تعمل السلطات الأميركية على الوصول إلى مصدر رسائل نصية وصفت بـ"العنصرية"، وصلت إلى عدد من السود في أنحاء البلاد، بعد الانتخابات الرئاسية.
وحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، فقد تلقى أطفال وطلاب جامعات وأشخاص آخرون من أصحاب البشرة السمراء، رسائل نصية من أرقام هواتف غير معروفة تضمنت "خطابا مليئا بالكراهية"، ويشير إلى "عصر العبودية".
وأفاد طلاب من 3 كليات وجامعات معروفة بزيادة أعداد السود تاريخيا بتلقيهم الرسائل النصية، وفقا لبيانات من الجامعات.
وتقول إحدى الرسائل: "تم اختيارك لجمع القطن من أقرب مزرعة. يرجى إحضار أمتعتك بحلول الساعة العاشرة تماما. سوف يقوم عبيدنا التنفيذيون باستقبالك في شاحنة بنية".
وأعلنت رئيسة لجنة الاتصالات الفيدرالية جيسيكا روزينورسيل أن مكتب إنفاذ القانون التابع للجنة الاتصالات الفيدرالية يحقق في الرسائل النصية.
وقالت: "هذه الرسائل غير مقبولة. نحن نأخذ هذا النوع من الاستهداف على محمل الجد".
وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، أنه "على علم بالرسائل النصية المسيئة والعنصرية المرسلة إلى الأفراد، وهو على اتصال بوزارة العدل والسلطات الفيدرالية الأخرى بشأن هذه المسألة"، وفقا لبيان صدر الخميس.
رسائل مجهولة
وتقول "سي إن إن" إن مصدر الرسائل النصية غير واضح.
وتضيف: "لم يتضح على الفور من أرسل الرسائل، ولا توجد قائمة كاملة بمن تم تسليمها إليهم. يبدو أن بعضها على الأقل قد تم إرساله من خلال شركة (تكست ناو)"، بينما تعتقد الشركة أنه "هجوم واسع النطاق ومنسق".
وقالت الشركة للشبكة الإخبارية إنه "بمجرد أن علمنا، تصرف فريق الثقة والسلامة لدينا بسرعة، وقام بتعطيل الحسابات ذات الصلة بسرعة في أقل من ساعة".
وكشفت خدمة الرسائل النصية الأخرى "تكست سبوت" لشبكة "سي إن إن"، أن "مستخدما جديدا سجل يوم الأربعاء وحاول استخدام المنصة لإرسال رسالة بلغة عنصرية".
وأوضح بيان من الشركة: "أشارت وظيفة الذكاء الاصطناعي لدينا على الفور إلى الرسالة ومنعت إرسالها حتى نتمكن من إجراء مراجعة داخلية. قام فريقنا بسرعة بحظر الرسالة وحظر المستخدم من منصتنا".
وقالت الشركة إنها شاركت المعلومات حول المستخدم والرسالة، التي تعكس تلك التي تلقاها الأشخاص على مستوى البلاد، مع سلطات إنفاذ القانون المحلية ومكتب التحقيقات الفيدرالي.
التحقيق في مصدر الرسائل
وقالت النيابة العامة في ولاية نيفادا في بيان على منصة "إكس"، إن الرسائل "تبدو وكأنها رسائل روبوتية"، وإن مكتب المدعي العام في نيفادا يعمل مع سلطات إنفاذ القانون للتحقيق في مصدرها.
وقالت المدعية العامة في ولاية لويزيانا ليز موريل لشبكة "سي إن إن": "من يرسل الرسائل العنصرية يستخدم برنامجا لإخفاء هويته وموقعه".
وأضافت المدعية العامة أن بعض الرسائل على الأقل تم إرسالها باستخدام خدمة بريد إلكتروني تقوم بتوجيه حركة المرور عبر بولندا، لكن هذا لا يعني أن المرسل موجود هناك.
وقالت موريل: "ربما تكون قادمة من نابليونفيل في لويزيانا. لا نعرف من أين أتت".
رسائل موجهة بالاسم
ويظهر في الرسائل "العنصرية" التي انتشر بعضها على منصات التواصل الاجتماعي، أنه تم إرسالها للأشخاص بالاسم.
وقالت كوري فاكلاريس، الأستاذة المساعدة في خدمات البرمجيات والمعلومات لوكالة "أسوشيتد برس"، إنه من المحتمل أن يكون المرسلون قد جمعوا بيانات شخصية عن طريق شرائها عبر الإنترنت، ثم أدخلوا تلك البيانات وغيرها في خوارزميات التعلم الآلي للحصول على المعلومات.
وأوضحت فاكلاريس: "كل هذا يعني أنه قد يكون من الأسهل مما يدركه معظم الناس تخمين عرق الشخص المرتبط برقم الهاتف هذا".
قالت المدعية العامة في نيويورك ليتيتيا جيمس، إن الرسائل النصية التي "يبدو أنها تستهدف الأفراد السود والسمر"، قد تتضمن أيضا معلومات شخصية أخرى عن المستلم، بما في ذلك موقعه.