على الرغم من التهديدات الأمنية والسياسية التي يواجهها لبنان، إلا أن معظم المحافظات في البلاد بدأت تستعد لإحياء المهرجانات الفنية الدولية السنوية التي تعد من أبرز النشاطات السياحية والثقافية في البلاد.
وعلى وقع الغارات الجوية في البلدات الحدودية اللبنانية، والتهديدات الإسرائيلية اليومية ببدء الحرب على لبنان، باشرت المحافظات اللبنانية بإعلان برامج مهرجاناتها لصيف 2024 باستثناء مهرجانات بعلبك الدولية (شرق البلاد) حيث أكدت رئيسة مهرجاناتها نايلة دوفريج في اتصال مع موقع سكاي نيوز عربية "أن إحياء مهرجانات بعلبك الدولية لصيف 2024 يبقى رهن الظروف الأمنية في المحافظة، وتحديداً في مدينة بعلبك التي تتعرض بين الحين والآخر لغارات جوية".
وتستقطب هذه المهرجانات وفق العادة، جمهوراً واسعاً من مختلف المناطق اللبنانية ومن خارج البلاد، كما تساهم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال السياحة والأنشطة المرتبطة بها.
وبدا واضحاً من خلال القيمين على هذه المهرجانات الذين تحدثوا لموقع سكاي نيوز عربية "تصميمهم على تقديم برامج مميزة هذه السنة إيماناً منهم باستمرار الفرح في البلاد وبث أجواء التفاؤل وتعزيز الروح الوطنية في البلاد".
بيروت على القائمة
وفي هذا السياق قالت مصادر شركة سوليدير المسؤولة عن منطقة وسط بيروت لموقع سكاي نيوز عربية أن "وسط العاصمة بيروت عاد ينبض بالحياة مجددا، وبالتالي فإن بيروت صارت على قائمة المهرجانات بعد فترة من التوقف القسري في نهاية عام 2019".
وأكدت المصادر أن "بيروت هذا العام تحدت كل المصاعب لتعلن عن افتتاح مهرجانها الصيفي (أعياد بيروت) خلال شهر يوليو المقبل".
وفي هذا الصدد، قال رئيس لجنة مهرجان أعياد بيروت، أمين أبي ياغي لموقع سكاي نيوز عربية "إنه نوع من الإصرار والعزيمة، لأننا نؤمن بلبنان بلد الثقافة والفرح والحياة".
وأضاف أبي ياغي "لم نتوقف عن بث الفرح.. نعمل من أجله رغم كل الظروف الصعبة، وبالنسبة لأعياد بيروت أخذنا القرار بإقامتها هذا الصيف من خلال إحياء 7 حفلات".
وأشار إلى أن "كل التجهيزات باتت حاضرة وما شجعنا على ذلك رغبة الموسيقيين العالميين بالحضور إلى لبنان على أمل ألا تتأزم الأوضاع الأمنية عما هي عليه الآن".
وكشف أبي ياغي أن "العديد من الفنانين العرب سيبدؤون بالتوافد إلى بيروت بدءاً من منتصف يوليو المقبل وبينهم المطربة السورية ميادة الحناوي وفرقة أجنبية، إضافة إلى وجود الفنانة اللبنانية إليسا وبعض الفنانين المحليين وذلك على الواجهة البحرية لوسط العاصمة بيروت".
البترون ترفض الاستسلام
بدورها قالت المسؤولة الإعلامية لمهرجانات البترون الدولية يارا حرب لموقع سكاي نيوز عربية "نرفض الاستسلام، كنا بين خيارين إما الإلغاء أو الاستمرارية، وبما أن شعارنا إرادة الحياة أقوى، اخترنا الاستمرارية تعبيراً عن عدم الاستسلام".
وأضافت حرب "ليست المرة الأولى التي يعيش فيها اللبنانيون ظروفاً أمنية صعبة ودائما كانوا يرفضون الاستسلام".
وأوضحت أن "مدينة البترون، التي تقع في محافظة الشمال، باتت جاهزة لاستقطاب اللبنانيين والضيوف وكل من يزور لبنان".
وتابعت "عملنا لسنوات طويلة لجعل البترون على الخارطة السياحية وستبدأ النشاطات من الأسبوع الأول لشهر يوليو المقبل".
وكشفت عن برنامج المهرجانات فقالت "يحمل نشاطات غنية ومنوعة تتمثل بين عروض موسيقية وحضور فنانين من الأردن وسوريا وفنانين لبنانيين".
وختمت حرب "تحت عنوان ’لبنانيات‘، يتم التحضير لمجموعة من السهرات اللبنانية المميزة إضافة الى نشاط ثقافي مخصص للتصوير الفوتوغرافي سيمتد على فترة شهر وينتهي مع نهاية شهر أغسطس تتحول معه جداريات البترون إلى معرض صور ومسابقات مشوقة رياضية بحرية وفنية".
المهرجانات قائمة رغم الشائعات
بدوره قال المحامي روفاييل صفير المسؤول عن مهرجانات مدينة جبيل الدولية في حديث لموقع سكاي نيوز عربية "إصرارنا هذا العام على إقامة المهرجانات ينبع من حرصنا على بث الفرح في البلاد، بالرغم من كل التحديات الأمنية والاقتصادية التي نعيشها".
وأضاف صفير "واجهنا صعوبات في استقطاب الفرق الأجنبية، إلا أننا نظمنا برنامجاً حافلاً يضم فرقاً شبابية من جمهورية مصر من نتاج الثورة المصرية الشبابية".
وأضاف "سنبدأ في 18 يوليو المقبل بأمسيات وعروض راقصة وموسيقية وغيرها من الفقرات الجميلة والمنوعة".
وكشف صفير أن "الاعتماد حالياً على الجمهور المحلي اللبناني، الذي هو بأمس الحاجة إلى الفرح، بالإضافة الى اللبنانيين الذين بدأوا بالتوافد من بلاد الانتشار إلى منازلهم في لبنان".
وقال "لا أخفي أن بيع التذاكر يتأثر بالأخبار خصوصاً الأخبار التي تهدف إلى بث الشائعات، إلا أن الإصرار يبقى سيد الموقف، ويبقى حب الحياة شعار اللبنانيين".