في وقت يسود الجمودُ محادثاتِ التهدئة في غزة، مع استمرار إسرائيل وحماس في الإصرار على مواقف كلٍّ منهما تبقى فرصُ وقف إطلاق النار وإبرام صفقة التبادل ضئيلة رغم الضغوط الدولية.
ويبدو أن إسرائيل ماضية في خططها لفرض واقع جديد في غزة واستحداث محاورَ جديدة واحتلالها لمناطق جديدة والسيطرة عليها لتقطيع أوصال القطاع بشكل قد يمهد الطريق لعودة الاستيطان.
وفيما يستمر الحديثُ عن خطط إسرائيل لمرحلة ما بعد الحرب، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن تعزيز الجيش الإسرائيلي سيطرتَه على ممر نتساريم الذي يَفصِلُ شمال القطاع عن جنوبه، مشيرة إلى أن الجيش وضع منشآتٍ عسكريةً ثابتة بهدف الإبقاء على وجود عسكري دائم فيها.
كما نشرت وسائلُ إعلام إسرائيلية خريطة جديدة لمحور جديد يُسمَّى مفلاسيم يَعزل أجزاءً واسعة في شمال قطاع غزة عن بعضها البعض.
وقال وزيرُ الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال مراسم تسليم حقيبة الخارجية للوزير الجديد جدعون ساعر إنه تمَّت هزيمةُ حركة حماس من الناحية التنظيمية.
وأضاف كاتس أن مهمة الجيش الإسرائيلي هي هزيمةُ حماس كُليا والتأكدُ من أنها لن تحكم القطاع في اليوم التالي.
من جهتها، نددت الخارجيةُ الفلسطينية في بيان لها، بإقدام إسرائيل على توسيع ممراتِها في قطاع غزة خاصة ممرَّ نتساريم وتقسيم القطاع من خلال 3 محاور، وبناء منشآت عسكرية ثابتة.
وقالت إن ذلك يهدف لتكريس احتلال القطاع وتصميم واقع جديد بداخله لا يستوعب وجود الفلسطينيين.
وفي ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي في غزة، وصف الأمينُ العام للمجلس النرويجي للاجئين "يان إيغلاند" في لقاء مع "سكاي نيوز عربية" الوضعَ الإنساني في القطاع بالكارثي، مُتهماً إسرائيل بمنع وصول المساعدات إلى سكان غزة وممارسة سياسة التجويع.
ويقول في هذا الخصوص عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسم الحركة جمال نزال، خلال حواره مع غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية إن:
- من المرجح أن يوفر الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوأم الروحي لحزب الليكود الإسرائيلي الطرق التي تحقق الرغبات التي يسعى إليها نتنياهو.
- الوضع العسكري في غزة يختلف عن الصورة في لبنان بسبب قدرة الجنود الإسرائيليين على التحرك والتصرف بحرية أكبر في غزة.
- لا أحد يعرف إلى أي مدى سيلبي ترامب طلبات نتنياهو.
- ما تقوم به إسرائيل في الوقت الحالي يعد بمثابة استعداد لتأمين بقائها كقوة استعمارية في غزة.
- يعيد حزب الليكود الإسرائيلي، عبر تدمير معاهدة أوسلو، عقارب الساعة إلى ما كانت عليه قبل عام 1993 من خلال استعادة الاحتلال وعودة الاستيطان بشكل كامل إلى غزة.
- يُعتبر العدوان الأحادي على سكان غزة مرجحًا للاستمرار لفترة غير محددة تحت ذريعة محاربة حماس وملاحقة الإرهاب.
- تمكنت الأهداف العسكرية الإسرائيلية من التحقيق بالكامل في غزة، وذلك عبر السيطرة الكاملة على المنطقة.
- إسرائيل ترى النصر من خلال استمرار وجودها في غزة لفترة غير محددة، كما حدث في الضفة الغربية.
- من المفروض أن يكون المكان الطبيعي لتنفيذ برنامج المقاومة لحماس هو الداخل الفلسطيني.