تعيش الهدنة بين إسرائيل وحزب الله على وقع تصعيد ميداني وسياسي، مع استمرار إسرائيل في خروقاتها المتكررة وتهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس بردود "غير مسبوقة" إذا انهارت الهدنة.

"التاسعة"، استعرضت أبعاد التوترات المتصاعدة، واحتمالية نشوب مواجهة جديدة إذا استمرت الخروقات.

تهديدات إسرائيلية بتدمير لبنان

تحدث الكاتب والباحث السياسي فيصل عبد الساتر، عن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي التي ألمح فيها إلى تكرار سيناريو حرب 2006، محذرًا من أن أي انهيار للهدنة قد يؤدي إلى تصعيد شامل يشمل تدمير البنية التحتية اللبنانية.

وأشار إلى أن إسرائيل تستغل الضمانات الأميركية لتطبيق القرار 1701 بالقوة النارية، وهو ما يتجلى في الغارات المستمرة على مواقع مدنية وعسكرية في جنوب لبنان.

حزب الله.. التزام حذر

تناول عبد الساتر موقف حزب الله، مشيرًا إلى أن الحزب يتعامل بحذر مع هذه التهديدات، حيث أظهر التزامًا ملحوظًا بالاتفاق رغم الخروقات الإسرائيلية المستمرة.

وأكد أن الحزب يحاول كشف تجاوزات إسرائيل أمام المجتمع الدولي، معتمدًا على المفاوضات التي تقودها الدولة اللبنانية بدعم فرنسي وأميركي.

إسرائيل تراقب حزب الله..ما حقيقة علاقته بالتطورات في سوريا؟

دور اللجنة الخماسية في تنفيذ الاتفاق

ناقش البرنامج دور اللجنة الخماسية التي تضم ممثلين عن الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وفرنسا، ولبنان، وإسرائيل، في مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، حيث أوضح عبد الساتر أن هذه اللجنة تواجه تحديات كبيرة، أبرزها التأكد من التزام الأطراف ببنود الاتفاق، وسط اتهامات متبادلة بالخروقات.

تصعيد إسرائيلي في كفر شوبا

سلطت الحلقة الضوء على العملية الأخيرة في كفر شوبا، حيث استهدفت إسرائيل مواقع لحزب الله، ما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين، وفقًا لتقارير لبنانية.

وأشار عبد الساتر إلى أن هذه الغارات تأتي في سياق استراتيجية إسرائيلية لفرض هيمنتها على المناطق الحدودية، مما يزيد من احتمالية نشوب صراع جديد.

التداعيات الإقليمية والدولية

ناقش عبد الساتر تأثير التصعيد على استقرار المنطقة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أعربت عن قلقها من احتمال انهيار الاتفاق، بينما تضغط فرنسا لاحتواء الأزمة عبر تعزيز دور اللجنة الخماسية.

وأوضح أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى أزمة إقليمية أوسع، تشمل تدخلات من أطراف دولية وإقليمية أخرى.

إسرائيل تهدد بعدم التمييز بين لبنان وحزب الله إذا الاتفاق

سيناريوهات المستقبل

اختتم عبد الساتر النقاش بتحليل السيناريوهات المحتملة، ورأى أن الهدنة قد تصمد إذا استمرت الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف خروقاتها، لكن استمرار التصعيد قد يدفع حزب الله للرد، مما يفتح الباب أمام مواجهة عسكرية شاملة.

مع هشاشة الهدنة بين إسرائيل وحزب الله، يبقى مستقبل الاستقرار في جنوب لبنان رهينًا بمدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق.

فهل تنجح الجهود الدولية في الحفاظ على الهدوء، أم أن التصعيد سيقود المنطقة إلى مواجهة جديدة؟