يقوض الحوثيون جهود التسوية السياسية في اليمن التي كانت ترعاها أطراف أقليمية أبرزها السعودية، عبر تصريحات اعتبرها كثيرون وكأنها تمهيد لإعلان حرب.
التصريحات جاءت على لسان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الذي هدد باستهداف موانئ ومطارات ومنشآت نفطية وبنوك سعودية، ما يؤكد على رغبة الجماعة الموالية لإيران في التصعيد والتنصل من السلام، واعتبار المفاوضات مجرد كسب للوقت للمزيد من التسلح.
وتهدد الجماعة، التي اعتادت على شن الحروب بنقل معاركها العبثية المضرة باليمنيين، من استهداف حركة الملاحة جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عدن، إلى تهديد الأمن الإقليمي.
اللافت في الأمر أن تصريحات الحوثي جاءت بعد 3 أيام من تصريحات لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أعلن فيها أن خارطة الطريق لحل الأزمة اليمنية جاهزة للتوقيع في أقرب وقت ممكن، داعيا إلى التوقيع عليها عاجلا وليس آجلا.
ومن ضمن بنود خارطة الطريق لحل الأزمة اليمنية، تكفل الرياض بدفع رواتب عام كامل لجميع الموظفين اليمنيين حتى يستعيد الاقتصاد اليمني أنفاسه بعد تصدير النفط والغاز.
ويتهم الحوثيون السعوديةبأنها تقف خلف الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية، في وقف التعامل مع البنوك في مناطق سيطرة الحوثيين.
ويرى الحوثيون أن خطوات الحكومة اليمنية تمت بإيعاز سعودي، رغم أن الرياض ووفقا لتصريحات غربية رفضت استخدام أجوائها من قبل المقاتلات الأميركية والبريطانية لضرب الحوثيين.
ويقول رئيس مركز صنعاء للدراسات ماجد المذحجي لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "التصريحات الحوثية مرتبطة بوصول الضغوطات التي مارسها البنك المركزي الحكومي في عدن إلى حدها الأقصى في ظل عجز حوثي".
وأضاف: "انعدمت الخيارات عند الحوثيين بمعالجة ما خلفته قرارات البنك المركزي في عدن، وهو ما دفع زعيم الجماعة إلى استخدام الورقة الأخيرة المتمثل بإطلاق تهديدات ضد السعودية".
التصريحات الحوثية أيضا تضع سلطنة عمان في موقف حرج، فهي التي رعت التفاهمات الأخيرة لإتمام التسوية السياسية خاصة أن زيارة السفير السعودي إلى صنعاء وعقد سلسلة لقاءات مع قادة حوثيين كانت بحضور وفد عماني.
سياسيون يمنيون استغربوا التصريحات الحوثية، التي عادة ما تعبر عن التوجهات الإيرانية في ظل الحديث عن تطور العلاقة بين طهران والرياض، متسائلين عن دور إيران في تلك التهديدات.
ويقول المذحجي: "السؤال المركزي: هل لدى عبد الملك الحوثي وجماعته القدرة على تخطي الخطوط الحمراء التي رسمتها تفاهمات طهران والرياض التي جرت في الصين؟".