ساهمت استثمارات النمسا في تدابير الحماية من مخاطر الكوارث المناخية، في عدم حدوث خسائر كبيرة، بالنظر إلى الأضرار الناجمة عن الفيضانات المدمرة التي ضربت ولاية "النمسا السفلى" مؤخراً، مقارنة بكوارث الفيضانات السابقة.
وأكدت تحليل المركز النمساوي للعلوم المعقدة "CSH"، أن النمسا مستعدة بشكل جيد لمواجهة مخاطر الفيضانات المحتملة.
وخلصت تقديرات معهد البحوث الاقتصادية "Wifo" ومركز العلوم المعقدة "CSH"، إلى أن العواصف والفيضانات في ولاية "النمسا السفلى"، كبدت الأفراد والشركات أضراراً مادية جسيمة بلغت نحو 1.3 مليار يورو، منها 700 مليون يورو لحقت بالأفراد والأسر.
أما خسائر الشركات فقد بلغت نحو 600 مليون يورو، بسبب الأضرار الناجمة عن توقف الإنتاج وعمليات التشغيل، وتلف المخزون، وخسائر الأصول والممتلكات، وقدر الاقتصاديون أضرار القطاع الزراعي بنحو 14.7 مليون يورو.
وأوضح كلاوس فريسنبيخلر، الخبير الاقتصادي في معهد البحوث الاقتصادية "Wifo"، أن التقرير المبدئي للخسائر لا يتضمن قيمة الأضرار المادية التي لحقت بالبنية التحتية وخطوط السكك الحديد بسبب استمرار عملية حصر وتقدير الخسائر، وتوقع أن تبلغ قيمة أضرار البنية التحتية نحو 1.8 مليار يورو.
وبسبب موقعها الطبوغرافي والجغرافي، فإن النمسا معرضة بشكل خاص للمخاطر الطبيعية مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية، تجعلها جغرافيتها الجبلية عرضة لأحداث الفيضانات الطويلة الأمد والممتدة، التي تؤثر على المناطق المسطحة والتلالية.
تظهر الدراسات أن عدد المباني المعرضة للفيضانات الشديدة يتزايد في العديد من البلدان في جبال الألب الأوروبية، وخاصة في النمسا.
إحدى نقاط ضعف النمسا تتمثل في وفرة المياه في أراضيها، فالبلاد تحتوي على أكثر من 100 ألف كيلومتر مربع من الأنهار والجداول، إلى جانب 25 ألف مسطح مائي.
تقع المناطق الأكثر عرضة للخطر داخل إقليم المركز الشمالي، حيث تكون بعض المناطق عرضة للفيضانات المفاجئة، والتي قد تتفاقم في المستقبل بسبب تغير المناخ.