قال الكاتب بريت ستيفنز إن العمليات "الجراحية" التي نفذتها القوات الأميركية ضد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا ردا على الهجوم على قاعدة عسكرية أميركية نائية في الأردن، لن تفي بالغرض لوضع حد للاستفزازات الإيرانية في المنطقة.

أخبار ذات صلة

بايدن والرد على إيران.. نموذج "سليماني" أم ضربة "فرس النبي"؟

وفي مقال رأي له في صحيفة نيويورك تايمز، قال ستيفنز إن من المؤكد أن الكثير من وسائل الإعلام ستصف العملية بأنها انتقام للهجوم بطائرة بدون طيار في 28 يناير على قاعدة الرقبان الأميركية التي راح ضحيته ثلاثة من أفراد الخدمة الأميركية وإصابة 40 آخرين.

وأضاف الكاتب "أن هذا الوصف صحيح - لكنها ليست الحقيقة كاملة!"

"الحقيقة الكاملة هي أنه منذ أكتوبر، كان هناك حوالي 160 هجوما على القوات الأميركية في العراق وسوريا، وهي قوات منتشرة في المنطقة بشكل أساسي لمحاربة داعش، وهو عدو مشترك بين إيران والولايات المتحدة.

واستطرد سيتفنز بالقول: "وفي أكتوبر، أصابت طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات ثكنة أميركية في العراق. ولم يتم تفادي وقوع إصابات كبيرة إلا لأن المتفجرات لم تنفجر. وفي عيد الميلاد، شنت غارة أخرى بطائرة بدون طيار على قوات أميركية أسفرت عن استقرار شظية من شظايا الانفجار في رأس كبير ضباط الصف غاريت إيلربرون. وهو الآن يتعافى في الولايات المتحدة بعد أن أمضى أياما في غيبوبة."

ويتابع الكاتب: "هذا ناهيك عن الهجمات المباشرة التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن على سفن البحرية الأميركية التي تحمي الممرات البحرية في البحر الأحمر.. حيث قتل اثنان من أعضاء البحرية الأميركية في يناير خلال محاولة للاستيلاء على سفينة يشتبه في أنها تنقل أسلحة إيرانية إلى الحوثيين."

وقد ردت إدارة بايدن على بعض هذه الهجمات السابقة بضربات دقيقة - كما يقول سيتفنز في الصحيفة- في محاولة لإرسال رسالة إلى طهران على أمل تجنب التصعيد.

أخبار ذات صلة

ضربات أميركية بريطانية تستهدف عشرات الأهداف التابعة للحوثيين

 

أخبار ذات صلة

أميركا تشن ضربات انتقامية بالعراق وسوريا ردا على هجوم الأردن

"لكنها لم تنجح! لتتكيف مع قول مأثور منسوب إلى الزعيم الثوري ليون تروتسكي: "قد لا نكون مهتمين بشن الحرب على إيران ، لكن إيران مهتمة بشن الحرب علينا."

ويتساءل الكاتب: "ما الذي يمكن أن يجعل طهران تتنحى..على الأقل لبعض الوقت؟ عدم مهاجمة وكلائهم.. الذين يقومون الآن بالتأكيد بتشتيت قواتهم تحسبا للضربات الأميركية."

ويطرح ستيفنز نموذجا لردع إيران هو عملية فرس النبي عام 1988، وهي عملية عسكرية أطلقت ردا على لغم إيراني كاد أن يغرق فرقاطة أميركية خلال فترة كانت طهران تهاجم فيها باستمرار شحن النفط في الخليج العربي.

وفي ذلك الاشتباك الذي استمر طوال اليوم، أغرقت البحرية الأميركية ست سفن إيرانية ودمرت منشأتين للاستخبارات الإيرانية على منصات نفط قديمة.

وينوه الكاتب: لقد فهمت طهران هذه النقطة. ساعدت عملية فرس النبي في إنهاء هجمات إيران على الشحن الدولي، وكانت أحد العوامل التي أقنعت قادة إيران أخيرا بالموافقة على إنهاء الحرب الإيرانية العراقية.

ويختم ستيفنز مقال رأيه في نيويورك تايمز بالقول: "استخدمت إيران وكلاءها لإشعال الحرائق في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لن يتم إخمادها حتى يتم القضاء على المرجل ذاته."