خط ضئيل بات يفصل بين التهدئة في المنطقة والاتجاه نحو مزيد من التصعيد وانفلات الأمور نحو مواجهات عسكرية واسعة.
ففي غزة، وعلى الرغم من جهود التهدئة المتواصلة والتي تقودها الولايات المتحدة والدول الوسيطة تبقى الأمور معلقة دون مؤشرات على قرب التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل.
فحماس متمسكة بشروطها، كما وأن تصريحات مسؤوليها الأخيرة حول عدم امتلاكهم معلومات دقيقة عن الرهائن عقدت الأمور.. هذا دون أن ننسى مراهنة يحيى السنوار على إطالة أمد الحرب كوسيلة للضغط على إسرائيل والقوى الدولية. كما أن قوى اليمين الإسرائيلية التي تضغط باتجاه مواصلة العمليات العسكرية لا تساعد في هذا الشأن هي الأخرى.
أما على الجبهة الشمالية لإسرائيل، فالتصعيد هو سيد الموقف في الأيام القليلة الماضية، مع قصف غير مسبوق من قبل حزب الله على إسرائيل يقابله قصف إسرائيلي وغارات إسرائيلية عديدة على أهداف تابعة للحزب. فيما أعلنت كلا من واشنطن وباريس عن إنشاء منتدى بمشاركة إسرائيل لحل قضية الحرب على الحدود مع لبنان وهو أمر لم يلقى استحسانا من جميع القوى الإسرائيلية على ما يبدو.
في هذا السياق، أفاد مدير مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، أحمد المسلماني، في حديثه لغرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، بأن الحرب تبدو اليوم وكأنها بلا نهاية وأنها تستمر بشكل متواصل.
وأوضح أن أمام إسرائيل فرصة لوقف هذه الحرب؛ فهي تملك الفرصة لمراجعة الأخطاء التي ارتكبتها، والتكيف مع القانون والمحاكم الدولية واحترام المؤسسات الدولية وخاصة الأمم المتحدة، بذلك يمكن لإسرائيل المساهمة في إنقاذ هذه المنطقة من النزاع المستمر.
- لن ينتظر المجتمع الدولي رغبات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حتى ينهي مهامه؛ حيث تقتضي الضرورات العالمية اهتمام 8 ملايين إنسان بقضايا هي أكثر أهمية بكثير من الطموحات السياسية الفردية لنتنياهو.
- لم تكن السلطة الوطنية الفلسطينية تعتزم إجراء انتخابات، وهذا يتماشى مع المنطق الذي يشير إلى أن أي دولة محتلة لا تتحقق فيها مقومات الدولة المستقلة قبل الشروع في تنظيم الانتخابات.
- الإصرار على عقد الانتخابات في فلسطين دون وجود دولة كاملة السيادة يبرز توافقاً أميركياً إسرائيلياً يهدف إلى تقسيم المشهد الفلسطيني إلى "فلسطين الشرقية" و"فلسطين الغربية.
- على الرغم من التدخلات المبذولة من قبل الرئيس محمود عباس وعدد من القادة بما في ذلك المسؤولين المصريين، لإبلاغ الولايات المتحدة بعدم ملاءمة إجراء الانتخابات في هذه المرحلة، إلا أن الولايات المتحدة أصرت بقوة على ضرورة عقدها، وقد أدى هذا الإصرار إلى نتائج استمرت تأثيراتها لمدة 17 عاماً.
- الحدث الصادم الذي وقع في السابع من أكتوبر قد هز العقيدة العسكرية الإسرائيلية وأسقط أسطورة الجيش الذي لا يُقهَر، والذي سبق أن تعرّض للهزيمة خلال حرب السبعينات بين مصر وإسرائيل، وتكرر ذلك مرة أخرى الآن.
- لقد أظهر هذا التنظيم كفاءة عالية في مواجهة إسرائيل، لكنه أيضاً كشف عن نقاط ضعف في العقيدة العسكرية الإسرائيلية.
- الولايات المتحدة غير جادة بما فيه الكفاية فيما يتعلق بإنهاء الحرب في غزة بالشكل المنطقي والمقبول حتى لمصلحة إسرائيل، أو في مكافحة الأعمال الحوثية في البحر الأحمر، أو في احتواء إيران أو مواجهتها فهي لا تبدي صدقاً كافياً تجاه أي من هذه الملفات ولا يمكن الاعتماد عليها بالقدر المطلوب.
من جهته، يشير الباحث الأميركي في الشؤون الأمنية آدم روزفلت، إلى أن بنيامين نتنياهو يرفض الاستجابة لأي مطالب من الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية.. ومن الواضح أن إسرائيل ترفض الامتثال حالياً لأية ضغوط دولية.. السبب وراء هذا الموقف هو إصرارها على هزيمة حماس. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يبدو مستحيلاً دون وقوع ضحايا بين المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال.
- يتعين على الولايات المتحدة اعتماد نهج أكثر حزماً بفرض عقوبات جدية على إسرائيل، مما سيشكل ضغطاً كبيراً على بنيامين نتنياهو والتيار اليميني المتطرف في الدولة.
- إذا كانت هناك رغبة حقيقية في إنهاء النزاع، يتوجب على الولايات المتحدة مناقشة وقف إرسال الأسلحة والشحنات إلى إسرائيل.
- تلعب إسرائيل دور رأس الحربة بالنسبة للولايات المتحدة، وهذا ما يفسر عدم اتخاذ واشنطن لهذه الخطوات من العقوبات.
- مع اقتراب نفاد الوقت، يرى الرئيس بايدن أهمية اتخاذ موقف جاد وممارسة ضغط ملموس على إسرائيل، معولا على دعم المجتمع المسلم للفوز في الانتخابات المقبلة وضمان نجاح حملته الانتخابية.
- في المستقبل، حتى مع التوصل إلى حل الدولتين وتحديد من سيتولى الحكم في غزة بعد الانتخابات، تظل القضية الأهم هي كيفية تصويب هذه الاستراتيجية الحَكَمِيَّة.. لا يمكن التغاضي عن النفوذ المتجذر لحركة حماس وسيطرتها على المشهد السياسي.
- حاجة المنطقة إلى مبعوث جديد، كدولة الإمارات العربية المتحدة لهذه المهمة نظرًا لكفاءتها في الدبلوماسية لاستكشاف حلول جديدة وفتح سبل مبتكرة لجمع الأطراف وتعزيز التعايش المشترك.
- تسعى الولايات المتحدة إلى إيجاد حليف في المنطقة، انطلاقاً من إدراكها لنقص الإرادة والقوة لديها لمواجهة إسرائيل، كما أنها تعي تجاوزاتها المستمرة في دعم الفظائع الحاصلة، ما يجعلها حالياً بحاجة ماسة لطرف محايد.
من جهته، قال محرر الشؤون الفلسطينية في "سكاي نيوز عربية" سلمان أبو دقة إن حركة حماس التي كانت ترفض التسوية قد وصلت إلى الحكم عبر اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، ومنذ ذلك الحين انقلبت حماس على السلطة، وقد مضى 17 عاماً وحركة حماس تدير قطاع غزة وتسيطر عليه؛ حيث تصدر تصريحات ومواقف متباينة، كما دخلت في أكثر من خمس مواجهات عسكرية منذ توليها السيطرة.
- لم تصدر أي تحقيقات رسمية تؤكد الطريقة التي سيطرت بها حماس على قطاع غزة، وهذا يُسهم في استمرار غموض المشهد السياسي الفلسطيني منذ عام 2007.
- خاضت حركة حماس منذ عام 2007، خمس حروب كبيرة قبل أن تنتهي بتدخل الوساطة. هذه النزاعات أسفرت عن خسائر بشرية جسيمة وألحقت دمارًا جزئيًا في مناطق مختلفة من قطاع غزة. إلا أن الوضع الحالي في غزة يختلف تماماً عمّا سبق.
- على الرغم من أن غزة اليوم هي بقايا من قطاع غزة إلا أن حماس تراهن على أن الوقت في مصلحتها.
- لم يبق للشعب في قطاع غزة شيء يحلم به إلا العيش لثواني.
- الهدف الأسمى للقضية الفلسطينية منذ 1948 هو تعزيز الصمود الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية.
- منذ توقيع اتفاق أوسلو وحتى اليوم، ركزت الولايات المتحدة جهودها على إدارة الصراع بدلاً من حله.. وهذا النهج كان قائماً بوضوح منذ عام 1994 وحتى الآن.
- الانقسام الفلسطيني والمشهد السياسي لهما دور كبير في تفاقم الصراع الحالي، بدءًا من السابع من أكتوبر وما قبله، كان هناك اخفاق فلسطيني في توحيد الصفوف الداخلية.
- لم تكن أحداث أكتوبر كافية لدفع الفلسطينيين إلى العمل الموحد والتأكيد على مدى أهمية القضية الفلسطينية، رغم الدعم الذي شهدناه من الشارع الأوروبي والأميركي.
- هناك رؤيتان مختلفتان بشأن تطبيق وإدارة الحل السياسي. الأولى تتعلق بكيفية تنفيذ الحل السياسي، أما الثانية تتمحور حول كيفية إدارة هذا التنفيذ، ويعني ذلك ضمان أن يمنح المجتمع الدولي الفلسطينيين حقوقهم الأساسية، حيث أن لهذا الأمر تأثير كبير وحيوي.
- تُعاني الفترة التي ستلي الحرب الغموض وعدم الوضوح، مع عدم رغبة أي من الطرفين المتنازعين في التطرق إليها.
- الوصول إلى وقف إطلاق النار أو تهدئة الأوضاع هو عنصر أساسي على الأرض، لا سيما في غياب وحدة الصف الفلسطيني. هناك حاجة ماسة لتبني رؤية سياسية فلسطينية جديدة للتعامل مع هذه المرحلة الصعبة والمعقدة.