تعد الألغام أو ما يعرف بـ"الذخائر العمياء" إحدى أخطر التحديات التي تواجه سوريا اليوم، إذ تشكل إرثا ثقيلا خلفه نظام الأسد منذ اندلاع الأزمة في عام 2011.

ومع مرور أكثر من ثلاثة عشر عامًا من الحرب المدمرة، تنتشر هذه الألغام والقنابل العنقودية في مساحات شاسعة من الأراضي السورية، مما يهدد حياة السكان ويعيق عودة النازحين إلى منازلهم.

إلى جانب تأثيرها المباشر على حياة المدنيين، تُشكل الألغام عائقا كبيرا أمام جهود إعادة الإعمار، حيث تعرقل إصلاح البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء وخطوط الهاتف.

جهود على الأرض

رغم المخاطر الكبيرة، يعمل الدفاع المدني السوري على إزالة الألغام، وسط تحديات عديدة أبرزها غياب خرائط دقيقة توضح أماكن انتشارها. وأكد محمد سامي المحمد، منسق إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، خلال مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أهمية وضع قضية إزالة الألغام ضمن أولويات الحكومة السورية المقبلة.

وأشار المحمد إلى أن فرق الدفاع المدني تعاملت حتى الآن مع 900 نوع مختلف من الألغام والذخائر غير المنفجرة. وشدد على ضرورة تعزيز فرق إزالة الألغام عبر توفير مزيد من العناصر المدربة والمعدات اللازمة، لزيادة كفاءة العمليات وتقليل المخاطر.

ضحايا الألغام

وتسببت الألغام في سوريا بخسائر إنسانية فادحة، حيث وثق مرصد الألغام الأرضية مقتل أكثر من 900 شخص خلال عام 2023 فقط، لتحتل سوريا بذلك المرتبة الثانية عالميا بعد بورما في عدد ضحايا الألغام.

كما تسببت الألغام في إصابات بليغة وإعاقات دائمة للعديد من المدنيين، ما يعمق معاناة المجتمع السوري الذي يواجه تحديات إنسانية كبيرة.

ومع تزايد أعداد الضحايا، تتزايد الدعوات لتوحيد الجهود المحلية والدولية لدعم عمليات إزالة الألغام وتأمين المناطق المتضررة. وتُعد هذه الجهود خطوة حاسمة نحو استعادة الأمن والاستقرار وتهيئة الظروف اللازمة لعودة النازحين وإعادة إعمار البلاد.

أخبار ذات صلة

الأمم المتحدة: النازحون السوريون يواجهون ظروف شتاء قاسية
فيديو.. شاب سوري يفكك "ألغام الأسد" بيده في ريف حلب