أعلن في موريتانيا، تأجيل حفل الفنان التونسي صابر الرباعي بالعاصمة نواكشوط، الذي كان مقررا تنظيمه السبت.
الشركة المنظمة للحفل أوضحت في بيانها، أنها واجهت "تشويشا منظما ومكثفا من خلال النشر على وسائل التواصل الاجتماعي عن "إلغاء الحفل" وعن "عدم أهلية موريتانيا لتنظيم مثل هذه النشاطات الثقافية والفنية" وعن غياب الأمن في موريتانيا."
ولفتت إلى أن ذلك "رصدته الجهات الخارجية وخصوصا وكيل أعمال الفنان صابر الرباعي، وشكل لها تخوفا حقيقيا من القدوم إلى موريتانيا"، مضيفة أنه سيتم الإعلان عن موعد جديد للحفل، "بعد أيام بالتنسيق مع السلطات المعنية."
جدل وحملة مناهضة للحفل
الفنان التونسي الذي كان يستعد لإحياء أول حفل له في موريتانيا، لم يلق ترحيبا من أغلب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يشفع له أداء أغنية "ريشة الفن" لأيقونة الفن الموريتاني ديمي بنت آب، ليكون موضع ترحيب بنواكشوط.
ووجه المعارضون رسالة إلى وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، طالبوا خلالها بالتدخل لإلغاء الحفل، نظرا لتزامنه "مع الحرب في قطاع غزة"، دون أن تصدر السلطات قرارا لإلغاء الحفل.
الطالبة وردة بنت المختار، ترى أن تنظيم الحفل حاليا "غير مناسب نظرا لتزامنه مع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة."
وتضيف بنت المختار لموقع سكاي نيوز عربية، أنه كان "من الأفضل أن توجه تكاليف الحفل إلى غزة"، مشيرة إلى أنها لا يمكنها أن "تحضر حفلات غنائية، وأهالي غزة يتعرضون للقصف."
من جهتها ترى الناشطة آمنة أحمد، أنه لا يوجد مبرر "لإلغاء الحفل، لأن موريتانيا لم تعلن الحداد لمدة عام"، مضيفة أن "نواكشوط تعيش على وقع الحفلات كل ليلة"، مؤكدة أنه لا مبرر "للهجوم على حفل نظمه بعض الشباب بمجهوداتهم الخاصة."
وأشارت في تصريحها لموقع سكاي نيوز عربية، إلى أن "السلطات نظمت مهرجان مدائن التراث، في ظل استمرار الحرب على غزة، ولم يحرك أحد ساكنا."
وأبدت تخوفها من تحكم جماعة "الإخوان" في الدولة وهم خارجة السلطة"، في إشارة منها إلى "الحملة التي شنتها على مواقع التواصل الاجتماعي ضد تنظيم الحفل."
خيبة أمل
تأجيل حفل صابر الرباعي إلى أجل غير مسمى، أحبط العديد من المهتمين بالشأن الثقافي والفني في موريتانيا، خاصة أن نواكشوط مدينة لم تتعرف على الترفيه بعد، بحسب الفنان المسرحي الشيخاني محمد.
ويقول الشيخاني لموقع سكاي نيوز عربية: "تأجيل حفل الفنان الكبير صابر الرباعي، انتكاسة وعار على الجهات الثقافية والأمنية الوطنية، له عواقب وخيمة على سمعة موريتانيا أمنيا وثقافيا."
ويضيف الشيخاني: "آن الآون أن تكون لدينا لجنة للثقافة والترفيه، وبرمجة العديد من الحفلات، والمهرجانات الثقافية الفنية تشمل الموسيقى والمسرح والسينما على غرار العالم، لما لذلك من أهمية ثقافية ودبلوماسية، تنعكس إيجابيا على سمعة البلد والتسويق له، فضلا عن احتكاك الفنانين الموريتانيين بنظرائهم."
تنظيم الحفلات الموسيقية، واستضافة الفنانين العالميين في موريتانيا، يتصدران مطالب المهتمين بالترفيه، والبحث عن متنفس في هذه العاصمة الستينية، التي لم تتنفس موسيقيا إلا نادرا، فقد سبق للفنان اللبناني راغب علامة، أن أحيى فيها حفلا غنائيا سنة 2005، على غرار الفنانة المغربية أسماء لمنور سنة 2016، والفنان المالي سيديكي دياباتي سنة 2022.