تحولت أحلام النجم الواعد لمنتخب تونس حنبعل المجبري بشكل لافت مع مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى ما يشبه الكوابيس بعدما خرج لاعب خط الوسط نهائيا من حسابات مدربه الهولندي إيريك تين هاغ خلال المباريات الأولى للموسم الجديد.
وبعد نحو 3 سنوات على انتقاله إلى مانشستر يونايتد، قادما من موناكو الفرنسي، رجح الكثير من العارفين بكرة القدم الإنجليزية أن نجم المجبري، الذي كان يبلغ من العمر 18 عاما عندما بدأ تجربته في مانشستر، سيسطع بقوة في سماء الدوري الإنجليزي الممتاز وأنه سيصبح واحدا من معشوقي جماهير فريق الشياطين الحمر.
لكن واقع المستطيل الأخضر كان مختلفا تماما، بل أن حنبعل المجبري، أضحى خارج اهتمامات ناديه في بداية موسم 2024 ـ 2025، بعد أن قضى نصف الموسم الماضي في بين مانشستر يونايتد وإشبيلية الإسباني الذي انتقل إليه على سبيل الإعارة في يناير 2024.
معاناة ووضعية غامضة
وتداولت الصحف الإنجليزية خلال الأسبوع الماضي عديد الأخبار بشأن ما اعتبرته غموضا في مستقبل لاعب منتخب تونس مع مانشستر يونايتد، وأشارت إلى أن إدارة النادي تلقت عرضا من فريق بيرنلي في الدرجة الأولى لانضمام المجبري على سبيل الإعارة.
وقالت نفس المصادر إن المجبري قد يخوض موسما آخر خارج أسوار مانشستر يونايتد بعد أن قرر الجهاز الفني تركه خارج الحسابات في مباراة نهائي كأس الدرع الخيرية أمام مانشستر سيتي ثم مباراة الجولة الأولى للدوري الأسبوع الماضي أمام فولهام.
وقبل أسبوع على نهاية آجال انتقالات اللاعبين في الدوريات الأوروبية تبدو وضعية اللاعب التونسي صعبة ومستقبله غامضا في انتظار أن تحدد الأيام المقبلة وجهته الجديدة.
وانتقل حنبعل المجبري إلى مانشستر يونايتد صائفة 2019 قادمًا من موناكو الفرنسي وانضم بعمر 16 عاما لفريق الناشئين.
ويبدو أن مستوى الدوري الإنجليزي بشكل عام ونسق مانشستر يونايتد القوي هو السبب الأول في تعثر خطوات المجبري في فريق الشياطين الحمر وعدم قدرته على إثبات نفسه حتى ضمن التشكيلة الاحتياطية بحسب رأي المدير الفني السابق للاتحاد التونسي لكرة القدم كمال القلصي.
يؤكد القلصي لـ"سكاي نيوز عربية" قائلا: "للموسم الثالث على التوالي منذ انتقاله للمان يونايتد في صيف 2021 يجد المجبري نفسه في مصير غامض ويواجه خطر الموسم الأبيض، مستوى اللاعب بعيد عن قدرته على النجاح في البريمرليغ فما بالك إذا تعلق الأمر بمانشستر يونايتد، على المجبري ووكلائه أن يعرفوا الوجهة المناسبة والتي تضمن للاعب خط وسط تونس القدرة على النجاح قبل فوات الأوان".
وتابع القلصي: "المجبرى لا يزال قادرا على بناء مسيرة كروية لافتة خصوصا أنه مازال في الحادية والعشرين من العمر وأمامه الفرصة لكي يختار الفريق الذي يناسبه بعيدا عن الدوري الإنجليزي، بإمكانه أن يدرس عروضا من دوريات أخرى مثل فرنسا أو ألمانيا، لاعبو البريمرليغ يخوضون معدل مباريات يفوق 60 مباراة في الموسم الواحد وهو رقم مرتفع جدا وبعيد عن إمكانيات المجبري الفنية والبدنية".
خارج حسابات نسور قرطاج
وألقت الوضعية الغامضة للمجبري مع منتخب تونس بظلالها على مسيرته الدولية مع منتخب نسور قرطاج حيث كان الغائب الأبرز في المباريات الأخيرة لتونس في تصفيات كأس العالم 2026 وكأس إفريقيا 2025.
وبسبب غيابه عن مباريات فريقه في الموسم الماضي، سواء مع المان يونايتد أو بعد الإعارة لإشبيلية، لم يوجه الجهاز الفني للمنتخب التونسي الدعوة للمجبري للمشاركة في كأس إفريقيا الكامرون 2024، مما أثار ضجة كبيرة في ذلك الوقت وسط اتهامات للاعب بأنه رفض اللعب مع النسور حتى يسترجع مكانه في تشكيلة المان يونايتد.
وخاض مع منتخب تونس 27 مباراة دولية، كما شارك في كأس العرب للمنتخبات في 2021 وكأس العالم قطر 2022، قبل أن يتخلف عن المشاركة في بطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة.