تستمر التطورات الميدانية في اليمن وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الحوثيين، في أعقاب هجمات صاروخية شنتها الجماعة على إسرائيل.
هذه التطورات، التي تتزامن مع خطاب شديد اللهجة لعبد الملك الحوثي، تثير تساؤلات حول أبعاد الرد الإسرائيلي وأهدافه الاستراتيجية.
استهدفت الغارات الإسرائيلية الأخيرة مواقع حيوية للحوثيين، أبرزها مطار صنعاء وميناء الحديدة، إلى جانب مواقع داخل الكهوف والمغارات التي تستخدم لإخفاء منظومات إطلاق الصواريخ ومخازن الأسلحة.
وحسبما ذكر الكاتب والباحث السياسي شلومو غانور خلال حواره لـ"سكاي نيوز عربية"، فإن "هذه الغارات تأتي في إطار حملة إسرائيلية متصاعدة تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية للحوثيين ووقف هجماتهم المتكررة".
التوتر الإقليمي
لا تقتصر الأهداف الإسرائيلية على ضرب الحوثيين فحسب، بل تأتي في إطار استراتيجية أوسع تستهدف النفوذ الإيراني في المنطقة.
ويرى غانور أن "إسرائيل تستخدم العمليات ضد الحوثيين لاختبار قدراتها العسكرية التي قد تستخدم مستقبلا ضد المنشآت الإيرانية".
كما أشار إلى قدرة إسرائيل في إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية عبر ضربات سابقة، وهو ما يعزز الثقة الإسرائيلية في مواجهة أي تهديد إيراني محتمل.
توقيت ورسائل
تزامن الغارات مع خطاب عبد الملك الحوثي يعكس توقيتا محسوبا من الجانب الإسرائيلي، وفق غانور الذي يضيف: "هذا التزامن يحمل رسائل عدة، فهو يظهر عزم إسرائيل على الردع، وفي الوقت ذاته يرسل إشارات إلى المجتمع الدولي بقدرتها على اتخاذ خطوات حاسمة من دون الحاجة إلى انتظار تحركات دبلوماسية بطيئة".
ورغم التصعيد الإسرائيلي، يطرح تساؤل مهم: هل تغير هذه الضربات موازين القوى؟
يؤكد عبد الملك الحوثي أن الهجمات الإسرائيلية السابقة لم تكن مؤثرة، ويتعهد بمواصلة العمليات ضد إسرائيل.
في المقابل، يعتقد غانور أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة تركز بشكل أكبر على استهداف القيادات والبنى التحتية العسكرية، مما قد يكون له تأثير طويل الأمد على قدرات الحوثيين.
وبحسب المتحدث، تعتمد العمليات الإسرائيلية بشكل كبير على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، بالتنسيق مع القوى الدولية والولايات المتحدة.
و"هذا التنسيق يعزز فعالية العمليات الإسرائيلية، ويمنحها دعما سياسيا ودبلوماسيا يساهم في إضعاف الحوثيين"، وفق غانور.