اقتحمت مجموعة غاضبة من إحدى المكونات القبلية شرقي السودان، الخميس، المقر المؤقت للتلفزيون الرسمي، احتجاجا على ما اعتبروه إهانة وجهها مدير هيئة التلفزيون لمذيعة بسبب ارتدائها زيا تقليديا لقبيلتها.
وطالب زعماء قبليون في المنطقة بطرد مدير الهيئة، وأمهلوا وزير الإعلام 24 ساعة لتنفيذ مطلبهم.
ونشر ناشطون صورا ومقاطع فيديو تظهر تواجد العشرات من أبناء "البجا"داخل مكاتب وستديوهات التلفزيون، الذي انتقل إلى بورتسودان شرقي البلاد في أعقاب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع العام الماضي.
وتفجرت الأزمة بعد منشور للمذيعة زينب أيرا تحت عنوان "هويتي ليست عيبا"، قالت فيها إن مدير هيئة التلفزيون إبراهيم البزعي هددها بالطرد بسبب ارتدائها الزي "البجاوي" خلال ساعات عملها.
وأوضحت المذيعة: "تحدث معي مدير الهيئة بأسلوب تفاجأت به، وهدد بطردي فقط بسبب هويتي".
وأضافت: "دار الحديث أثناء تواجدي في ستوديوهات تلفزيون السودان الذي يفترض أن يعبر عن أطياف المجتمع بتعدده المميز، وكان ردي أن هذا الزي هو هويتي ولن أتنازل عنه".
وقالت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في بيان، إن ما دار من حديث بين مدير الهيئة والمذيعة كان قبل 4 أشهر، ولم ترد فيه أي إساءة لأي مكون قبلي.
وأوضحت الهيئة أن "مديرها لم يبد أي ملاحظات سلبية تجاه الزي الذي ترتديه المذيعة"، مؤكدة احترامها وتقديرها للمكونات القبلية في شرق السودان كافة.
ويعرف الزي البجاوي النسائي التقليدي باسم "الكربا"، وهو شبيه بالثوب السوداني لكنه يختلف من حيث طريقة الربط حول الخصر، كما يتميز بألوان خاصة.
وتعتبر قومية البجا واحدة من المكونات القبلية الرئيسية في السودان، وتعيش في المنطقة الواقعة بين ساحل كسلا والبحر الأحمر ونهر النيل، كما تمتد شمالا.
وقبائل البجا مجموعات ذات عادات وتقاليد متقاربة ولباس متشابه إلى حد ما، كما أن لها هوية خاصة في أسلوب الغناء والرقصات الشعبية.