بعد أشهر من تتويج المنتخب الجزائري بكأس الأمم الإفريقية في مصر صيف عام 2019، أطلق جمال بلماضي المدير الفني للخُضر تصريحات ناريا، بأن هدفه هو التتويج بكأس العالم في قطر 2022.
وقال وقتها بلماضي في تصريحات لقناة "كنال بلس" الفرنسية: "هدفنا في كأس العالم لن يكون المشاركة فقط، سنعمل على تقديم كل شيء ولن نؤمن بالمستحيل، اللاعبون لن يضعوا أي حد لطموحهم".
وبعد 4 سنوات من تصريح بلماضي، لم ينجح المدرب الجزائري في تحقيق أي إنجاز.
ودع المنتخب الجزائري دور المجموعات في كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في الكاميرون يناير 2022، حل الخُضر في المركز الرابع والأخير بالمجموعة الخامسة، التي ضمت كوت ديفوار، وغينيا الاستوائية، وسيراليون، بعدما حصدوا نقطة وحيدة، بتسجيل هدف وحيد واستقبال 4 أهداف.
وبعد شهرين، في مارس 2022، تلقى المنتخب الجزائري صدمة بعدم التأهل لكأس العالم، رغم الفوز ذهابا أمام الكاميرون في عقر دارها بهدف، إلا أن الأسود نجحوا في التعويض إيابا بالفوز 2-1، ليفقد الخُضر فرصة الظهور في المونديال العربي.
ورغم الفشل في التأهل، إلا أن الاتحاد الجزائري قرر تجديد الثقة في بلماضي، والإبقاء عليه على رأس القيادة الفنية للخُضر، رغم استقالة الاتحاد نفسه بقيادة شرف الدين عمارة، بعد فشل التأهل للمونديال.
وتعرض بلماضي لإخفاق جديد، بعدما فشل في الفوز بأي مباراة للبطولة الثانية على التوالي لكأس الأمم الإفريقية.
وحل المنتخب الجزائري في ذيل المجموعة الرابعة، التي ضمت أنجولا متصدر المجموعة، وبوركينا فاسو الوصيف، بالإضافة إلى موريتانيا التي تأهلت كأفضل ثالث عن المجموعة، فيما لم ينجح الخُضر سوى في حصد نقطتين بالتعادل في مباراتين.
موريتانيا نجحت في تحقيق أول فوز لها بالتاريخ في ثالث مشاركاتها بكأس الأمم، على حساب الجزائر، لتقصى بطل كأس الأمم نسختي 1990، و2019 من دور المجموعات للمرة الثانية على التوالي.
جمال بلماضي علق بعد الخروج الإفريقي، خلال المؤتمر الصحفي عقب مباراة موريتانيا، بأنه يتحمل المسؤولية، فيما لم يوضح موقفه من الاستمرار مع المنتخب الجزائري، ولكنه رجح نهاية عهده كمدير فني للمنتخب الجزائري.
محمد أمقران إسماعيل الصحفي الجزائري بجريدة كومبيتيسيون، علق على خروج المنتخب المبكر: "أداء الجزائر كان سيئا جدا منذ المباراة الأولى، بل بات الأداء كارثيا منذ أكثر من سنتين".
وأضاف الصحفي الجزائري في تصريحات لسكاي نيوز عربية: "مباراة الجزائر وبوركينا فاسو، في سبتمبر 2021 كانت بداية النهاية لهذا المنتخب، ليودع نسختي أمم إفريقيا من دور المجموعات، ويفشل في التأهل للمونديال".
وأكمل: "وقت هذا التراجع طالب الكثيرون بتغيير في قوام المنتخب، في الوقت الذي كان يرغب فيه بلماضي في الاستمرار بنفس المجموعة التي توجت بلقب كأس الأمم 2019."
وشرح إسماعيل الأزمة التي أدت لتراجع الخضر: "بدأت عملية الدفع بالشباب في قوام المنتخب الجزائري في وقت متأخر، ليواجه المنتخب هذه النتائج السلبية، حيث كان يحتاج لوقت أكبر لاندماج العناصر الجديدة".
وانتقد بلماضي: "المنتخب يعاني خاصة في الدفاع ووسط الملعب، والدليل التغيير الكامل الذي أجراه بلماضي في تشكيل المنتخب أمام موريتانيا، والذي وصل لـ5 لاعبين، وهو عدد كبير جدا وسط البطولة، وفي مباراة حاسمة".
وأوضح إسماعيل: "بلماضي أعلن للاعبين استقالته في غرف الملابس، أعتقد أنها بالفعل نهاية جيدة، أن يكمل اللاعبين القدامى، رياض محرز وفيغولي وريس مبولحي وإسلام سليماني مسيرتهم مع المنتخب بعد انسحاب بلماضي ".
واختتم: "عملية التجديد ستكون شاملة للمنتخب ولكنها ضرورة الآن، بلماضي في عامه السادس مع المنتخب، انتهت فترته منذ عامين أو ثلاثة وكان يجب أن يرحل وقتها، التقدم في السن أدى للتراجع دون الدعم ببدائل سريعا".