في يونيو 2016، تجمع المئات من المشجعين في مطار شنغهاي الصيني، لمشاهدة أحد أشهر لاعبي كرة القدم في العالم وهو يتخذ من المدينة موطنا له.
كان الأمر يتعلق حينها بالنجم البرازيلي هالك، الذي تعاقد مع شنغهاي إس آي بي جي مقابل أكثر من 58 مليون دولار.
على مدى السنوات الثلاث التالية، انضمت إليه أسماء كبيرة أخرى مقابل أسعار أعلى، مثل أوسكار وكارلوس تيفيز وإيزيكيل لافيتزي وأليكس تيكسيرا وجاكسون مارتينيز.
وجاءت هذه "الطفرة" في التعاقد مع نجوم كرة القدم، في الوقت الذي كان يرغب به الرئيس الصيني شي جين بينغ في تحويل البلاد إلى "دولة كرة قدم".
وبالتزامن مع إنفاق أندية الدوري الصيني الممتاز مبالغ كبيرة للتعاقد مع اللاعبين وتطوير مستواها، كان مدربون كبار يحذرون مما اعتبروه "خطرا حقيقيا".
وقال أنطونيو كونتي الذي كان يدرب تشلسي الإنجليزي حينها: "السوق الصينية تشكل خطرا على جميع الفرق في العالم، وليس فقط على تشلسي".
وذكر المخضرم أرسين فينغر نظيره في أرسنال: "تتطلع بكين إلى امتلاك القوة المالية لنقل الدوري الأوروبي بأكمله إلى الصين".
وفي عام 2019، أصبح الدوري الصيني ذا قيمة كبيرة، لدرجة أن غاريث بيل، الذي كان في وقت ما أغلى لاعب في العالم، كان مرشحا للانتقال إلى جيانغسو سونينغ بعقد مدته 3 سنوات.
لكن ذلك لم يدم طويلا، حيث أصبحت الحركية في الاتجاه المعاكس، مع انفجار الفقاعة ورحيل اللاعبين، فيما أقدم فريق مثل جيانغسو سونينغ على بيع حافلته بالمزاد العلني بسبب الوضعية المالية الصعبة التي كان يمر منها.
كيف انهار الدوري الصيني؟
وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن الأمور تدهورت عندما أعلن الاتحاد الصيني لكرة القدم، في ديسمبر 2020، تسقيف رواتب اللاعبين.
وقبلها فرض "ضريبة الرفاهية"، التي جعلت تحويلات الأموال الكبيرة باهظة التكلفة، كما منع الرعاة من تسمية الفرق بأسمائهم.
وآنذاك، قال الاتحاد الصيني لكرة القدم إنه يأمل أن تؤدي هذه الخطوات إلى "الحد من أموال كرة القدم"، فيما اتهم مسؤولون الأندية بـ"حرق الأموال"، ودفع "رواتب مبالغ فيها" للاعبين الأجانب.
وساهمت هذه الخطوات في تقليص رواتب اللاعبين الأجانب وتراكم الديون.
وبعدها جاءت جائحة كورونا، التي بسببها قرر الاتحاد الصيني إقامة جميع المباريات خلف أبواب مغلقة لأكثر من عامين، مما أدى إلى انخفاض عائدات البث والرعاية.
وفي أعقاب ذلك، جرى حل العديد من الأندية بسبب الأزمات المالية التي لاحقتها، كما لم يبق سوى عدد قليل من اللاعبين الأجانب في الصين.