطاع غزة، وفشل مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس إلى الآن في إحراز أي تقدم، جاء الكشف عن خطة سلام أميركية عربية لمرحلة ما بعد حرب غزة.
وتحدد الخطة التي كشفت عنها صحيفة "واشنطن بوست" خارطة طريق تبدأ بجدول زمني لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين، وتضع مسارا لتحقيق سلام طويل الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين ولإقامة دولة فلسطينية.
ردّ الفعل الإسرائيلي جاء على لسان متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقول إن الوقت الحالي ليس مناسبا للحديث عن الهدايا للفلسطينيين.
أما فلسطينيا، فرأت وزارة الخارجية أن أي مبادرة لا تشمل العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة وترهن مستقبل الدولة بمواقف إسرائيل، مصيرها الفشل.
فإدارة بايدن والسعودية وقطر والإمارات بجانب مصر والأردن تعمل على استكمال خطة مفصلة وشاملة لتحقيق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين ووضع جدول زمني لإقامة دولة فلسطينية سيتم الإعلان عنه خلال الأسابيع المقبلة.
وترتبط الضرورة الملحة لهذه الجهود بشكل مباشر وفق صحيفة واشنطن بوست بصفقة التبادل تتضمن وقفا لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع على الأقل، ومن شأن الهدنة أن تمنح وقتا للإعلان عنها، وحشد المزيد من الدعم بما يشمل تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة.
ويعتبر الإفراج عن الرهائن المفتاح لخطة اليوم التالي وهو ما تحاول ترجمته صفقة التبادل التي يجري التفاوض بشأنها بين الولايات المتحدة وقطر ومصر وإسرائيل.
وتأمل الأطراف في حل الأزمة قبل شهر رمضان، ولكنها تخشى من أن يؤدي اجتياح رفح إلى وأد الصفقة وجهود السلام، كما تشمل الرؤية العربية الأميركية بحث مسألة الاستيطان في الضفة الغربية، وإنشاء عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية، إضافة إلى إعمار غزة مما يمهد الطريق لإجراء انتخابات نهائية وترتيبات السلطة الفلسطينية في الضفة والقطاع معا.
وتناقش الخطة كذلك مسألة مشاركة الجناح السياسي لحماس في المحادثات إن لم يكن في الحكومة المستقبلية والضمانات الإسرائيلية الفلسطينية وأخيرا التطبيع الإسرائيلي مع السعودية.
أما بالنسبة للاعتراف المبكر بالدولة الفلسطينية، فهي خطوة تدعمها أطراف دولية عدة بمن فيهم حلفاء إسرائيل الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي مع تقديم ضمانات أمنية لإسرائيل، لكن تبقى العقبة الأساسية التي تقف حجر عثرة أمام هذه الجهود هو مدى مرونة إسرائيل وقبولها بخطة اليوم التالي الأميركية العربية.
ويؤكد الوزير السابق والقيادي في حركة فتح، نبيل عمرو، في حوار له مع غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" على أن الحلول المطروحة على المستويين الإقليمي والدولي حلول إيجابية تصب في الصالح الفلسطيني وفي تجنيب الشرق الأوسط حربا واسعة النطاق.
- سعي الأطراف الدولية إلى إيجاد حل جذري.
- عجز التحركات السياسية عن التعامل مع المنطقة، وفهم المتطلبات السياسية للفلسطينيين.
- كما فشلت الولايات المتحدة في التعامل مع جميع الجهود والمفاوضات التي تبنتها فيما يخص القضية الفلسطينية.
- والآن تعد خطة السلام الأميركية العربية مجرد وَعد بِطَرحِ مبادرة قادرة على إيجاد حلول للعوائق المطروحة.
- وتأمل الخارجية الفلسطينية أن تكون هذه المبادرة بناءة وألا تكون رهنا بإرادة إسرائيل.
وأشار عمرو إلى أنه لا يمكن لأي تسوية أن تتم أو أن تأخذ مجرها الطبيعي في الحياة السياسية في المنطقة إلا إذا وضعت في الاعتبار أن للفلسطينيين حقوقا يجب أخذها.
أما الفلسطينيين، فيأملون إلى تحقيق تسوية جادة يرون فيها أنفسهم كشعب له دولة وله حقوق تمكّنهم من ممارسة سيادتهم على أرضهم التي احتلت 1967.
المنظور الإسرائيلي
ويشير داني أيالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، إلى أن وقف إطلاق النار قد يكون حلا نهائيا قادرا على خدمة جميع الأطراف في المنطقة، لولا التعنت والتمسك الذي تظهره حماس بمطالب غير واقعية، مضيفا:
- يجب التحقق قبل اتخاذ أي قرار ما إذا كانت الدولة الفلسطينية ستتحول إلى دولة إرهابية تتبنى الإرهاب كما هو الحال في غزة اليوم بعد أن تمت السيطرة عليها من قبل حماس منذ العام 2007 أم لا.
- العملية السياسية يجب أن تكون قائمة على الثقة المتبادلة بين الطرفين في جميع الميادين.
- الإشكال المطروح في هذه القضية تتعلق بشروط الجانب الفلسطيني التي تم طرحها مسبقا قبل بدء المفاوضات.
- رفض إسرائيل التفاوض مع حماس الداعية الى تدمير دولة إسرائيل.
- ما من تقدم في المفاوضات قبل أن يتم إحداث تغيير في الثقافة السياسية للشعب الفلسطيني.
غياب الدبلوماسية الجادة
وينفي الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، حسين عبد الحسين لغرفة الأخبار وجود دبلوماسية جادة لعدم توفر عدة مقومات، وما تقوم به واشنطن اليوم هو إرسال رسالة موجهة إلى الناخبين الأميركيين لإثبات قدرة التدخلات الأميركية على إنهاء الصراع في المنطقة.
- حرص كل الأطراف في القضية على الظهور في صورة البطل أمام الجمع المؤيد له.
- لا يمكن لوزير واحد في أي حكومة من حكومات العالم أن يقف في وجه اتفاقية حازت على تأييد الأغلبية، سواء في إسرائيل أو بين الفلسطينيين.
- لا يمكن لواشنطن أن تطلب السلام أكثر من الطرفين المعنيين بالأمر.
- السلام ليس مستحيلا، ولكن هو بحاجة إلى نوايا.