في تحرك جديد لتصعيد الضغوط على إيران بسبب برنامجها النووي، أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مشروع قرار يدين عدم تعاون إيران في ملفاتها النووية.
سكاي نيوز عربية، ناقشت مع الباحث السياسي والأكاديمي، محمد صالح صدقيان، التطورات الأخيرة في هذا الملف.
المشروع الذي تقدمت به الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) وحظي بدعم من الولايات المتحدة، يدعو إيران إلى الكشف الكامل عن الأنشطة النووية المشتبه بها في منشآت غير معلنة، ما يزيد من حدة التوتر في العلاقات الغربية الإيرانية.
تقرير جديد يكشف المخالفات الإيرانية
خلال اللقاء، أوضح صدقيان أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير كشف أن إيران قد تجاوزت القيود المقررة في اتفاق 2015 بشأن تخصيب اليورانيوم.
وتجاوزت إيران، بحسب التقرير، الحدود المسموح بها بنسبة تصل إلى 60% من اليورانيوم المخصب، ما يثير القلق في الغرب حول احتمالية تحويله إلى سلاح نووي.
صدقيان أضاف أن إيران قد أظهرت بعض التعاون مع الوكالة، لكن لا يزال هناك العديد من الشكوك حول نوايا طهران ورفضها المستمر لتقديم إجابات شافية حول بعض المواقع التي تم العثور فيها على آثار اليورانيوم.
إيران تحت الضغط
وعن تأثير الضغوط الحالية على موقف طهران، قال صدقيان إن هناك احتمالًا قويًا لعودة سياسة "الضغط القصوى" التي تبنتها الولايات المتحدة في فترة ترامب، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية صارمة على إيران.
وأضاف أن هذه العقوبات كانت تهدف إلى إجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات والامتثال التام لقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
صدقيان أشار إلى أن إيران قد تجد نفسها في مأزق دبلوماسي، خاصة إذا استمرت الضغوط الاقتصادية والعسكرية الغربية.
العقوبات والضغوط السياسية.. عواقب وخيمة على إيران
تطرق النقاش إلى عواقب هذه العقوبات على الاقتصاد الإيراني، حيث أشار صدقيان إلى أن العقوبات كان لها تأثير كبير على الحياة الاقتصادية في إيران، بما في ذلك تراجع العملة المحلية، وزيادة معدلات التضخم، وضغوط كبيرة على النظام المصرفي.
وفي الوقت ذاته، أضاف صدقيان أن إيران قد تلجأ إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، من خلال تحريك بعض من وكلائها في العراق وسوريا ولبنان، لزيادة الضغط على الغرب.
الخيارات الغربية
وبشأن الخيارات المتاحة أمام الغرب، خاصة في حال استمرت إيران في رفض تقديم إجابات شافية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد صدقيان أن الغرب قد يختار مزيدًا من العقوبات الاقتصادية أو ربما فرض عواقب سياسية قد تشمل استهداف مشاريع إيران العسكرية في المنطقة.
وأضاف أن هذه الإجراءات قد تساهم في تقليص قدرة إيران على المناورة في المسائل النووية، لكنها في نفس الوقت قد تساهم في زيادة التصعيد في المنطقة.
ما دور الصين وروسيا؟
في سياق النقاش، طرح الدكتور صدقيان أيضًا دور الصين وروسيا في هذا الملف، حيث أشار إلى أن هاتين الدولتين لا تزالان تشكلان حليفًا رئيسيًا لإيران في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي يمكن أن تعرقل أي تحرك غربي ضد إيران.
صدقيان أكد أن إيران تسعى إلى الاستفادة من هذا الدعم السياسي، حيث تحاول تفادي القرارات التي قد تزيد من عزلتها الدولية.
مفاوضات مستقبلية
وعن إمكانية عودة المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى بعد هذا التصعيد، قال صدقيان إن فرص العودة إلى طاولة المفاوضات قد تكون صعبة في ظل التصعيد الحالي.
ومع ذلك، أشار إلى أن إيران لا تزال تسعى للحصول على ضمانات اقتصادية وأمنية من الغرب مقابل تقييد برنامجها النووي، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة فتح قنوات الحوار في المستقبل.
مستقبل النووي الإيراني والتحديات القادمة
أكد الدكتور صدقيان أن الأزمة النووية الإيرانية ستظل محورية في العلاقات الغربية الإيرانية. ومع التصعيد المستمر والضغوط الدولية، يبقى السؤال عن ما إذا كانت إيران ستتراجع عن سياستها النووية، أم أنها ستواصل تحدي الغرب، ما قد يفاقم الأزمة بشكل أكبر.