رغم أن المرشحَين المحتملَين لخوض سباق الرئاسة الأميركية دونالد ترامب وجو بايدن ضمنا ما يكفي من الأصوات للفوز بترشيح حزبيهما في يوليو وأغسطس المقبلين، إلا أن نتائج الانتخابات التمهيدية في ولايتي كنتاكي وأوريغون أظهرت أن بايدن لا يزال يواجه تيار "غير الملتزمين" داخل الحزب.
يأتي هذا في وقت تحول فيه أنصار نيكي هيلي المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية، رغم انسحابها من السباق الجمهوري إلى هاجس يقلق حملة ترامب الانتخابية، علما أن هايلي أعلنت أنها ستصوت له في الانتخابات الأميركية.
ويواجه كل من ترامب وبايدن معارضة شديدة من داخل حزبيهما، حيث يعاني الأخير من صعوبات في إقناع الناخبين غير الملتزمين بالانضمام إلى معسكره، بينما ما يزال ترامب يرى آلاف الأميركيين يصوتون لمنافسته التي هزمها منذ مدة طويلة نيكي هيلي.
وبدى ذلك واضحا في نتائج الانتخابات في ولاية كنتاكي، حيث حصل ترامب على 85 بالمئة من الأصوات، لكن يبدو أن شبح نيكي هيلي مازال يلاحقه إذ صوت لصالحها أكثر من ستة بالمائة من الناخبين، حتى بعد خروجها من السباق الرئاسي.
أما في صفوف الديمقراطيين، فقد حشد بايدن ما يزيد على 71 بالمئة من الأصوات، غير أن 18 بالمئة منها ذهبت إلى غير الملتزمين، مع فرز ما يقرب من 80 بالمئة من الأصوات.
احتجاجات ضد بايدن
ومؤخرا، نظمت الحركات الداعمة لخيار التصويت غير الملتزم، احتجاجات عدة رافضة لكيفية تعامل بايدن مع حرب غزة.
وتواصلت هذه المجموعات مع عشرات الآلاف من الناخبين عبر الهاتف لإقناعهم بعدم التصويت لصالح الرئيس الأميركي.
بل أكثر من ذلك، دعم مشرعون ديمقراطيون بارزون الحركة أيضا، ومن بينهم المنافس الرئاسي السابق، بيتو أورورك، والسيناتور السابقة عن ولاية أوهايو، نينا تورنر.
وحول هذا الموضوع قال المستشار في السياسة الأميركية روبرت كاهالي لبرنامج أميركا اليوم المذاع عبر قناة سكاي نيوز عربية إن الناس في الانتخابات التمهيدية يقدمون أصواتهم للمرشح المفضل بالنسبة لهم، وتصويت البعض لنيكي هيلي لا يعني أنهم أخطأوا فهم يعرفون أن هيلي انسحبت والآن هي تدعم ترامب وتؤيده.
خطر غير الملتزمين
وأضاف أن هناك شريحة واسعة من الناخبين الديمقراطيين الذين لم يصوتوا لبايدن وهذا يعني أن هؤلاء لن يصوتوا له في الانتخابات في نوفمبر، وفي المقابل معظم الجمهوريين سيصوتون لترامب لأنه حصل على أكثر من 80 بالمئة من الأصوات.
واعتبر أن عدم التصويت لبايدن يشكل خطرا عليه وتابع "الذي حدث في كنتاكي وأوريغون يظهر أن كل الناخبين الذين يؤيدون الحزب الجمهوري سيصوتون لصالح ترامب، أما في الجانب المقابل الأمر مختلف لأن هناك أشخاصا غير ملتزمين وهم لا يقولون إن هذا قرار مؤقت وإنما قد يطول إلى نهاية نوفمبر".
ولفت إلى أن الأمور واضحة في الحزب الجمهوري، فنيكي هيلي قالت إنها ستؤيد ترامب وتصوت له، وقد يكون لها دور مهم في مناصب أخرى.
من جانبه اعتبر دينيس جيف الخبير الاستراتيجي الديمقراطي أنه من المهم أن يحظى ترامب بتأييد هيلي وهو معروف بأنه يحب الدعم والتأييد الذي يأتيه سواء كان مدحا أو أموالا متبرع بها أو إذا قالوا إنهم يفضلونه، رغم أن ترامب انتقد نيكي سابقا حيث أدلت بتصريحات حول أوكرانيا لم ترق له/ وهي الآن في موقع لدعمه وتقويته.
وأشار في حديثه لبرنامج أميركا اليوم المذاع على قناة سكاي نيوز عربية أن بايدن لديه تحد كبير في جذب شرائح اجتماعية بعينها وسيواجه صعوبة فيها مثل الشباب.
وأكمل دينيس قائلا: "أعتقد أن الذي يبدو منطقيا أكثر هو أن أوريغون وكنتاكي لا يمثلان الدولة برمتها ربما قد أنظر إلى ولايات أخرى لأرى ما إذا كانت تؤثر على النتائج الممحتملة أكثر في الانتخابات الرئاسية لانه إذا نظرنا إلى ما حدث بالنسبة لنيكي هيلي 6 بالمئة هي النسبة التي حازتها".