تتصاعد الجهود الدولية لحل الأزمة السورية مع زيارة وفد أميركي إلى دمشق، تزامنًا مع استعداد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة دمشق المرتقبة. وبينما تسعى واشنطن لتحقيق انتقال سياسي مستقر، تحاول أنقرة تعزيز نفوذها كفاعل أساسي في المشهد السوري.
مطالب أميركية واضحة
التقى الوفد الأميركي برئاسة باربرا ليف مع قادة هيئة تحرير الشام، وعلى رأسهم أبو محمد الجولاني.
وشددت واشنطن خلال اللقاء على ضرورة الالتزام بمخرجات اجتماعات العقبة في الأردن، التي دعت إلى الحوار الوطني ودعم عملية انتقال سياسي سلمية وشاملة، مع التأكيد على مكافحة الإرهاب، وفق تصريحات مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية، توم حرب.
وقال حرب خلال حديثه لرادار على سكاي نيوز عربية: "الولايات المتحدة تضع مصالحها الأمنية، وأمن إسرائيل، كأولوية في أي ترتيبات مستقبلية لسوريا".
طموح تركي
من جهته، يؤكد الكاتب والباحث السياسي علي أسمر أن تركيا تلعب دورا مركزيا في صياغة مستقبل سوريا الجديد.
وقال أسمر خلال حديثه لرادار على سكاي نيوز عربية: "تركيا تريد أن تكون شريكا استراتيجيا لسوريا الجديدة، لا مجرد داعم لفصيل بعينه".
وأضاف أن الجهود التركية تهدف إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، مما يتيح البدء في إعادة الإعمار وعودة اللاجئين.
ومع ذلك، يرى الكاتب الصحفي السوري غسان إبراهيم أن تركيا تستغل ضعف الوضع السوري لتحقيق مصالحها.
وقال إبراهيم: "نفوذ تركيا في سوريا تجاوز فكرة التعاون، ليصبح هيمنة واضحة. العديد من الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا تفرض مصالح أنقرة في الساحة السورية".
وأضاف أن تركيا تسعى لإعادة تشكيل هيئة تحرير الشام ضمن هياكل الدولة السورية.
تحفظ أميركي وقلق من المستقبل
رغم رفع المكافأة عن الجولاني، لا تزال واشنطن مترددة في إعطائه أي دور فعّال في المرحلة الانتقالية.
وقال توم حرب: "عدم التقاط صورة مع الجولاني خلال اللقاء هو رسالة واضحة بأن واشنطن لا تزال تعتبر هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية".
ويتفق الخبراء على أن تحقيق انتقال سياسي شامل يحتاج إلى تجاوز النفوذ التركي والإيراني في سوريا.
ويرى إبراهيم أن تشكيل مجلس انتقالي يمثل جميع الأطراف السياسية السورية هو الحل الأمثل. وأضاف: "إحراج تركيا وإشراك الأطراف السورية في حوار جامع يمكن أن يؤدي إلى حل مستدام".
بينما تبقى التحديات الأمنية والسياسية قائمة، يتضح أن المرحلة الانتقالية في سوريا مرهونة بتوافق اللاعبين الإقليميين والدوليين، مع استمرار النقاش حول هوية الحاكم الجديد وطبيعة الدولة السورية المقبلة.