أثارت نجمة التنس التونسية أنس جابر كثيرا من الجدل بعد إعلانها الغياب رسميا عن منافسات الألعاب الأولمبية باريس 2024 المقرر أن تدور بين 26 يوليو و10 أغسطس المقبلين.
وفاجأت أيقونة التنس العربية، المصنفة عاشرة عالميا، جميع متابعيها والمهتمين برياضة الكرة الصفراء في العالم عندما أكدت عبر حسابها الرسمي بمنصة "إنستغرام" بقرارها عدم المشاركة في منافسات التنس بدورة الألعاب الأولمبية 2024 وذلك بعد التشاور مع الفريق الطبي، بحسب تصريحها.
وفسحت أنس جابر التي تعد أفضل لاعبة عربية وإفريقية في تاريخ كرة المضرب، المجال لسيل من الأسئلة الغامضة خصوصا أنها تشارك حاليا في بطولة برلين المفتوحة، كما أن الكثير من الخبراء كانوا يرشحونها لأن تحمل آمال الرياضة التونسية في حصد إحدى الميداليات في الأولمبياد، وذلك بعد تاكد غياب السباح البطل العالمي والأولمبي أيوب الحفناوي الشهر الماضي عن الألعاب.
انسحاب مفاجئ وأسئلة غامضة
وقالت اللاعبة البالغة من العمر 29 عاما: "بعد التشاور مع فريقي الطبي، وحيث أن التغيير السريع للأراضي من شأنه أن يعرض ركبتي لخطر الإصابة إلى جانب بقية موسمي للخطر، قررنا عدم خوض أولمبياد باريس 2024، لطالما أحببت تمثيل بلدي في كل المسابقات لكن لابد من المحافظة على جسدي وأتبع نصيحة فريقي الطبي".
وتابعت قولها: "أتمنى لزملائي من الرياضيين التونسيين مشاركة ناجحة في الألعاب، وسأكون أكبر داعمة لهم"، مؤكدة بذلك عدم خوضها منافسات التنس التي تبدأ يوم 27 يوليو وحتى 4 أغسطس.
وزاد ظهور نجمة الكرة الصفراء مساء الثلاثاء في بطولة برلين للسيدات من فئة 500 نقطة أمام الصينية وانغ تشين في إثارة مزيد من الجدل وردود الفعل، حيث اعتبر كثيرون أن الخلافات بين اللاعبة واللجنة الأولمبية التونسية خلال العامين الماضيين لعبت دورا كبيرا في اتخاذها قرار عدم التواجد ضمن البعثة التونسية الأولمبية التي ستكون في باريس، بعد أن كانت حاضرة في أولمبياد طوكيو 2021.
ويرى الكثير من الخبراء أن مشاركة أنس جابر المرتقبة في بطولة ويمبلدون الكبرى، ثالث بطولات الغراند سلام في يوليو دفعت بشكل أو بآخر اللاعبة للانسحاب من ملاعب باريس.
وينتظر أن تخوض أنس جابر بطولة ويمبلدون المفتوحة للعام الحالي، والتي كانت بلغت المباراة النهائية فيها للعامين الماضيين 2022 و2023 كأول لاعبة عربية وإفريقية تحقق ذلك الإنجاز، فيما ستكون أمام فرصة بلوغ النهائي للمرة الثالثة تواليا والطموح للتتويج للمرة الأولى بلقب إحدى البطولات الكبرى في مسيرتها.
وكانت جابر مرت خلال العام الجاري بأسوأ انتكاسة لها على مستوى النتائج، حيث لم تبلغ أكثر من مرحلة ربع النهائي في كل البطولات التي شاركت فيها خلال العام 2024 وآخرها بطولتي فرنسا المفتوحة عندما خرجت من ربع النهائي أمام الأميركية كوكو غوف، ثم في بطولة بيرمنغهام الأسبوع الماضي بخسارتها أمام التشيكية كارولينا بليسكوفا.
وتعد أنس جابر إحدى أكثر الرياضات التونسيات تألقا في الأعوام الأخيرة، عندما نحتت اسمها بأحرف ذهبية في كبرى البطولات في الكرة الصفراء ورغم أنها لم تتوج بلقب في "الغراند سلام"، إلا أنها وصلت النهائي في 3 مناسبات، وهي العربية والإفريقية الوحيدة التي حققت ذلك في نهائي بطولة ويبملدون 2022، ثم بطولة أميركا المفتوحة في العام ذاته، قبل أن تخسر من جديد نهائي ويمبلدون في العام الماضي.
تراجع رهيب وحظوظ ضئيلة
وجاء إعلان أنس جابر غيابها بعد أسابيع قليلة من تأكيد غياب السباح التونسي والبطل الأولمبي والعالمي أيوب الحفناوي عن الألعاب الأولمبية، وذلك في وقت كانت الأوساط الرياضية التونسية تمني النفس بإنجاز أولمبي جديد لجابر والحفناوي وغيرهما، بعد أن كان الأخير صنع الحدث في أولمبياد طوكيو منذ 3 سنوات، عندما أحرز ذهبية سباق 400 متر سباحة حرة، بعمر 18 عاما، محققا إنجازا باهرا استمر بعد ذلك في بطولة العالم 2022 و2023 بتتويجه بطلا للعالم.
وبانسحاب الحفناوي وجابر، سجلت تونس تراجعا كبيرا في عدد الرياضيين المتأهلين رسميا إلى أولمبياد باريس 2024، والذي لن يتجاوز 22 رياضيا مع غياب كلي للرياضات الجماعية، وذلك بعد أن كان عددهم 112 رياضيا في ألعاب لندن 2012 و80 في ريو دي جانيرو 2016 و63 في دورة طوكيو 2021.
يشار إلى أن تونس أحرزت على مرّ تاريخ مشاركاتها الأولمبية 15 ميدالية من بينها 5 ذهبية و3 فضية و7 برونزية وذلك في 14 مشاركة، فيما تملك رياضة السباحة أكبر عدد من الميداليات برصيد 4 ميداليات، من بينها 3 ذهبية تليها ألعاب القوى برصيد 5 من بينها ذهبيتان اثنتان.