خطف المدرب التونسي فوزي البنزرتي الأضواء نهاية الأسبوع عندما أعلن اتحاد الكرة في تونس تعيينه مدربا لمنتخب نسور قرطاج للمرة الرابعة في مسيرته التدريبية وذلك خلفا لمنتصر الوحيشي الذي أقيل من مهامه عقب التعادل أمام ناميبيا الأحد الماضي لحساب الجولة الرابعة من تصفيات كأس العالم 2026.
وشكل الإعلان عن تعيين البنزرتي مدربا للمنتخب التونسي مفاجأة غير متوقعة للكثير من المتابعين وحدثا أثار ضجة في الأوساط الكروية في تونس خصوصا أن الاتحاد التونسي للعبة نشر خبر منح فوزي البنزرتي شرف قيادة نسور قرطاج بينما كان المدرب البالغ من العمر 74 عاما يقود فريقه الحالي النادي الإفريقي في مباراة لحساب الدوري أمام الملعب التونسي.
وفضلا عن ذلك توقع الكثيرون أن يتم تعيين مدرب أجنبي لقيادة نسور قرطاج بعد أن فشل كل المدربين المحليين في السنوات الأخيرة في الخروج بنسور قرطاج من أزمة النتائج والأداء التي كان آخرها الخروج من الدور الأول لنهائيات أمم أفريقيا 2024 في كوت ديفوار في يناير الماضي.
ويأتي تعيين البنزرتي بعد أيام قليلة من إقالة منتصر الوحيشي الذي تولى المهمة بشكل مؤقت في مارس الماضي قبل أن يتخذ اتحاد الكرة قرارا بإقالته بعد النتائج المخيبة وآخرها التعادل المخيب مع ناميبيا (0 ـ0).
عودة بعد 6 سنوات
وقال الاتحاد في بيان رسمي نشره إنه "تقرر تعيين فوزي البنزرتي مدربا لمنتخب الأكابر بمساعدة عماد بن يونس انطلاقا من 1 يوليو 2024، كما تقرر تعيين إسكندر القصري على رأس الإدارة الفنية للمنتخبات انطلاقا من الفترة ذاتها".
ولم يكشف الاتحاد عن مدة العقد، لكن المدرب أشار إلى أنه سيعقد اجتماعا مع المسؤولين في الاتحاد لوضع الخطط الأولى لعمله وتحديد برنامج التحضيرات استعدادا للاستحقاقات الكروية المقبلة وأولها تصفيات مونديال 2026 ونهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب.
وكان النادي الإفريقي أعلن في 12 مايو الماضي، تعيين فوزي البنزرتي مدرباً جديداً خلفا للمنذر الكبير، حيث أشرف على الفريق الأحمر والأبيض في 3 مباريات حتى الآن.
وعقب نهاية مباراة فريقه النادي الإفريقي أمام الملعب التونسي (1 ـ 1) ضمن الجولة قبل الأخيرة من الدوري، أدلى البنزرتي بتصريحات نقلها التلفزيون التونسي قال فيها إنه وافق دون تردد على قبول عرض تدريب المنتخب تلبية لنداء الواجب وفق قوله.
وأضاف المدرب الأكثر تتويجا في تونس: "سأعمل على توظيف تجربتي لمصلحة المنتخب، أمامنا عمل كبير ولكن الشيء الإيجابي أني أعرف أغلب عناصر هذا المنتخب، مسؤوليتنا جماعية وجسيمة للخروج بالمنتخب من المرحلة الصعبة التي يمر بها وهي مرحلة ظرفية سنتجاوزها بالعمل".
وتابع: "لم أناقش كثيرا عرض تدريب منتخب بلادي عندما عرض علي رئيس اتحاد الكرة المؤقت واصف جليل المنصب، قلت مرارا أن الاستجابة لنداء الوطن هو واجب ومسؤولية".
وحول علاقته بفريقه الحالي خصوصا أن مهمته مع الإفريقي مستمرة، قال البنزرتي: "لا أزال مدربا للنادي الإفريقي وسأكمل مهمتي حتى نهاية مشواره في الدوري والكأس خلال الموسم الحالي، أشكر المسؤولين والجهاز الفني المساعد لي في الإفريقي ولكن مثلما قلت لا يمكنني أن أرفض مساعدة منتخب بلادي، هذه المهمة تكليف وليست تشريفا".
وأضاف: "هدفنا الأول هو ضمان التأهل إلى كأس العالم 2026 والذهاب بعيدا في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، سنحدد برنامج العمل والأهداف تباعا".
ويبدأ البنزرتي مهمته رسميا في الأيام الأولى من شهر يوليو المقبل، فيما سيكون أول لقاء رسمي له على رأس المنتخب في مارس 2025 أمام منتخب ليبيريا ضمن الجولة الخامسة من تصفيات مونديال 2026، وقبل ذلك سيحدد عددا من اللقاءات الإعدادية الودية.
وسبق للبنزرتي تدريب منتخب تونس في 3 مرات سابقة، الأولى في 1994 لمدة شهر واحد، والثانية في 2010 والثالثة في 2018، كما درب المنتخب الليبي في 2007 ثم 2019، علماً أنه أكثر المدربين التونسيين تتويجاً بالألقاب إذ أحرز ما يقارب 24 لقبا في مسيرته التدريبية.
ويعد البنزرتي، الذي ولد في مدينة المنستير التونسية في العام 1950، ظاهرة في حد ذاته، حيث درب ما يزيد على 20 ناديا ومنتخبا في تونس وليبيا والمغرب والجزائر والإمارات، وهو يجر خلفه مسيرة طويلة بدأت في موسم 1978/ 1979 مع نادي أولمبيك سيدي بوزيد.
ومنذ بدء مسيرته التدريبية في العام 1979 لا يزال البنزرتي المدرب الأكثر اجتذابا للأندية منذ أكثر من 4 عقود، إذ راكم النجاحات مع أكبر النوادي في تونس مثل النادي الإفريقي والترجي التونسي والنجم الساحلي، كما درب الوداد والرجاء المغربيين ومولودية الجزائر وأشرف على الأهلي بنغازي الليبي.
ويعرف عن المدرب التونسي الأكثر تتويجا بالألقاب، طباعه التلقائية وعصبيته المفرطة مع الحكام ومع لاعبيه حيث تعرض للكثير من المواقف الخاصة مع الحكام بسبب انفعالاته الفورية على خط التماس.
يشار إلى أن منتخب تونس يحتل المركز الأول للمجموعة الثامنة من تصفيات إفريقيا لكأس العالم 2026 برصيد 10 نقاط بعد 4 جولات، لكنه قدم منذ بداية العام 2024 مستوى هزيلا ونتائج مخيبة للآمال مما أثار موجة انتقادات على اتحاد الكرة فيما شكك كثيرون في قدرة "النسور" على التأهل للمونديال للمرة الثامنة في تاريخهم.