أعلنت الخارجية البريطانية فرض عقوبات على منظمتين إسرائيليتين وعدد من الأفراد بعد ما اعتبرت أنهم مسؤولون عن أحداث العنف في الضفة الغربية، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن العقوبات شملت منظمة لاهافا المتطرفة.
وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده اعتمدت أحدث حزمة عقوبات تستهدف مجموعتين تقودان أعمال العنف الفظيعة ضد الفلسطينيين و4 أفراد يتحملون المسؤولية المباشرة عن تلك الأعمال الموجهة ضد المدنيين، داعيا السلطات الإسرائيلية إلى توقيف المتورطين.
الخارجية البريطانية أوضحت في بيان لها أن هذه العقوبات تأتي بسبب الارتفاع غير المسبوق في عنف المستوطنين في الضفة الغربية على مدى السنة الماضية، حيث سجلت الأمم المتحدة نحو 800 حادث اعتداء منذ شهر أكتوبر 2023.
وأشار بيان الخارجية البريطانية إلى أن الإجراءات المعلن عنها اليوم تشمل فرض قيود مالية على الكيانات والأشخاص المعنيين، ومنع دخول هؤلاء الأشخاص إلى المملكة المتحدة.
كما بينت أن الجماعتين المستهدفتين بالإجراءات العقابية هما "شباب التل" و "لاهافا"، داعية إسرائيل لملاحقة المسؤولين عن العنف مضيفة أن لندن لن تتردد في اتخاذ مزيد من الإجراءات إن لزم الأمر، بما في ذلك عن طريق فرض مزيد من العقوبات.
أما المتطرفون اليهود الأربعة المشمولون بالعقوبات البريطانية، هم، نوعم فيدرمان وهو مستوطن متطرف ناشط وزعيم سابق ومتحدث باسم حركة "كاخ" المحظورة دوليا.
كما طالت العقوبات نيريا بن بازي وهو مسؤول عن تأسيس ثلاث بؤر استيطانية غير قانونية، كما أيد وشارك في أعمال عنف وإخراج مجتمعات من البدو والفلسطينيين من أراضيهم في الضفة الغربية.
العقوبات شملت أيضل إيدن ليفي، الذي قال بيان الخارجية البريطانية إن "أفعاله موثّقة في عدة مناسبات شارك فيها في على اعتداءات الفلسطينيين وترهيبهم، في سياق حملة ترهيب أوسع نطاقا الهدف منها دفعهم للخروج من المنطقة.
ولفت البيان إلى أن رابع المعاقبين هو أليشا يارد، وهو متحدث غير رسمي باسم جماعة "شباب التل".
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض في أبريل الماضي عقوبات على أربعة أشخاص وكيانين بسبب العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وقالت القناة 13 الإسرائيلية أنه وفي إطار نظام العقوبات العالمي لحقوق الإنسان، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على منظمة "لاهافا" ومجموعة شباب "جفعات" وأربعة مستوطنين: مئير إيتنغر، وناريا بن فازي، ويانون ليفي وإليشا يارد.
وبحسب الاتحاد الأوروبي، فإنهم: "مسؤولون عن أعمال التعذيب والعقوبات القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، فضلاً عن انتهاك حقهم في الملكية والحياة الخاصة والعائلية".
كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على مؤسس منظمة لاهافا، بنتسي غوفشتاين، ومستوطنين آخرين.
شباب التلة
هي مجموعة استيطانية متطرفة يعيش معظم أعضائها بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، ويسكنون في مزارع ومبانٍ منفردة ضمن مناطق مفتوحة خارج المستوطنات الرسمية. يؤمن أتباع المجموعة بـ«أرض إسرائيل الكبرى» ويتبعون ايديولوجية كاهانية، ويعتبرون الفلسطينيين دخلاء عليها يجدر طردهم، وينفذون هجمات ضد فلسطينيين
ويبلغ تعدادهم المئات وينتظمون في خلايا صغيرة، ومن هذه الأوساط انطلقت جماعة "تدفيع الثمن"المتطرفة.
البدء عند شارون
في 16 نوفمبر 1998، حث وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون، شباب المستوطنين على «الاستيلاء على قمم التلال»، في ما اعتبر إعلانا يرمي إلى إحباط محادثات السلام، ولا سيما تنفيذ اتفاقية واي ريفر الذي أبرمها منافسه السياسي بنيامين نتنياهو مع السلطة الوطنية الفلسطينية، مضيفا:
وبنظر شباب التلال فإن الفلسطينيين "يغتصبون الأرض المقدسة" ويجب طردهم. وقد أدان أعضاء سابقون في الحكومة الإسرائيلية هذه الحركة، حيث وصفها وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك بـ «إرهاب محلي الصنع وإرهاب يهودي الصنع».
ويعتبر أفراد هذه المجموعات أنفسهم منفصلين عن المؤسسات الإسرائيلية ويعرفون عن أنفسهم بأرض إسرائيل، ويرى كثيرون منهم أن حركة المستوطنين الرئيسية قد فقدت طريقها، واختارت السكن الرخيص بالقرب من المدن الرئيسية، الذي بني من قبل العمالة العربية المحلية، مع أسوار طويلة ودون وجود مساحة بين منازلهم.
يدعو أعضاء المجموعات نبذ العمالة الفلسطينية لصالح العمل العبري "أفودا إيفريت"، ويشارك بعضهم في مشاريع لزراعة منتجات عضوية في الأراضي المستولى عليها تشكل جزء مهما من "المنتجات العضوية" في إسرائيل.
منظمة لاهافا
"لاهافا" منظمة إسرائيلية متطرفة لها خطط استيطانية، وبحسب المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) فإنه إحدى أبرز المنظمات الصهيونية اليمينية المتطرفة التي تعمل وفقاً لأجندات استيطانية قومية متطرفة وعنصرية ضد العرب.
و"لاهافا" هي الحروف الأولى من كلمات مقولة "لمنع الانصهار في الأرض المقدسة!" باللغة العبرية، وتعني في العربية "اللهب".
التأسيس
أسسها المتطرّف بنتسي (بن تسيون) غوفشتاين العام 1999 بهدف منع ظاهرة "الزواج المختلط" ومحاربتها بشتّى الطرق والوسائل.
وتعمل المنظمة على ما تعتبره إنقاذ الفتيات اليهوديات من الاندماج في حياة العرب سواء بعلاقات غرامية أو من خلال الزواج.
وتهدف المنظمة لمحاربة انصهار أو اندماج اليهود في الأراضي المقدسة.
وتحارب "لاهافا" ما تعتبره انصهار غير اليهود في حياة اليهود، وتنفذ اعتداءات عنصرية على الفلسطينيين وتحرض عليهم وتدعو لقتلهم لا سيما في القدس.
وتعتبر لاهافا إحدى أهم المنظمات اليمينية العنصرية التي تتبنّى خطاب الكراهية، قولاً وفعلاً، ضد العرب في المناطق المختلفة، وبالذات في مدينة القدس المحتلّة.
وتكثف المنظمة الضغوطات على أصحاب المحال التجارية والمصانع التي تُشغّل يهوداً وعرباً لطرد العرب.
ولم يسلم المسيحيون من هذه المنظمة ففي عام 2015 دعا بن تسوين غوفشتاين إلى حرق الكنائس في إسرائيل مؤكدا وجود توجيهات بذلك في التوراة.
ويعتبر جهاز الشاباك الإسرائيلي "لاهافا" منظمة خطيرة تتبنى أفكارا عنصرية ومحظورة، لكنه يرفض إدارجها على قوائم الإرهاب.