خلال موسم العطلات، تزداد التحديات المالية التي يواجهها الأفراد نتيجة الرغبة في الإنفاق على السفر والهدايا والاحتفالات.
وبالرغم من أن هذه الفترة تحمل أجواءً من الفرح والبهجة، فإن الإغراق في الاستهلاك دون تخطيط مالي قد يؤدي إلى ضغوط اقتصادية مستمرة حتى بعد انتهاء العطلة.
ومن هنا، تبزغ الحاجة إلى التوازن بين الاستمتاع بالعطلات والحفاظ على الاستقرار المالي.
إدارة الأموال خلال العطلات ليست مجرد خيار، بل هي استراتيجية ضرورية تسهم في تحقيق الأهداف المالية بعيدة المدى.
كما أن التحكم في المصروفات ووضع خطة إنفاق دقيقة يساعدان على تفادي الديون، وضمان تحقيق أقصى استفادة من الميزانية دون التنازل عن الاستمتاع بالموسم الاحتفالي. وهذا الأمر يتطلب مزيجاً من الانضباط المالي والاستفادة من الأدوات التي تعزز الشفافية والرقابة على الإنفاق.
في هذا السياق، حدد تقرير لمنصة moneyfit، مجموعة طرق للاستمتاع بالأعياد وتوفير المال، على النحو التالي:
- الخطوة الأولى للحفاظ على الصحة المالية خلال العطلات هي إنشاء ميزانية.. من خلال البدء بتحديد المبلغ الذي يمكن تحمله للإنفاق دون اللجوء إلى المصادر الأساسية مثل الإيجار أو مدخرات الطوارئ أو حسابات التقاعد.
- إذا كانت نفقات العطلة لا تزال باهظة الثمن، فعلى الأفراد التفكير في الحصول على وظيفة بدوام جزئي خلال الموسم. في وقت تبحث فيه العديد من الشركات عن مساعدة مؤقتة، وبعض الوظائف تضيف القليل من المرح إلى أجواء الاحتفال.
- يمكن أن تكون الهدية المصنوعة منزلياً ذات أهمية كبيرة، إن لم تكن أكثر أهمية، من الهدايا التي يتم شراؤها من المتجر لا تعد هذه الهدايا ميسورة التكلفة فحسب، بل إنها أيضًا شخصية وصادقة - ومن المؤكد أنها ستثير إعجاب أحبائك.
- لا ينبغي أن تتمحور تقاليد العطلات حول الإنفاق الباهظ. بدلاً من ذلك، يمكن التفكير في الأنشطة التي تجمع أفراد العائلة مع توفير المال.
- في حين أنه من السهل الانشغال بالتسوق والإنفاق، يتعين أن تتذكر أن العطلات تتمحور حول التواصل والامتنان والفرح. الهدايا المادية لا يمكن أن تحل محل قيمة وقتك ووجودك.. بدلاً من التركيز على الهدايا الباهظة الثمن، اقضِ وقتًا ممتعًا مع أحبائك.
تأثير الأوضاع الاقتصادية
من جانبها، تتحدث خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" عن تأثير الظروف الاقتصادية الحالية على عادات الإنفاق خلال مواسم العطلات.
تستهل رمسيس حديثها بالإشارة إلى أن:
- فترة العطلة غالباً ما تكون مقرونة بزيادة معدلات الإنفاق، حيث يعتمد الأفراد على مدخراتهم للاستمتاع بهذه الفترة.
- الكثير من الناس يعتبرون العطلات فرصة مستحقة للاستمتاع بعد العمل طيلة العام، مما يدفعهم إلى عدم الحرص الكبير في الإنفاق خلال هذه الفترة.
لكنها تضيف: "مع الأوضاع الاقتصادية الحالية (التي تتسم بمجموعة من التحديات في ظل ارتفاع تكلفة المعيشة في عديد من البلدان)، تغيرت أنماط الإنفاق لدى الكثيرين.
فعلى سبيل المثال ثمة من كان يحرص على السفر مرتين في العام داخل أو خارج البلاد، والآن قد يكتفي البعض بسفر واحد على سبيل المثال، وغالباً ما يكون داخل البلاد بدلاً من الخارج توفيراً للنفقات، وغير ذلك من أوجه التقليص بالنسبة للآخرين".
وتستطرد: "كما لوحظ توجه نحو الإقامة في شقق أو أماكن تشاركية بدلًا من الفنادق الفاخرة، والاعتماد على تحضير الوجبات في مكان الإقامة بدلاً من تناول الطعام في المطاعم الفاخرة بشكل متكرر.. بما يعكس تغير العادات تناغماً مع الأوضاع الاقتصادية، وكل حسب مقدرته الاقتصادية وعاداته".
وتؤكد رمسيس أن هناك الآن تحدياً أمام المواطنين في جميع أنحاء العالم بين الاستمتاع بعطلتهم وإنفاق أموالهم، وبين الادخار لمواجهة أزمات اقتصادية متوقعة، خصوصاً مع استمرار الأزمات المالية عالمياً.
يتطلب تحقيق ذلك الموازنة بين الانفاق والادخار، ومحاولة تقليص النفقات غير الضرورية ببدائل مقبولة لا تفسد بهجة العطلات أو تعطلها، مثل التخلي عن الكماليات غير الضرورية والتركيز على الأساسيات وسبل التوفير.
خمس طرق لتوفير المال أثناء السفر
تقرير لـ "فوربس" يحدد خمس طرق لتوفير المال أثناء السفر، حتى يتمكن الأفراد من الالتزام بميزانيتهم، وربما تمديد رحلاتهم، وبناء المزيد من الذكريات، على النحو التالي:
البحث عن الخصومات والعروض الترويجية:
- تتوفر عروض السفر في اللحظة الأخيرة باستخدام تطبيق حجز تابع لجهة خارجية مثل Expedia أو Kayak أو Booking تتيح لك القدرة على مقارنة العديد من العلامات التجارية العثور على الخيار الأكثر ملائمة، والذي قد يشمل الإقامة في فنادق اقتصادية بدلاً من الفنادق متوسطة المستوى أو الفاخرة.
- ومع ذلك، فإن الحجز المباشر من خلال مزود السفر له مزاياه أيضاً. على وجه التحديد، لديك المزيد من القوة التفاوضية إذا كان هناك تناقض مع حجزك. كما يمكنك أيضاً كسب نقاط الولاء والتأهل لأسعار مخصصة للأعضاء فقط. بالإضافة إلى ذلك، لا تتغافل عن التحقق من صفحة الشركة على منصات التواصل أو منصات عروض السفر الأخرى لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء مثير للاهتمام.
- تخصيص بضع دقائق لمقارنة الأسعار على تطبيقات الحجز التابعة لجهات خارجية بأسعار مواقع الويب الخاصة بمقدمي خدمات السفر يمكن أن يساعد في العثور على أفضل الصفقات.
الاستفادة من مكافآت الولاء
- الدفع بالنقاط بدلاً من النقد يقلل من النفقات المباشرة.
- قد تساعدك مزايا وضعك المميز أيضاً على الاستمتاع بوجبة إفطار مجانية وترقيات.
- يتعين عليك أيضًا الاستفادة من مكافآت الولاء لشركات الطيران وتأجير السيارات حسب الاقتضاء.
- علاوة على ذلك، يمكن استخدام نقاط مكافآت بطاقات الائتمان لتعويض مشتريات السفر. وقد تشمل مزايا حامل البطاقة أيضاً أرصدة كشف الحساب، أو تأمين السفر المجاني، أو وضع النخبة التلقائي.
قيادة سيارتك الخاصة لتوفير المال أثناء السفر:
- قد تكون تكلفة استئجار السيارات باهظة بشكل مفاجئ، وخاصة خلال العطلات. كما أن الرحلات الجوية ـ حتى غير المباشرة ـ تشكل عبئاً مالياً أكبر إذا كنت مسافراً مع عائلتك.
- فكر في قيادة سيارتك الخاصة عندما تكون صالحة للسير لمسافات طويلة.. ومع ذلك، من المفيد مقارنة تكاليف الوقود والصيانة برسوم الإيجار.
تجنب تواريخ السفر المزدحمة
- يعد جدول السفر المرن أحد أفضل الطرق لتقليل التكاليف.
- يمكنك تحديد وقت رحلتك بحيث يكون هناك أسعار أقل للإقامة والرحلات الجوية.
- كما أنك ستتجنب أيضًا الاختناقات المرورية والازدحام، مما قد يؤدي إلى تأخير السفر والتوتر.
تجهيز طعامك بنفسك
إحضار بعض الطعام من المنزل يعد وسيلة سهلة لتقليل نفقاتك.
- اعتماداً على تفضيلاتك الغذائية، قد تجد صعوبة أيضاً في العثور على خيارات وجبات مناسبة أثناء التنقل.
- يساعدك إحضار الوجبات الخفيفة على تجنب الأطعمة باهظة الثمن في المطار. كما أن وضع شطيرة أو أطعمة صلبة أخرى في حقيبة اليد الخاصة بك قد يساعدك أنت أو أطفالك الصغار على تحمل مصاريف الرحلة حتى الهبوط.
- بالنسبة للرحلات البرية، يمكنك أيضاً محاولة تعبئة وجبات الطعام وأدوات التحضير في ثلاجة لتناولها في مناطق الراحة أو تحضيرها عند الوصول إلى الفندق أو مكان إقامتك. اعتمادًا على وسائل الراحة المتاحة لك، قد تجد أيضًا متجر بقالة محليًا لشراء بعض وجباتك.
- البحث عن أسعار الوجبات وتقييمات المطاعم في وجهتك يعد أيضاً وسيلة جيدة لإنفاق أموال أقل دون التضحية بالجودة.
نصائح أساسية
بدوره، يؤكد الخبير الاقتصادي، ياسين أحمد، في حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن التحكم في الأموال خلال موسم العطلة يتطلب قدراً كبيراً من الحكمة في إدارة الإنفاق، مشدداً على ضرورة تقليل النفقات غير الضرورية لضمان الاستقرار المالي بعد انتهاء الموسم.
ويشير إلى أهمية وضع ميزانية شخصية تُحدِّد الالتزامات المالية بوضوح؛ بحيث تشمل جميع جوانب الإنفاق المرتبطة بموسم العطلة، مثل الهدايا والسفر والطعام والأنشطة الترفيهية، موضحاً في الوقت نفسه أنه يتعين على كل فرد:
- تحديد مبلغ إجمالي للإنفاق خلال موسم العطلة.
- تقسيم الميزانية على فئات الإنفاق المختلفة والالتزام بها.
- تجنب الشراء العشوائي أو الانجراف وراء العروض المغرية التي قد تُحدث خللًا في الميزانية.
- الالتزام بقائمة معدة مسبقاً تتضمن الأشخاص الذين تخطط لتقديم الهدايا لهم وما ترغب في شرائه لكل منهم.
- البحث عن العروض والتخفيضات قبل الشراء قد يُسهم بشكل كبير في توفير المال.
- الدفع النقدي يُعد خياراً أفضل لتجنب تراكم الديون.. وفي حال استخدام بطاقات الائتمان، يجب وضع خطة واضحة لسداد المستحقات في أسرع وقت ممكن.
ويشدد ياسين على أهمية الادخار للمستقبل؛ من خلال تخصيص جزء من الدخل لمدخرات الطوارئ، لضمان الاستعداد لأي نفقات غير متوقعة قد تطرأ بعد انتهاء موسم العطلة.