هاجس يحير أغلب الأمهات في شهر رمضان، وسؤال ملح يطرحنه ويتكرر كل سنة على مسامع أطباء الأطفال، مرتبط بصيام الأطفال والعمر المناسب لبداية الصوم، وكيف يكون الصيام آمنا صحيا وأهم النصائح التغذوية لصيام صحي لهم.
وفي هذا السياق يقول أخصائي طب الأطفال الدكتور هاني الهندواي: "من الجميل أن نجعل الأطفال ببراءتهم وأرواحهم الجميلة، يستشعرون الأجواء الروحانية خلال شهر رمضان، ولأن الطفل يتعلم بالدرجة الأولى عن طريق التقليد والمحاكاة، فهو يحاول أن يقلد أبويه وإخوته بالصيام تماماً، كما يقلدهم بسلوكياتهم الأخرى".
ويضيف مفسرا:
- بالنسبة لصيام الأطفال لامانع صحيا من تعويدهم على فكرة الصيام قبل سن العاشرة، وبالطبع فلا مانع من صيام الأطفال طالما لم يكن هناك مانع صحي أو مرض مزمن أو كانت صحتهم تسمح بذلك، لذلك يجب قبل بدء الشهر الكريم استشارة طبيب الأطفال الذي سيقوم بعمل التحاليل اللازمة للتحقق من أن الطفل ليس لديه مشكلة كنقص الحديد أو بعض الفيتامينات.
- بعد ذلك إذا قرر الوالدان صيام طفلهما يجب أن يُشجعانه على الحركة والأنشطة الترفيهية خلال اليوم بشكل طبيعي، ولكن تحت المراقبة الدورية.
- قرار السماح بصيام الأطفال يعتمد بشكل أساسي على عدة عوامل منها سن الطفل، وحالته الصحية والنفسية، إضافة لضرورة استشارة طبيب الأطفال الذي باستطاعته تحديد إمكانية صيام الأطفال من عدمه.
- بشكل عام لا ينصح بصيام الأطفال، خاصة صغار السن (أقل من 10 سنوات)، إذ أن الأمر قد يؤثر على نموهم أي وزنهم وطولهم، لذلك أنصح بأن يتم الصيام بشكل تدريجي من عمر 8 سنوات، كما ينصح بتحديد أيام الصوم، على سبيل المثال، كأن يصوم الطفل أول وآخر يوم من شهر رمضان فقط، أو الامتناع عن الطعام فقط والاستمرار بشرب الماء، أو تحديد ساعات الصوم خلال النهار، مثلاً: من الثامنة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر.
أطفال ممنوعون من الصيام
وقد بين الدكتور الهندواي أن هناك بعض الحالات المرضية التي تمنع الطفل من الصيام وتشمل:
- الأطفال مرضى السكري من النوع الأول: هؤلاء الأطفال يجب عليهم عدم الصيام لأن انخفاض السكر فى الدم يسبب غيبوبة ويمكن أن يؤدى إلى الوفاة لأنه يؤثر على المخ، وهو أخطر من ارتفاع السكر.
- الأطفال مرضى فقر الدم "الأنيميا": هؤلاء المرضى يجب عليهم تناول كميات مرتفعة من الحديد خاصة الكبدة والعسل الأسود واللحوم الحمراء، والصيام يؤثر على بنيانهم، وقد يؤدى إلى هبوط فى الدورة الدموية.
- الأطفال أصحاب القصور الكلوي: هؤلاء الأطفال يمنعون عن الصيام بأمر الطبيب لأن لديهم خطة علاجية يومية، ولا يجب الاضطراب في جرعاتها لمنع حدوث مضاعفات.
- الأطفال مرضى الكبد المصاحب بخلل بوظائف الكلى.
- الأطفال مرضى الذبذبة الأذنية، وأمراض القلب الحادة.
كما أوضح الهندواي أن هناك علامات يجب التوقف على صيام الطفل عند ملاحظتها، حيث يجب متابعة الأطفال خلال ساعات الصوم، وفي حال ملاحظة علامات الإرهاق أو التعب العام أو الشحوب أو التعرق، أو لو قاموا بالشكوى من آلام حادة في الرأس أو البطن، أو لو ظهر عليهم دوخة شديدة وعدم اتزان، وعند شعورهم بالجوع والعطش الشديدين وعدم استطاعتهم مقاومة ذلك أبدا، يجب التوقف وإفطارهم على الفور عند ظهور أحد هذه العلامات".
ويؤكد الدكتور أن التغذية السليمة تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على صحة أطفالنا البدنية والذهنية خلال شهر رمضان المبارك، حيث أن النظام الغذائي الصحي يرتبط بشكل مباشر بدعم التحصيل الدراسي للأطفال، ولذا يجب أن تكون وجبتي الإفطار والسحور التي يتناولها الطفل متوازنة لضمان تلبية احتياجاته من العناصر الغذائية الأساسية التي تعينهم على الدراسة والصوم، فمن الضروري على الأمهات توفير تغذية متوازنة لدعم تطور أطفالهن ونموهم البدني والذهني، دون أن يأثر الصوم سلباً على صحتهم أو تحصيلهم الدراسي.
كما يوضح أن هناك نصائح وإرشادات طبية عدة يمكن للأمهات تنفيذها لضمان صحة أطفالهم طوال الشهر الفضيل، لزيادة تركيزهم ونشاطهم، حيث تساهم وجبة السحور في منح الأطفال الطاقة اللازمة ليومهم الدراسي، ويعتبر التجاهل المستمر لوجبة السحور أمراً خطيراً يؤثر على الصحة سلباً خصوصاً على المدى الطويل، فهي تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن المهمة، ونقصها يؤثر على نشاط الجسم ويتسبب في حدوث خمول ومشكلات صحية للطفل ويجعله غير قادر على الصوم.
وقال الدكتور هاني أن من النصائح الصحية الواجب على الأهل التأكد من أن أطفالهم يتجنبوها في وجبات الفطور أو السحور، تجنب السكريات والأطعمة التي تحتوي على سكريات عالية، ويفضل استبدالها بالفواكه الطازجة عوضاً عن الحلويات والمشروبات المحلاة التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر، مع مراعاة التخلي عن كميات الطعام الكبيرة واستبدالها بكميات أقل وبشكل متنوع، لزيادة الفائدة الصحية والتقليل من كمية الطعام دون زيادة على حاجة الطفل.