أنهت أسهم "ترامب ميديا" تعاملات جلسة بداية الأسبوع، الإثنين، على انخفاض بنحو 3.8 بالمئة، عند مستوى 17.28 دولار للسهم الواحد، وذلك بعدما شهدت قفزة واسعة بنهاية الأسبوع الماضي في وول ستريت، بعد تصريحات محفزة للسهم من جانب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وبنهاية تعاملات الاثنين، بلغت القيمة السوقية لشركة ترامب ميديا نحو 3.4 مليار دولار عند الإغلاق.
- انخفضت الأسهم بنحو 14 بالمئة لتصل إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق يومي الأربعاء والخميس، بعد المناظرة الرئاسية الأولى بين ترامب ومنافسته الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس .
- ثم ارتفع سهم الشركة بنحو 25 بالمئة خلال تعاملات يوم الجمعة الماضي، قبل أن ينهي التعاملات مرتفعاً بنسبة 11% عند 17.97 دولار للسهم، لتبلغ حصة ترامب البالغة 114.750.000 سهم في الشركة أكثر من 2 مليار دولار.
- جاء هذا الارتفاع بعد تصريحات ترامب للصحافيين بأنه لا يعتزم بيع حصته في الشركة (تبلغ حوالي 57 بالمئة).
- لكن حتى بعد المكاسب التي حققها السهم يوم الجمعة، فإنه أغلق عند مستوى أعلى قليلا من مستواه الذي افتتح به الأسبوع.
وكان تم منع ترامب وغيره من المطلعين من الشركة من بيع أسهمهم في ترامب ميديا، ولكن من المقرر أن تنتهي هذه القيود يوم الخميس المقبل.
وقال ترامب للصحافيين في ناديه للغولف في ولاية كاليفورنيا يوم الجمعة: ”لا، لن أبيع"، وهو ما شكل دعماً للأسهم، قبل تراجعها يوم الاثنين وخسارة جزء من مكاسبها المحققة بنهاية الأسبوع.
وبحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركي، فغالبًا ما تعمل وسائل الإعلام التابعة لترامب كوكيل لمصير ترامب السياسي، وبينما يواصل ترامب ادعاء النصر في مناظرة 10 سبتمبر ، يتفق الخبراء السياسيون والاستراتيجيون على أن هاريس جاءت في المقدمة.
وعند إغلاق يوم الاثنين، انخفض السهم بنحو 57 بالمئة منذ أعلى مستوى له في يوليو بعد محاولة الاغتيال الأولى. وانخفضت الأسهم بنحو 74 بالمئة عن أول تداول عام للسهم في مارس في بورصة ناسداك.
الارتباط بترامب
رئيس الأسواق العالمية في "Cedra Markets"، جو يرق، يلفت في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى ارتفاع أسهم الشركة بنسبة وصلت إلى 25 بالمئة خلال تعاملات يوم الجمعة الماضي قبل أن تقلص مكاسبها إلى 11 بالمئة في ختام التداولات، مشيراً إلى أن تلك الارتفاعات كانت مدفوعة بتصريحات ترامب التي أكد فيها أنه لن يبيع حصصه.
ويضيف: "المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية كان قد انتقد جمود السوق وتقلباته، مما أثر على أداء الشركة في وقت سابق"، موضحاً أن قضية مستقبل "ترامب ميديا" ترتبط بشكل كبير بشخصية الرئيس ترامب نفسه، وهنا تكمن المخاطرة؛ ففي حالة حدوث أي أحداث غير متوقعة، مثل محاولة الاغتيال التي تعرض إليها، تأثرت أسهمه، كذلك لم تشهد ارتفاعًا ملحوظًا بعد المناظرة الأخيرة مع هاريس، حيث كان الرأي السائد أن هاريس فازت بالمناظرة.
ويشدد على أن تراجع سعر الأسهم يُعزى لهذه الأحداث. وفي حالة عودة الرئيس ترامب إلى الصدارة، قد نشهد دعمًا كبيرًا للأسهم. أما إذا استمرت حظوظ هاريس في التحسن، فسيكون هناك ضغوط على الأسهم مع زيادة المخاطر.
ويستطرد: كما لا ننسى ارتباط أسهم "ترامب ميديا" بقطاع الإعلام؛ فإذا واجه هذا القطاع تحديات (مرتبطة بالأوضاع الاقتصادية)، سنرى تقلبات كبيرة في سعر السهم على المدى القصير، المتوسط، والطويل، نظراً لارتباطه بشخصية الرئيس وآفاقه المستقبلية.
محاولة اغتيال ترامب
وتعرض الرئيس الأميركي السابق، لمحاولة اغتيال ثانية.
- أطلق عناصر من جهاز الخدمة السرية الأميركي النار على شخص قبل الساعة الثانية ظهراً بقليل يوم الأحد، بعد أن رصدوا بندقية بالقرب من خط ملعب ترامب للغولف في ويست بالم بيتش، حيث كان المرشح الجمهوري للرئاسة هناك.
- ألقت السلطات القبض في وقت لاحق على رايان ويسلي روث البالغ من العمر 58 عامًا ، بعد فراره من مكان الحادث. وهو قيد الاحتجاز وظهر لأول مرة أمام المحكمة الفيدرالية يوم الاثنين.
- بمجرد أن سمع العملاء إطلاق النار، قاموا على الفور بنقل ترامب إلى مكان آمن.
- جاءت محاولة الأحد بعد شهرين ويومين فقط من نجاة ترامب من محاولة اغتيال في تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا في 13 يوليو.
شركة من نوع خاص
من جانبه، يقول كبير الاقتصاديين في شركة "ACY" نضال الشعار، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
- شركة "ترامب ميديا" لا يمكن التعمق في تفاصيلها بشكل دقيق بسبب طبيعة الشركة المعقدة.
- تأسست هذه الشركة عبر ما يُعرف بـ "Special Purpose Acquisition Company" (شركة ذات هدف خاص)، وهذا النوع من الشركات يركز على هدف محدد وقد يمنع المؤسسين من بيع الأسهم إلا في أوقات محددة حسب العقد التأسيسي.
- الرئيس الأميركي السابق يمتلك 60 بالمئة من أسهم الشركة.
- هذا النوع من الشركات يحمل مخاطر أكبر مقارنة بالشركات التي تدخل البورصة بشكل طبيعي، ولذلك، ظهرت مشاكل بين المؤسسين.
ويضيف: قام ترامب برفع دعاوى ضدهم (المؤسسين)، وهم بدورهم رفعوا دعاوى ضده، متهمين إياه بتضخيم الأسهم للحصول على عائدات وبيع جزء من حصته.
وفيما يخص تصريحات ترامب الأخيرة وتأثيراتها على أسهم الشركة، يوضح الشعار أن تلك التصريحات كان لها تأثير معنوي أكثر من اقتصادي على وضع الشركة، وأن هذا الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا، عندما تنتهي فترة الحظر على بيع أسهم المؤسسين، وإذا قام ترامب ببيع جزء من حصته، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار قيمة الأسهم.
من ناحية أخرى، فإن الشركة الأم لمنصة تروث سوشيال لم تحقق النجاح المتوقع، لا سيما وأن المنافسة شديدة، والشركة لم تستطع اختراق السوق بالشكل المأمول، مما يجعل أسهمها معرضة لمخاطر كبيرة في الوقت الحالي ومستقبلًا، وفق كبير الاقتصاديين في شركة "ACY".