مع تقدم قوات المعارضة السورية بشكل سريع ومفاجئ نحو العاصمة دمشق، كان مصير الرئيس بشار الأسد بين أيدي روسيا التي كان ينتظر أن تتدخل بأي طريقة لإنقاذ حليفها.
تقول وكالة "بلومبرغ" وفقا لـ3 مصادر إن روسيا أقنعت الأسد بأنه سيخسر المعركة وعرضت عليه وعلى عائلته ممرا آمنا إذا غادر على الفور.
وتضيف المصادر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يطالب بمعرفة سبب عدم رصد جهاز الاستخبارات الروسي للتهديد المتزايد لحكم الأسد حتى فات الأوان.
تنظيم عملية الهروب
وقال مصدران إن عملاء المخابرات الروسية نظموا الهروب، ونقلوا الأسد جوا عبر قاعدتها الجوية في سوريا.
وقال أحدهما إن جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة كان مغلقا لتجنب تعقبه.
وفي غضون ساعات من رحيل الأسد، دخلت الفصائل المسلحة دمشق دون مواجهة وأعلنوا سقوط نظام بشار الأسد.
وقال رئيس مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات ومقره موسكو، رسلان بوخوف إنه كان من "المنطقي للغاية" أن تطلب روسيا من الأسد الاستسلام لأنها تريد تجنب حمام دم.
ضمان المصالح الروسية
وتعتبر "بلومبرغ" أنه ومع قلق روسيا على مستقبل قاعدتيها العسكريتين الرئيسيتين في سوريا، يضع الكرملين وجها شجاعا على النتيجة بعد أن فوجئ المسؤولون بسرعة الأحداث التي تتكشف على الأرض.
وتضيف أن وسائل الإعلام الروسية بعثت برسالة مفادها أن الأسد هو المسؤول عن هزيمته، في حين أوفت موسكو بوعدها بعدم التخلي عنه مع التركز على الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
وتتابع أن روسيا قد قصفت مقاتلي المعارضة بداية، في محاولة لدحرهم وتعزيز قوات الأسد.
ولكن مع عدم إظهار الجيش السوري مقاومة تذكر عندما استولى المسلحون على مدينة حماة بعد أيام من سيطرتهم على حلب، خلصت روسيا إلى أنها لا تستطيع حماية النظام بينما كانت المعارضة تتقدم نحو مدينة حمص الاستراتيجية، وفقا لأحد المصادر.
والثلاثاء، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن بشار الأسد هو بضيافة روسيا، في أول تأكيد حكومي روسي لذلك.