في ختام قمته الأخيرة في الكويت، جدد مجلس التعاون الخليجي دعمه الثابت لمغربية الصحراء، مشدداً على أهمية الحفاظ على أمن المغرب واستقراره، مع تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المجلس والمملكة المغربية.
في هذا السياق، استضافت "الظهيرة" أستاذ العلاقات الدولية تاج الدين الحسيني لتحليل أهمية هذا الدعم وأبعاده السياسية والاستراتيجية.
دعم تاريخي وتجدد استراتيجي
أكد الحسيني أن موقف مجلس التعاون الخليجي تجاه مغربية الصحراء ليس جديداً، بل يعود إلى سنة 1981 حين تأسس المجلس.
وقال: "معظم دول الخليج كانت مشاركة في المسيرة الخضراء عام 1975 لاستعادة الصحراء من الاستعمار الإسباني، ومنذ ذلك الحين، ظل المجلس يعبر عن دعمه الواضح لسيادة المغرب على الصحراء".
وأشار الحسيني إلى أن العلاقات المغربية الخليجية تعززت بشكل كبير في العقد الأخير من خلال توقيع اتفاقيات تعاون استراتيجية، إضافة إلى افتتاح عدد من القنصليات الخليجية في مدن الصحراء مثل العيون والداخلة.
انعكاسات الدعم الخليجي على الاستقرار الإقليمي
تحدث الحسيني عن أهمية الدعم الخليجي في تعزيز أمن واستقرار المنطقة. وأوضح أن "بلدان الخليج سبقت غيرها في تأييد مقترح الحكم الذاتي للصحراء، الذي أصبح اليوم الخيار الوحيد لحل النزاع، كما أكدت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي".
وأشار إلى أن الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء بات يتزايد، حيث دعمت دول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا هذا الموقف، بينما تواكب المغرب في تنفيذ مشاريع تنموية كبيرة في المنطقة.
دلالات الدعم الخليجي في السياق الدولي
أوضح الحسيني أن الموقف الخليجي تجاه مغربية الصحراء ينسجم مع التوجه الدولي. وأضاف: "المواقف الخليجية التي كانت تُعد مبدئية أصبحت اليوم مدعومة من قوى كبرى، مثل مجموعة السبع ومجموعة العشرين، وحتى الصين وروسيا، ما يعكس توافقاً دولياً متزايداً حول سيادة المغرب على الصحراء".
وأشار إلى أن القرارات الدولية، مثل القرار 2756، تعزز مقترح الحكم الذاتي كإطار أساسي لتسوية النزاع.
خطوات المغرب نحو الحسم
اختتم الحسيني النقاش بالحديث عن الخطوات المتبقية لحسم ملف الصحراء نهائياً. وقال: "العاهل المغربي دعا إلى تجاوز إدارة الملف نحو الحسم النهائي. ومع اعتراف 5 دول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالسيادة المغربية، هناك احتمال قوي لتفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإصدار قرار حاسم يدعم سيادة المغرب".
وأكد أن التعاون الاستراتيجي مع الدول الكبرى، مثل بريطانيا والصين وروسيا، يشكل أساساً لتحقيق هذا الهدف.