تشهد العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة تطورا في العديد من المجالات الحيوية التي تشكل اقتصاد المستقبل، منها الطاقة المتجددة، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا المتقدمة.

ويعد الذكاء الاصطناعي من أبرز الملفات الهامة في التعاون بين البلدين والشركات التابعة لهما في أعقاب إعلان "MGX" الإماراتية عن شراكة عالمية للاستثمار في الذكاء الاصطناعي بقيمة تصل إلى 100 مليار دولار مع شركات مايكروسوفت وبلاك روك وغلوبال إنفراستركتشر بارتنرز.

من جهتها، قالت ليندسي ميريل، مساعدة الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون المناخ والاستثمار في البيت الأبيض "تتمتع الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقة قوية طويلة الأمد، مليئة بالنجاح".

أخبار ذات صلة

"MGX" تطلق شراكة عالمية للاستثمار بالبنية التحتية للـ"AI"
اليابان ستبدأ مفاوضات اتفاقية شراكة اقتصادية مع الإمارات

وفي حديثها خلال القمة الإقليمية للتمكين الاقتصادي للمرأة 2024، التي عقدت في أبوظبي يوم 18 سبتمبر، والتي تمتد على مدار ثلاثة أيام في ثلاث إمارات مختلفة، قالت ميريل: "نجد أنفسنا حالياً في لحظة فريدة من نوعها، في الوقت الذي يسعى فيه العالم إلى تعزيز التحول العالمي في مجال الطاقة، والثورة الرقمية والتكنولوجية السريعة، أنا متأكدة من خوضنا جميعاً لبعض المحادثات المثيرة للتفكير والمربكة والمذهلة حول الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى القوة والبنية الأساسية لدعمها.".

كما شددت على أن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الأميركي جو بايدن، لديهم كلاهما رؤية قوية مشتركة، حيث يتشاركا في رؤية موحدة حول شرق أوسط قوي وآمن ومزدهر.

وأوضحت أنهم (الرئيس الأميركي ورئيس دولة الإمارات) لديهما الفرص لمساعدة بلديهما وكذلك أصدقائهما وجيرانهما من حولهما على الازدهار.

أخبار ذات صلة

محمد بن زايد يبدأ زيارة رسمية للولايات المتحدة يوم الإثنين
أكسفورد إيكونوميكس تتوقع نموا قويا لاقتصاد الإمارات في 2025

وتطرقت ليندسي ميريل، لما تم إنجازه في " أديبك 2022"، من توقيع شراكة استراتيجية لتسريع الطاقة النظيفة، ويُشار إليها باسم "بيس"، لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في كل من دولة الإمارات والولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم بحلول عام 2035 .. وذلك بهدف تعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة ودعم العمل المناخي.

وتابعت قائلة: "تسعى حكومات البلدين لتحفيز تمويلات واستثمارات وأوجه أخرى للطاقة النظيفة من الدعم بقيمة 100 مليار دولار بحلول عام 2035 لدعم التحوّل نحو الطاقة النظيفة.

تستند الخطة الطموحة لاستراتيجية الشراكة "بيس" على أربع ركائز أساسية تشمل :
1- الابتكار في مجال الطاقة النظيفة والتمويل ونشر الحلول والتقنيات وتعزيز سلاسل الإمداد .
2 - إدارة انبعاثات الكربون والميثان.
3- تقنيات الطاقة النووية المتقدمة مثل المفاعلات النمطية الصغيرة.
4- خفض انبعاثات القطاعات الصناعية وقطاع النقل.

أخبار ذات صلة

دول الجنوب.. حاجة ملحة لزيادة التمويل المناخي
"الاستثمارات المناخية".. قاطرة أساسية للسياسات البيئية

ومنذ إعلانها، أعلنت الشراكة "بيس" عن مشروعات لتعزيز كل من هذه الركائز في الولايات المتحدة، ودولة الإمارات، والأسواق الناشئة معاً حول العالم، بحسب تصريحات ليندسي ميريل.

وتجسد هذه الشراكة التزام دولة الإمارات والولايات المتحدة المشترك بتعزيز التقدم في جهود العمل المناخي ورفع سقف الطموح في هذا المجال من خلال تضافر الجهود، بما ينسجم مع أهدافهما للوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050.

تواصل دولة الإمارات والولايات المتحدة جهودهما للتنسيق والعمل معاً ضمن رؤية مشتركة تؤكد على أن المسار الأسرع والأكثر موثوقية للوصول إلى الحياد المناخي، يقتضي تسريع الاستثمار في تقنيات وموارد الطاقة النظيفة، حيث يدرك الجانبان أنّ نجاح العمل المناخي يعتمد بشكل جوهري على تعزيز أمن الطاقة العالمي وتسهيل الاستفادة من خدماتها وتوفيرها بأسعار مناسبة.

كما أشارت إلى ما تم الإعلان عن في قمة العشرين الأخيرة، حيث قالت: "في قمة محموعة العشرين التي عقدت في الهند قبل عام، جلس الرئيس بايدن برفقة الشيخ محمد بن زايد وقادة آخرين بالعالم في قمة العشرين، وأعلنوا عن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، المعروف باسم " IMEC".

أخبار ذات صلة

أستراليا تتوصل لاتفاق تجاري مع الإمارات لتعزيز الصادرات
45 مليار درهم قيمة مشاريع الطاقة المتجددة المشغلة بالإمارات

وأضافت: "يهدف هذا الممر إلى الربط بين آسيا وأوروبا عبر الشرق الأوسط، وإنشاء شبكة نقل عبر الحدود موثوقة وفعالة من حيث التكلفة من السفن إلى خطوط السكك الحديدية، ستعمل على تمكين نقل السلع والخدمات من وإلى الهند، والإمارات العربية المتحدة، و السعودية، والأردن، وإسرائيل، وأوروبا. وعلى طول السكك الحديدية، تعتزم البلدان المشاركة إتاحة مد كابلات كهربائية وللاتصال الرقمي، بالإضافة إلى مشروعات للطاقة النظيفة والتصدير".

يذكر أن هذا الممر يمتد لحوالي 4800 كيلومتر، ويربط الممر الشرقي الهند بالخليج العربي، بينما يمتد الممر الشمالي من منطقة الخليج العربي إلى أوروبا. وسيركز "مشروع الممر الاقتصادي" على الربط السككي، والبحري، والنقل الرقمي بتركيب كابلات الألياف البصرية.

وأكدت أن هذين المشروعين يشكلان إنجازات ضخمة وتاريخية بالنسبة لدولة الإمارت والولايات المتحدة الأميركية.

دور محوري للمرأة في الاقتصاد العالمي

كما أشادت ليندسي ميريل، مساعدة الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون المناخ والاستثمار في البيت الأبيض، بدور المرأة حيث قالت: "أدين بقدر كبير من نجاحي إلى النساء اللاتي حللن مكاني من قبلي، مثل سفيرتنا، مارتينا سترونغ، وإلى والدتي، مثلي الأعلى المحبة والقوية منذ أمد طويل، وكذلك إلى زملائي ونظرائي الذين شرفت بالعمل معهم يومياً، وإلى القيادة الحيوية لشركائنا هنا في الشرق الأوسط".

وأوضحت أن لنجاح الاقتصاد العالمي من المهم أن تكون هناك منصة قوية للنساء.

وتابعت قائلة: "أتمنى أن نواصل السعي إلى تعزيز الدور الذي تلعبه المرأة في هذه القطاعات الحيوية كل يوم، وبينما نسعى إلى بناء اقتصادات مُستدامة لحماية كوكبنا الأم، الأرض. أتمنى أن نكون مرشدين، وأن نمهد طريق مُستدامة للجيل الأصغر من الشقيقات اللاتي سيخلفننا".

يذكر أن القمة، التي ترعاها السفارة الأميركية في الإمارات للمرة الأولى، تحدث فيها عبر الفيديو كل من يوسف العتيبة سفير الإمارات في واشنطن، ورزان خليفة المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة والعضو المنتدب في صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية.