أعرب قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي الثلاثاء عن استعداد قواته تقديم مقترح إنشاء "منطقة منزوعة السلاح" في مدينة كوباني الحدودية مع تركيا، في وقت أعلنت واشنطن عن تمديد الهدنة بين القوات الكردية وقوات موالية لتركيا في منطقة منبج.

ويسيطر على منطقة منبج ذات الغالبية العربية في شمال شرق محافظة حلب، مجلس منبج العسكري الذي يضم مقاتلين محليين، يعملون تحت مظلة قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري وتدعمها واشنطن.

وقال عبدي في منشور على موقع إكس "تأكيدا على التزامنا الثابت بتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في كافة أنحاء سوريا، نعلن عن استعدادنا لتقديم مقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح في مدينة كوباني، مع إعادة توزيع القوات الأمنية تحت إشراف وتواجد أميركي".

وأضاف أن هذه المبادرة تهدف إلى "معالجة المخاوف الأمنية التركية".

أخبار ذات صلة

مصدر: تعزيزات عسكرية تركية على الحدود مع سوريا
قلق أميركي من توغل تركي "وشيك" بمناطق الأكراد في سوريا

تمديد هدنة بين قوات موالية للأكراد وأخرى موالية للأتراك في منبج

جاء إعلان عبدي عن اقتراحه في وقت أعلنت الولايات المتحدة أن وساطة قادتها أفضت إلى تمديد هدنة بين مقاتلين موالين لتركيا وقوات كردية سورية في منطقة منبج، وأنها تسعى إلى إرساء تفاهم أوسع نطاقا مع أنقرة.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في تصريح لصحافيين بأن الهدنة في منبج والتي كانت قد انقضت مدتها "تم تمديدها حتى نهاية الأسبوع"، مشددا على أن واشنطن "ستعمل على تمديد وقف إطلاق النار إلى أقصى حد ممكن في المستقبل".

واتهمت قوات سوريا الديموقراطية في بيان الثلاثاء تركيا بأنها تخطط "للهجوم على كوباني" و"حشدت تركيا أعدادا كبيرة من قواتها وفصائل متحالفة معها مع أسلحة ثقيلة حول كوباني".

وشنّت الفصائل الموالية لأنقرة الأسبوع الماضي هجوما ضد مجلس منبج العسكري، أسفر عن مقتل نحو 220 عنصرا من الطرفين.

وأعلن عبدي الأربعاء الماضي التوصل إلى هدنة برعاية أميركية.

"قسد" تنسحب من دير الزور والفصائل المسلحة تسيطر عليها
25 قتيلا في اشتباكات بين "قسد" ومسلحي العشائر بدير الزور

ومنبج هي ثاني منطقة ذات غالبية عربية، بعد تل رفعت الواقعة شمال مدينة حلب، تخلي منها قوات سوريا الديموقراطية قواتها، منذ شنّت هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها هجوما غير مسبوق، بدأ في شمال سوريا في 27 نوفمبر وانتهى بإسقاط بشار الأسد وهروبه من سوريا في 8 ديسمبر.

وشكلت المنطقتان منذ سنوات هدفا لأنقرة التي لطالما لوّحت بشن عمليات عسكرية لإبعاد المقاتلين الأكراد الذين تعدهم تركيا "إرهابيين"، عن حدودها.

ومنذ العام 2016، نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا وتمكنت من السيطرة على شريط حدودي واسع.

وخاضت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن معارك ضارية ضد تنظيم "داعش" في شمال سوريا وشرقها، وتمكنت من دحره من آخر مناطق سيطرته عام 2019.