مع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وسيطرة هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني على زمام السلطة في البلاد تحت مسمى الحكومة الانتقالية، تكثر التساؤلات عن المرحلة المقبلة في سوريا وسط حالة من الجدل أثارتها تصريحات المسؤولين التابعين للهيئة خلال الأيام الماضية.
اعتمد الجولاني في ما يسمى بالحكومة الانتقالية على الشخصيات ذاتها التي تسلمت السلطة في إدلب طوال السنوات التي فقدت خلالها حكومة الأسد سيطرتها على المحافظة، لتكون هذه الحكومة من مكون سوري واحد ينتمي إلى هيئة تحرير الشام فقط لا غير.
ويخشى الكثير من السوريين أن تكون "حكومة المكون الواحد" هذه نافذة لمستقبل سياسي لن يختلف عما ثار لأجله الشعب السوري عام 2011.
ويسود الشارع السوري حالة من الترقب والقلق، ويطالب بأن يحقق طموحاته بدولة مدنية تحترم كل مكوناته، لا مكان فيها للأحادية ويحكمها دستور يراعي تنوع المجتمع السوري طائفيا ومذهبيا وقوميا.
على من اعتمد الجولاني؟
محمد البشير
- اختاره الجولاني ليشغل منصب رئيس مجلس الوزراء منذ 10 ديسمبر 2024.
- شغل قبلها منصب رئيس حكومة إدلب منذ 13 يناير 2024.
- ولد البشير عام 1983 في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب.
- حاصل على شهادة في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وشهادة في الشريعة والقانون من جامعة إدلب.
ماهر الشرع
- تضاربت الأنباء بشأن حقيقة تسليم ماهر الشرع، شقيق زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الملقب بالجولاني، منصب وزير الصحة في الحكومة السورية الحالية.
- وقال بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إن صفة "وزير" المتداولة غير صحيحة، بل إن ماهر الشرع يقوم بتسيير أعمال الوزارة مؤقتا.
- ورغم هذه التعليقات إلا أن وسائل إعلام موالية لحكومة الإنقاذ الحالية تستخدم عن نقل تصريحات الشرع صفة "وزير الصحة السوري المكلف".
- ووُلد ماهر الشرع في دمشق عام 1973، وهو حاصل على درجة الدكتوراة في العلوم الطبية بتخصص الجراحة النسائية وعلاج العقم والإخصاب.
واختار الجولاني هذه الشخصيات التي تنتمي كلها إلى هيئة تحرير الشام:
منصب وزير الإعلام محمد يعقوب العمر وزير العدل شادي الويسي، وزير الزراعة والإصلاح الزراعي محمد طه الأحمد، وزير التربية والتعليم نذير محمد القادري، وزير التنمية فادي القاسم، وزير الأوقاف حسام حاج حسين، وزير التعليم العالي عبد المنعم عبد الحافظ، وزير الداخلية محمد عبد الرحمن.
وجميع هؤلاء الوزراء كانوا يتسلمون ذات المناصب في حكومة إدلب.
عبيدة أرناؤوط
- المتحدث الرسمي باسم الإدارة السياسية التابعة لإدارة العمليات العسكرية في سوريا، أثارت تصريحاته عن المرأة ومحدودية كفاءتها على تسلم بعض المنصاب سخطا شعبيا كبيرا.
زيد العطار
- بحسب وسائل إعلام سورية عرفت بمعارضتها الشديدة لنظام الأسد، بدأ "أبو عائشة" كأحد المسؤولين في "جبهة النصرة" سابقا، لينتقل فيما بعد إلى "حسام الشافعي"، المتحدث باسم جبهة "فتح الشام"، وصولا إلى زيد العطار، رئيس إدارة الشؤون السياسية في "هيئة تحرير الشام".
- لا توجد أي معلومة دقيقة عن العطار إذ اعتمد خلال السنوات الماضية من عمله على التنقل في مناصبه وتغيير اسمه باستمرار.
- ومن المتوقع بحسب المعلومات المتداولة أن يمسك زيد العطار بملف الخارجية والعلاقات مع الدول، سواء تم تعيينه بمنصب وزير، أم ظل محافظاً على سريته.
على من سيعتمد الشرع في ملف إيران؟
بحسب صحيفة "إيران إنترناشونال"، عينت هيئة تحرير الشام الحاكمة الجديدة في سوريا نائبا لها للشؤون الإيرانية.
يحمل المعين عبد الرحمن فتاحي تاريخا من النشاط السلفي والتأثير الأيديولوجي الذي يمكن أن يساعد في تشكيل استراتيجية هيئة تحرير الشام تجاه إيران.
أمضى فتاحي، المعروف أيضا باسم أبو صفية الكردي، عقودا من الزمن في الدعوة إلى أيديولوجية "السلفية الجهادية".
اكتسبت آراؤه السلفية أتباعا ولكنها جلبت له أيضا التدقيق، حيث احتجزته السلطات الإيرانية مرارا وتكرارا.
وأسفر اعتقاله الأخير في عام 2011 عن حكم بالسجن لمدة 3 سنوات في سجن رجائي شهر بالقرب من طهران.
بعد إطلاق سراحه في عام 2014، غادر فتاحي إيران وانضم إلى جماعات متشددة في سوريا، حيث أصبح شخصية بارزة في حركة المهاجرين السنة في إيران.
يتألف هذا الفصيل المتحالف مع هيئة تحرير الشام، والذي تشكل في عام 2019، من متشددين إيرانيين أعلنوا الولاء لهيئة تحرير الشام.
في إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، ارتقى فتاحي إلى مناصب عليا، حيث عمل قاضيا شرعيا ومفتيا.
وصف الجولاني مؤخرا الوجود الإيراني في سوريا بأنه تهديد كبير، وقال: "لقد تمكنا من إنهاء الوجود الإيراني في سوريا، لكننا لسنا أعداء للشعب الإيراني".