يرمي الملياردير إيلون ماسك ما وصفته صحيفة "وول ستريت جورنال" بـ"قنابل يدوية" في الساحة السياسية الأوروبية بشأن قضايا تتراوح من الهجرة إلى حرية التعبير، مما يخلق معضلة للحكومات في محاولتها الرد على المستشار الرئيسي لإدارة دونالد ترامب القادمة.

في الأيام والأسابيع الأخيرة، شارك ماسك سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن السياسة الأوروبية، بما في ذلك دعم حزب اليمين المتطرف قبل الانتخابات في ألمانيا، واتهام رئيس الوزراء البريطاني بالتواطؤ في الاغتصاب، وإدانة القضاة في إيطاليا، وانتقاد المفوضية الأوروبية.

تحولت سلسلة المنشورات إلى صداع دبلوماسي وأوقعت العديد من الأحزاب السياسية الأوروبية الرئيسية في موقف محرج.

قبل أسابيع فقط من تنصيب دونالد ترامب، كان العديد من القادة الأوروبيين حذرين من انتقاد ماسك علنا، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى إلحاق الضرر بالعلاقات مع ترامب.

ولكن المنشورات المتكررة التي ينشرها على موقع "إكس"، منصة التواصل الاجتماعي التي يملكها، والتي يبلغ عدد متابعيه 211 مليونا، تحدد الآن أجندة الأخبار في العديد من تلك البلدان، مما يجعل تجاهلها مستحيلًا.

ويخشى زعماء أوروبا أن يستخدم ماسك منصته لحشد الناخبين المحبطين في وقت أدى فيه النمو الاقتصادي الضعيف إلى تآكل الثقة في السياسة السائدة وتأجيج عدم الاستقرار السياسي.

إن نهج ماسك الصارم في التعامل مع الشؤون الخارجية يسلط الضوء على التحدي الذي يواجهه حلفاء الولايات المتحدة في التعامل مع رئاسة ترامب المقبلة.

أخبار ذات صلة

بعد دعمه حزب البديل.. حكومة ألمانيا تردّ بقوة على إيلون ماسك
إيطاليا تعتزم إبرام صفقة بـ 1.6 مليار دولار مع "سبيس إكس"

ماسك ينقلب على زعيم حزب الإصلاح البريطاني

قال ماسك، الأحد، إنه يتعين على نايجل فاراج أن يتنحى عن زعامة حزب الإصلاح البريطاني اليميني وذلك في سحب مفاجئ لدعمه للسياسي البريطاني.

وذكر ماسك على منصته للتواصل الاجتماعي "إكس": "حزب الإصلاح يحتاج إلى زعيم جديد. فاراج لا يملك المؤهلات اللازمة".

وجاء كلام ماسك بعد بضع ساعات من وصف فاراج لماسك بأنه صديق جعل الحزب يبدو "رائعا".

وأبدى ماسك في السابق دعمه لفاراج، الذي أيَد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وظهر في صورة معه الشهر الماضي.

وحصل حزب الإصلاح على 4.1 مليون صوت أو 14 بالمئة من إجمالي الأصوات وخمسة مقاعد في البرلمان في الانتخابات العامة في يوليو الماضي.

وتكهنت وسائل إعلام في الآونة الأخيرة بأن يقدم ماسك، الحليف الوثيق للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، تبرعا نقديا كبيرا لحزب الإصلاح لمساعدته في تحدي حزبي العمال والمحافظين المهيمنين في بريطانيا.

أخبار ذات صلة

صراع الفضاء.. لماذا تبتعد الدول عن أقمار ماسك الصناعية؟
انفجار "تسلا" أمام "فندق ترامب".. معلومات "مثيرة" عن القتيل

بعد دعمه حزب البديل.. حكومة ألمانيا تردّ

قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، الإثنين، إن تأثير ماسك على الشعب الألماني محدود، مقللا من شأن نفوذ الملياردير الأميركي بعد انتقاده للمستشار أولاف شولتس ودعمه لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.

وأضاف المتحدث خلال مؤتمر صحفي دوري في برلين: "الناس العاديون والعقلاء والمحترمون يشكلون الأغلبية في هذا البلد".

وتابع: "نتصرف كما لو أن تصريحات السيد ماسك على تويتر يمكن أن تؤثر على بلد يبلغ عدد سكانه 84 مليون نسمة بالأكاذيب أو أنصاف الحقائق أو التعبير عن الرأي. لكن ببساطة هذا ليس هو الحال"، مشيرا إلى منصة التواصل الاجتماعي التي يملكها ماسك باسمها القديم تويتر قبل أن يغير الملياردير اسمها إلى "إكس".

وفي الشهر الماضي، أيَد ماسك حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حزب مناهض للهجرة وصفته أجهزة الأمن الألمانية بأنه حزب يميني متطرف.

ويأتي هذا الجدل في وقت تستعد فيه البلاد للانتخابات العامة في فبراير.