دفعت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بتعزيزات عسكرية إلى منطقة غات الكبرى، أقصى جنوب غرب ليبيا، للمساعدة في جهود الإنقاذ، وتقديم العون للأسر العالقة، بعدما اجتاحت السيول بلدية تهالة في المنطقة، وخلَّفت 3 قتلى.
وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ، الجمعة، وفاة 3 أطفال في تهالة، فيما تعمل فرق الإنقاذ التابعة له على إخراج العائلات وكبار السن من المنطقة، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الليبية.
وأفاد مصادر محلية من مدينة أوباري للوكالة بوصول عائلات من تهالة إلى المدينة بعد أن غمرت المياه والسيول منازلهم ومملكاتهم، كما أدت السيول والأمطار الغزيرة إلى عزل البلدية بالكامل، وانقطاع الكهرباء وشبكات الاتصال والإنترنت، ما صعب عملية الوصول إلى بعض العائلات العالقة وسط المياه.
ونتيجة لذلك، أعلن المجلس البلدي في تهالة أنها "بلدية منكوبة"، موجها نداء استغاثة إلى كل الليبين والمؤسسات التنفيذية والمنظمات والجمعيات الإنسانية والأهلية لمد يد العون لأهالي تهالة، والمساهمة في جهود الإنقاذ.
وصول الجيش للإخلاء
عن مصادر السيول قال المتحدث باسم غرفة الطوارئ غات، حسن عثمان، لـ"سكاي نيوز عربية" إن بلدية تهالة تمر بأوضاع إنسانية صعبة بعدما اجتاحت السيول مناطق شرق البلدية، قادمة من جبال أكاكوس جنوبا، وغمرت المياه الأحياء السكنية، فيما تترقب بلديات غات والبركت والعوينات وصول السيول القادمة من جبال تاسيلي الموجودة على الحدود الليبية - الجزائرية، مستذكرا السيول التي تعرضت لها بلدية البركت عام 2019.
ولفت عثمان إلى أن الوحدات العسكرية التابعة للقيادة العامة للجيش وصلت إلى تهالة لإخلاء العالقين ولمتابعة الأوضاع؛ حيث باتت المنطقة تعاني الانقطاع الكامل في التيار الكهربائي وخدمات الاتصالات والإنترنت، داعيا إلى سرعة التدخل لأجل صيانة شبكة الكهرباء، وإعادة تأهيل الطرق المتضررة بسبب السيول، خصوصا طريق أوباري - غات الرابط بين عدة بلدات، وتوقع استمرار هطول الأمطار الجمعة والسبت.
السيول تجرف تهالة والسكان يغادرونها
وعن الوضع في تهالة، قال عميد البلدية أحمد كليكلي في تصريحات إذاعية نقلتها وكالة الأنباء الليبية إن مياه الأمطار غمرت الأحياء السكنية بالكامل، منها حي الـ 50 وسط البلد وحي الـ 80 وحي الصينية والمجلس البلدي، وكافة المرافق الخدمية بما فيها مستشفى المدينة.
ولم يتسنَّ بعد إحصاء الخسائر، وفق كليكيلي، إلا أنه قال إن الخسائر المادية كبيرة سواء في الممتلكات الخاصة أو العامة، ولا يمكن حصرها في الوقت الحالي لأن المياه غمرت المنطقة بالكامل، لافتا إلى أن جميع العائلات والسكان نزحوا خارج المدينة، وهم بأمس الحاجة لخيم وأغطية لإيوائهم .
والخميس، توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية هطول أمطار بنسبة جيدة إلى عدة مناطق في الجنوب الغربي للبلاد، خصوصا القريبة من الحدود، ومنها غات والقطرون ومرزق وتراغن، وتتسبب في جريان الأودية والسيول.
تضافر جهود الإغاثة
شكلت الحكومة المكلفة من مجلس النواب غرفة طوارئ للتعامل مع الأوضاع في منطقة الجنوب الغربي، خصوصا في تهالة وغات، حيث سيتوجه أفراد من مدينة بنغازي للمساعدة في تقديم خدمات الإنقاذ والإسعاف هناك.
ووجه وزير الداخلية، عصام أبوزريبة، مدراء أمن سبها والشاطئ وأباري، وفروع الدعم المركزي في المنطقة الجنوبية، بإرسال آليات الدفع الرباعي، إلى مدينة غات وتحديدا منطقة تهالة، لتقديم الدعم.
كما لبى المجلس البلدي بنت بية، التي تبعد نحو 314 كيلومترا عن تهالة، نداء الاستغاثة حيث أعطى تعليماته بتسخير إمكانات المؤسسات الخدمية والتطوعية للمساهمة في عمليات الإنقاذ هناك، وبالتعاون مع كل أعضاء لجنة الطوارئ بالبلدية.
وتعد هذه السيول من أشد السيول التي تتعرض لها ليبيا بعد أشهر من السيول التي اجتاحت مدينة درنة شرق ليبيا بسبب العاصفة "دانيال" المدمرة في سبتمبر الماضي؛ ما أدى إلى انهيار سدين في المدينة وغمرها بالماء.
وأدت السيول حينها إلى وفاة الآلاف، بالإضافة إلى فقدان آخرين، إضافة إلى خسائر مادية ضخمة، ودمار واسع في المنازل والمؤسسات العامة.