بينت آخر الأرقام المتعلقة باستهلاك التبغ في تونس أن 25 بالمائة من التونسيين فوق سن 15 عام هم من المدخنين، فضلا عن ارتفاع نسبة استهلاك التبغ في صفوف المراهقين من عمر 15 إلى 17 سنة.
وأكدت المسؤولة عن الأمراض غير السارية والصحة النفسية بمكتب منظمة الصحة العالمية بتونس ألفة السعيدي أن المنتوجات الجديدة للتدخين مثل السجائر الإلكترونية تشهد بدورها ارتفاعا في الاستهلاك في الأشهر الأخيرة قدر بنسبة 17% مقابل 14% للسجائر العادية.
من جهتها، قالت وزارة الصحة إن التدخين يعتبر أهم عوامل اختطار الأمراض غير السارية، مثل الجلطة الدماغية وسرطان الرئة والأمراض التنفسية والجلطة القلبية وأمراض القلب والشرايين وأمراض القصبات الهوائية المزمنة وأمراض الجهاز الهضمي والكبد وسرطان الحنجرة وأمراض الروماتيزم والعظام، التي تتسبّب في أكثر من ثلثي الوفيات في تونس وتستهلك أكثر من ثلثي ميزانية العلاج بالوزارة.
70 % من رواد عيادات الإقلاع عن التدخين نجحوا في تخطيه
وعلق رئيس لجنة مكافحة التدخين بمستشفى الحبيب ثامر، بالعاصمة تونس، الدكتور سفيان كمون، بأن الأرقام والإحصائيات المتعلقة بالتدخين في البلاد مفزعة، وتشير الى ارتفاع استهلاك التبغ لدى النساء والرجال وفي صفوف المراهقين.
وقال كمون، خلال اليوم التوعوي الذي نظمته لجنة مكافحة التدخين بمستشفى الحبيب ثامر في اليوم العالمي لمكافحة التدخين إن "الأطباء نجحوا في مساعدة 400 من المدمنين على التدخين من جملة 600 في الإقلاع نهائيا عن التدخين، فقد تمكن الإطار الطبي بالمستشفى خلال سنة 2023 من مساعدة 70 بالمائة من الراغبين في الإقلاع عن التدخين"، مؤكدا أن الإقلاع عنه يستوجب الإرادة والوعي بحجم خطورته وما يسببه من أمراض وتأثيرات تظهر على المستوى الصحي والأسري والاجتماعي.
وأوضح كمون أن لجنة مكافحة التدخين تضبط بروتوكولا علاجيا مخصوصا يتماشى مع حالة المدمن على التدخين، حسب سنه وحالته الصحية والنفسية ودرجة إدمانه، غير أن جميع المدمنين على التدخين الوافدين من أجل العلاج يعانون من تعكّرات صحية خطيرة مما يعني أن المدخن لا يفكر بصفة جدية في الإقلاع عن التدخين إلا بعد إصابته بأمراض خطيرة تهدد حياته.
ولفت الطبيب المختص في علاج الإدمان على التدخين أن تونس تحتل المرتبة الأولى عربيا من حيث نسبة المدخنين، كما أن نصف الرجال فوق 30 سنة جربوا التدخين ولو لمرة واحدة في حياتهم، وطفلا من بين كل 6 أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة جربوا التدخين.
بدوره، أوضح الدكتور إلياس بن حسين صاحب عيادة متخصصة في المساعدة على الإقلاع عن التدخين وعضو الجمعية التونسية لمقاومة التدخين وسلوكيات الإدمان في تصريحات لموقعنا أنه افتتح منذ سنوات أول عيادة للإعانة على الإقلاع عن التدخين لمكافحة الإدمان التبغي إجتماعيا وطبيا، ولكن تبقى الوقاية وحماية الشباب من لوبيات التدخين أهم أهداف الرعاية الصحية لعام 2024 لأن مختلف أنواع السجائر الالكترونية التي تروج اليوم عبر الإشهار كبدائل للتبغ لا تقل ضررا عنه.
واعتبر بن حسين أن تجّار التبغ يحاولون تعويض خسائر الإقلاع عن التدخين بالبدائل الإلكترونية للسجائر التي يندفع نحوها الشباب بسبب تقبلهم السهل للإشهار دون الانتباه إلى مخاطرها الصحية واحتوائها على مواد سامة ومسرطنة ومؤرقة، وهو ما تسبب في تقدم سن بداية التدخين وأمراض التدخين التي أصبحت تظهر مبكرا على أشخاص في العقد الثاني والثالث من العمر، مؤكدا على أهمية العمل على مقاومة السيجارة الأولى لدى الأطفال والمراهقين.
السجائر الإلكترونية.. بديل قاتل
من جهته، حذر رئيس التحالف التونسي ضد التدخين الدكتور حاتم بوزيان من السجائر الإلكترونية التي تمثل خطورة على الصحة خاصة لدى فئة المراهقين الذين يدخن 17 بالمائة منهم السيجارة الإلكترونية إلى جانب السيجارة العادية معتبرا أنها تساعد على الإدمان لاحتوائها على النيكوتين ومواد سامة لها آثار ضارة على نماء الدماغ.
وشدد بوزيان في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، على أن طريقة تصنيع المنتوجات الجديدة للتدخين التي تحتوي على التبغ المسخن تعتمد ألوان ونكهات وتصميمات موجهة لجذب الأطفال والمراهقين.
والجدير بالذكر أن الخبراء في تونس يؤكدون أن التدخين يسبب فضلا عن المخاطر الصحية خسائر اقتصادية تناهز 5.7 مليار دينار كما تؤكد احصائيات رسمية أن رعاية الأمراض المرتبطة بالتدخين لوحدها تكلف تونس ملياري دينار سنويا.