مع إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أنه سيختار ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية، أصبح السيناتور الجمهوري من فلوريدا على استعداد ليصبح الدبلوماسي الأعلى للولايات المتحدة في الإدارة المقبلة.

وفي وقت يشهد صراعا داميا في الشرق الأوسط يهدد بنشوب حرب أوسع، تثار التساؤلات بشأن موقف روبيو من إسرائيل وإيران، إذ تشن الأولى هجمات عنيفة على قطاع غزة ولبنان، وسط مخاوف من حرب مفتوحة مع الثانية.

روبيو، عضو مجلس الشيوخ منذ عام 2011، يوصف بأنه "صقر تقليدي في السياسة الخارجية"، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إذ "بنى هويته السياسية حول دعم إطاحة الحكومات المتشددة، من أميركا اللاتينية إلى الشرق الأوسط إلى آسيا".

فما رؤيته للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، لا سيما ما يتعلق بحرب إسرائيل في غزة ولبنان والتصعيد مع إيران؟

ترامب رئيسا.. سيطرة على مفاصل الحكم

داعم قوي لنتنياهو

في الشأن الإسرائيلي، أعرب السيناتور مرارا وتكرارا عن دعمه لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولعمله العسكري ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، واتهم إدارة الرئيس جو بايدن بـ"عدم بذل ما يكفي لدعم حليفها".

ووصف روبيو حرب إسرائيل في غزة بأنها تدار "بالاستبصار والعدالة"، حيث تسعى إلى "تدمير المنظمة الإرهابية حتى لا تهدد شعب إسرائيل مرة أخرى"، في إشارة إلى حركة حماس.

وبعد شهر من الحرب، قال روبيو إنه لن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، بل "على العكس من ذلك أريدهم أن يدمروا كل عنصر من عناصر حماس يمكنهم وضع أيديهم عليه. هؤلاء الناس حيوانات شرسة ارتكبوا جرائم مروعة".

إدارة ترامب الجديدة.. ترقب للسياسات الخارجية

كما دان قرارات بعض الحلفاء الغربيين بتعليق أو تقييد صادرات الأسلحة إلى إسرائيل بسبب الانتهاكات المحتملة للقانون الإنساني الدولي، باعتبارها "تقوض قدرتها على الدفاع عن نفسها".

وبعد أن فرضت الخارجية الأميركية عقوبات في أغسطس على كيانات إسرائيلية قالت إنها متورطة في "عنف المستوطنين المتطرفين" في الضفة الغربية المحتلة، قال روبيو إن الخارجية "تقوض حليفا أميركيا"، وكتب في رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن قائلا: "الإسرائيليون الذين يعيشون بحق في وطنهم التاريخي ليسوا عائقا أمام السلام. الفلسطينيون هم العائق".

أكثر عدائية لإيران

وفي السياق ذاته، يكن روبيو عداء شديدا لطهران، وسبق أن وصف "النظام الإيراني" بأنه "إرهابي".

وفي فبراير الماضي، قال إن "صعود محور بقيادة الصين وروسيا وإيران أعظم تهديد جيوسياسي للولايات المتحدة".

وفي بيان صدر في الأول من أكتوبر، بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل، قال روبيو إنه يؤيد "حق إسرائيل في الرد بشكل غير متناسب لوقف هذا التهديد"، من دون تحديد ما قد يستلزمه ذلك.

وقال: "من دون إيران لا توجد حماس. من دون إيران لا يوجد حزب الله".

وأضاف روييو في مقابلة تلفزيونية قبل أيام: "من دون إيران، لن تكون هناك ميليشيات شيعية تهاجمنا من العراق وسوريا"، مضيفا أن إدارة ترامب ستكون "واضحة للغاية وحازمة للغاية" في التعامل مع إيران، واتهم البيت الأبيض بقيادة بايدن بالتساهل مع طهران.

ترامب يواصل اختيار فريق ولايته الرئاسية الثانية