تشير الدراسات إلى أن علاقة الإنسان بالآخرين تتغير بشكل كبير عندما يخوض ارتباطات عاطفية طويلة الأمد مثل الزواج، هذه التغيرات تؤدي في كثير من الأحيان إلى تقليل التواصل مع الأصدقاء والعائلة الأكبر، مما قد يؤدي إلى فقدان روابط أخرى.
والخبراء يقولون إن التغيرات التي تطرأ على العلاقات الاجتماعية بعد الزواج طبيعية ومتوقعة، وإذا ما أردنا الحفاظ عليها فيجب تخصيص وقت أطول مع الأصدقاء، والحفاظ على التواصل، والسعي لدمج الأصدقاء في الحياة الجديدة، وهذا هو الأمر الصعب عند البعض ربما، مما يضمن استمرار العلاقات القوية والداعمة مع الأصدقاء والعائلة.
ويقول استشاري الطب النفسي الدكتور أسامة النعيمي، خلال حواره لبرنامج "الصباح" على "سكاي نيوز عربية":
- عند الدخول في علاقة ارتباط جديدة، تميل الفتاة إلى الانسحاب من العلاقات الاجتماعية المحيطة بها بما في ذلك الصداقات، وذلك يعود لطبيعتها التي تسعى إلى تأسيس محيط عائلي جديد خاص بها والعمل على بناء والحفاظ على العلاقة الجديدة.
- المرأة تتميز بذكاء اجتماعي ملحوظ وتمتلك وعيا فطريا عاليا بمسؤوليات الزواج مقارنة بالرجل، ولديها قدرة كبيرة على استيعاب المراحل المفصلية في حياتها.
- تميل المرأة إلى التضحية بعلاقاتها الاجتماعية لفترة معينة وذلك لضمان استقرار علاقتها الأسرية وزواجها.
- تبذل المرأة جهدا كبيرا في تجسيد الدور المجتمعي الذي تفرضه عليها طبيعة علاقتها الجديدة.
- قد تختلف الاهتمامات الحالية للمجموعة مع ميول المرأة، مما قد يؤدي إلى حدوث نوع من التباين والاختلاف.
- لا يزال هناك نقص في الفهم لدى الرجل والمرأة حول القدسية التي تتميز بها العلاقة الزوجية، وعدم الخلط بينها وبين علاقات الصداقة.
- يمتلك الرجال مساحة أكبر للحفاظ على علاقات الصداقة بعد الزواج مقارنة بالنساء، إذ تتاح لهم فرص متعددة للتواصل والاندماج مع أصدقائهم من خلال بيئات العمل أو الأنشطة الاجتماعية أو الهوايات.
- في المقابل، تواجه النساء تحديات أكبر في هذا السياق نظرا للالتزامات الأسرية والاجتماعية التي قد تتفاقم بعد الزواج، هذه الالتزامات يمكن أن تساهم في تقليل الوقت المتاح لهن والفرص المواتية للتفاعل مع الأصدقاء خارج نطاق الأسرة.
- الرتابة في العلاقات الزوجية أمر طبيعي قد يحدث مع مرور الزمن، رغم كافة الجهود المبذولة للحيلولة دون وقوعه.
- الحفاظ على بعض الصداقات خارج إطار العلاقة الزوجية ليس بالأمر السلبي، بل يمكن أن يكون له فوائد عديدة تعود بالنفع على الفرد والعلاقة الزوجية نفسها، إذ يمكن لهذه الصداقات أن تكون مصدرا للدعم العاطفي والتواصل الاجتماعي، مما يوفر متنفسا وخصوصية للآخر.
- تبنى العلاقات بين الأفراد في جوهرها على التوازن الصحيح بين الأولويات لضمان تحقيق التناغم اللازم بين الأطراف.
- يجدر بنا تجنب الوقوع في خطأ الاعتقاد بأن الشخص الذي تربطنا به علاقة يمتلك جميع الصفات الاجتماعية المثالية، فهو ليس بالضرورة الصديق الودود والأمين.
- تعدد العلاقات الاجتماعية، سواء من أصدقاء أو معارف، يساهم بشكل فعال في تحقيق توازن نفسي واجتماعي، كما يمنح الطرف الآخر فرصة لرؤية الأمور من منظور مختلف.
كيفية الحفاظ على العلاقات بعد الزواج
- تغير الأولويات
الزواج يغير الأولويات الشخصية حيث يتحول التركيز من الأنشطة الفردية والعلاقات الاجتماعية إلى بناء حياة مشتركة مع الشريك، مما يؤدي إلى تقليل الوقت للأصدقاء.
- المسؤوليات الأسرية
الأزواج غالبا ما ينشغلون بالمسؤوليات الجديدة مثل إدارة المنزل ورعاية الأطفال، مما يقلل وقت التواصل مع الأصدقاء والعائلة الممتدة.
- الأصدقاء العُزاب
يميلون العُزاب إلى قضاء وقت أطول مع أصدقائهم وأفراد عائلاتهم مقارنة بالمتزوجين، مما قد يخلق فجوة في الاهتمامات بينهم.
- أهمية التوازن
الحفاظ على توازن صحي بين الحياة الزوجية والاجتماعية يتطلب جهودا واعية، مثل تخصيص وقت منتظم للأصدقاء ودمج الأصدقاء في الأنشطة العائلية.