في ظل دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ، يثور جدل حول موقف إيران من هذا التطور وتأثيره على نفوذها الإقليمي.

رادار على سكاي نيوز عربية تناول هذا الملف بمشاركة الدبلوماسي الإيراني السابق عباس خاميار، والمحلل السياسي داوود رمال، والدبلوماسي الأميركي السابق مسعود معلوف.

ماذا تخفي إيران وراء انفتاحها على الهدنة في لبنان؟

إيران والهدنة.. ترحيب ومخاوف

أكد خاميار أن إيران دعمت منذ البداية مساعي وقف إطلاق النار سواء في لبنان أو قطاع غزة، مضيفا أنها ترى في الاتفاق "مكسبا يعزز المقاومة من دون أن يؤثر على استراتيجيتها طويلة الأمد".

وأشار إلى أن "الدعم الإيراني لحزب الله سيستمر طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي"، واصفا ذلك بأنه "التزام مبدئي".

ومن بيروت، أوضح رمال أن الاتفاق يمثل فرصة لحزب الله لإعادة ترتيب صفوفه، بعد تكبد خسائر كبيرة خلال المواجهات، لكنه حذر من أن "إعادة بناء الحزب لقدراته العسكرية قد تواجه رفضا داخليا ودوليا".

ولفت إلى أن إيران ستواجه تحديا في الحفاظ على نفوذها الإقليمي من دون إثارة المزيد من الضغوط على لبنان.

أخبار ذات صلة

بعد وقف إطلاق النار في لبنان.. حماس جاهزة لاتفاق في غزة
الجيش اللبناني يقول إنه يستعد للانتشار في جنوب البلاد

كيف تتعامل إدارة ترامب مع إيران بعد الهدنة؟

في مداخلة من واشنطن، أشار معلوف إلى أن إدارة ترامب المقبلة قد تصعد الموقف مع إيران بشأن دعمها لحزب الله والفصائل المسلحة في المنطقة.

وأوضح أن تعيين شخصيات موالية لإسرائيل في مناصب حساسة يشير إلى سياسة أميركية أكثر صرامة تجاه إيران، لكنه لم يستبعد إمكانية التفاوض إذا كان ذلك يخدم مصلحة ترامب السياسية.

رسائل إيرانية مزدوجة

وبشأن تناقض الخطاب الإيراني بين دعوات التهدئة ودعم الهدنة في لبنان من جهة، وتصريحات تصعيدية ضد إسرائيل من جهة أخرى، أكد خاميار أن إيران تفصل بين ملفها النووي والشؤون الإقليمية، معتبرا أن دعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين "غير قابل للتفاوض".

كما سلط رمال الضوء على أهمية تشكيل حكومة لبنانية جديدة وانتخاب رئيس للجمهورية لضمان تنفيذ الاتفاق بنجاح.

وأكد أن إيران قد تضطر للتعامل مع متغيرات داخلية في لبنان تدفع نحو تعزيز دور الدولة اللبنانية مقابل تراجع نفوذ حزب الله.