قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، السبت، إن أوروبا يجب أن تعزز قدرتها على الدفاع عن نفسها بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الأميركية المقبلة أو كيف ستنتهي الحرب في أوكرانيا.
ويأتي الاجتماع العالمي السنوي الذي يستمر ثلاثة أيام للسياسيين والدبلوماسيين والمسؤولين العسكريين مع تزايد المخاوف في أوروبا إزاء التزام الولايات المتحدة بمساعدة أوكرانيا على صد الحرب الروسية الشاملة وبالدفاع عن حلفائها على نطاق أوسع.
وقال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إنه لن يحمي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي التي لا تنفق بما يكفي على الدفاع إذا حصل على ولاية جديدة في الانتخابات المزمعة في وقت لاحق هذا العام.
ويعوق الجمهوريون المؤيدون لترامب في الكونغرس أيضا تقديم المساعدات لأوكرانيا للدفاع في مواجهة روسيا.
وقال شولتس في اليوم الثاني من المؤتمر الذي يُطلق عليه اسم (دافوس الدفاع) "يجب علينا نحن الأوروبيون أن نهتم بأمننا بشكل أكبر، الآن وفي المستقبل".
وذكر شولتس أن ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، رفعت إنفاقها على الدفاع إلى اثنين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وستواصل تحقيق هذا الهدف الذي حدده حلف شمال الأطلسي.
وأردف أن ألمانيا تناقش أيضا مع حليفتيها فرنسا وبريطانيا تطوير أسلحة دقيقة قادرة على الوصول إلى مسافات بعيدة من أجل ضمان أن تظل استراتيجيتها للردع متطورة.
ومع ذلك انتقد شولتس تصريحات ترامب قائلا إن "جعل بند الدفاع في حلف شمال الأطلسي مشروطا لا يخدم سوى أولئك الذين يريدون إضعافنا، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وأضاف أن الروابط عبر الأطلسي ما زالت قوية.
وفي اليوم الأول للمؤتمر الجمعة، والذي هزته أنباء وفاة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني في مستعمرة عقابية في القطب الشمالي، سعت كاملا هاريس نائبة الرئيس الأميركي إلى طمأنة أوروبا مجددا.
وقالت هاريس إن "الالتزام المقدس (من جانبها والرئيس جو بايدن) تجاه حلف شمال الأطلسي لا يزال راسخا"، وإن إدارتهما ستواصل الضغط لمساعدة أوكرانيا على تأمين الأسلحة والموارد التي تحتاجها.
وأضافت "التزامنا ببناء التحالفات واستدامتها ساعد أميركا على أن تصبح الدولة الأكثر قوة وازدهارا في العالم... سيكون من الغباء المخاطرة بكل ذلك".
وستتحدث رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ومسؤولون آخرون في مؤتمر ميونيخ للأمن في وقت لاحق السبت.