تشهد الضفة الغربية في تصعيدا ملموسا في الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى تحول المنطقة إلى ما وصفه مراسلنا في رام الله، بـ"سجن كبير".
وتزايدت الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي عزّزت من حصار المدن الفلسطينية، مما جعل التنقل بين المدن أو إلى مدينة القدس أكثر صعوبة.
ويصف فراس لطفي الوضع بقوله: "الضفة الغربية منذ 3 أيام تحولت إلى سجن كبير".
من بين أبرز المشاهد التي وثّقها لطفي، تكدس السيارات الفلسطينية عند الحواجز العسكرية، وهو ما يستغرق ساعات طويلة للسماح للمواطنين بالخروج من رام الله. فقد أصبح المواطن الفلسطيني يضطر للانتظار لأكثر من 4 ساعات للانتقال من رام الله إلى القدس، وهو أمر لم يكن يحدث منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967.
وأشار مراسلنا إلى أن الإجراءات الإسرائيلية تشهد تشديدًا، حيث يتم تأخير المواطنين عمدًا عند الحواجز، ما يجعل من الصعب على الفلسطينيين التنقل بين المدن الفلسطينية، أو حتى الوصول إلى أماكن عملهم.
ويقول لطفي: "الجنود يتعمدون المماطلة والتأخير في التفتيش وتعطيل السيارات الفلسطينية".
أما عن السبب وراء هذا التشديد، فيزعم الجانب الإسرائيلي أن الهدف هو الحد من تصاعد العمليات العسكرية التي قد تنفذها حركة حماس في الضفة الغربية، حيث أشار لطفي إلى أن إسرائيل تعتبر أن "منسوب الأدرينالين لدى حركة حماس قد ارتفع"، وهو ما قد يُترجم إلى عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
لكن لطفي يلفت النظر إلى أن الهدف الاستراتيجي الأعمق لإسرائيل، خاصة بالنسبة للمستوطنين وقادة اليمين الإسرائيلي المتطرف، هو "ضم الضفة الغربية" وتحويل هذا الوضع إلى حالة دائمة، حيث يواصل الاحتلال السيطرة على المناطق "جيم"، والتي كانت جزءًا من المناطق التي كان من المفترض أن تُستخدم كخزان أراضي للدولة الفلسطينية المستقبلية.
كما أن الوضع الأمني في الضفة الغربية يشهد تصعيدا على الأرض، حيث تتعرض البلدات الفلسطينية لاعتداءات من المستوطنين.
وأكد لطفي أن "المستوطنين يهاجمون البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية بحرق منازلهم وحرق مركباتهم".
لطفي يشير إلى أن الوضع في الضفة الغربية يشهد تصعيدًا غير مسبوق، معتبرًا أن المنطقة "كتلة من النار"، في ظل التوترات المتزايدة والإجراءات الأمنية المكثفة التي تهدد بتصعيد الأوضاع إلى حد العمليات العسكرية الواسعة.
ويظل الوضع في الضفة الغربية مرشحًا للانفجار في أي لحظة، حيث تتزايد التوقعات بأن تشهد المنطقة عمليات عسكرية واسعة قد تكون جزءًا من سياق أوسع للتصعيد الإسرائيلي في المنطقة.