رصدت سكاي نيوز عربية عمليات عودة اللاجئين السوريين إلى مدينة حمص بعد سنوات من النزوح واللجوء.

حي باب عمرو، الذي كان شاهداً على أعنف المواجهات في سنوات الحرب، يعيد اليوم استقباله للسكان رغم ما لحق به من دمار شامل.

حياة بين الأنقاض

نسرين، وهي أم لثلاثة أطفال، اضطرت للعودة إلى منزلها المدمر بعد رحلة طويلة من التهجير.

تقول نسرين لسكاي نيوز عربية: "رجعنا بدنا نقعد في الشوارع مثل الناس. لا يوجد لدينا مكان. كنا مستأجرين وأصحاب البيوت طردونا".

وأضافت أن الوضع في السابق كان مليئاً بالخوف والرعب، خاصة في الليل بسبب السرقات، لكن اليوم تبدو الأوضاع أكثر أماناً.

ذكريات مشتعلة وأحلام العودة

بينما يعود غيث بكار على دراجته النارية من طرابلس اللبنانية، يحمل في قلبه ذكريات طفولته وأحلاماً قديمة. تحدث إلى سكاي نيوز عربية قائلاً: "جئت إلى الحي الذي أبعدت عنه 13 عاماً، حيث كنت مهجراً في لبنان. عدت اليوم إلى حي يعبر عن طفولتنا وشغفنا وأمانينا التي سعينا لتحقيقها في بلدنا".

عائلة من بابا عمرو بحمص تقيم عزاء على أكثر من 100 من أبنائها

لكن عودة اللاجئين تواجه تحديات كبيرة، أبرزها الدمار الهائل الذي خلفته سنوات الحرب.

وأشارت مراسلة سكاي نيوز عربية، دارين الحلوي، إلى أن حي باب عمرو لم يقتصر الضرر فيه على القصف العنيف فحسب، بل قامت الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري السابق بهدم المباني لاستخراج الحديد وبيعه، ما زاد من تعقيد عملية إعادة الإعمار.

ورغم عودة بعض السكان، إلا أن القلق من الأحقاد القديمة ما زال يخيّم على المشهد. ودعا المقيمون والقادمون إلى تجنب الأعمال الثأرية والتركيز على إعادة بناء النسيج الاجتماعي الذي مزقته الحرب.

وتستمر حمص في استعادة أهلها خطوة بخطوة، لكن الرحلة إلى التعافي الكامل لا تزال طويلة وشاقة، وسط آمال بأن تُعيد المدينة بناء نفسها وتحتضن سكانها من جديد.