تعرضت الميليشيات والفصائل المسلحة مؤخرا لضربات قوية، أثرت بشكل كبير على هيكليتها وقدرتها القتالية، سواء في لبنان أو فلسطين أو سوريا أو اليمن أو العراق، مما جعل البعض يتساءل: هل هي نهاية الميليشيات في المنطقة؟
وفي لبنان، حيث تلقى حزب الله الضربة الأقوى من بين الجماعات الموالية لإيران لفقدانه معظم قياداته السياسية والعسكرية، يتصاعد الحديث والتوجهات نحو إيجاد جهة قوية تأخذ زمام المبادرة وتعيد إلى لبنان سيادته واستقراره مع دعوات متزايدة لدعم الجيش للعب هذا الدور.
هذا التوجه أكده رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في أكثر من مناسبة من خلال التأكيد على استعداد السلطات لتعزيز عدد قوات الجيش في جنوب لبنان، ودعواته للدول الأخرى باستمرار دعم الجيش بالمعدات الضرورية.
ويبدو أن التحرك للحد من نفوذ ووجود تلك الميليشيات لصالح الحكومات الوطنية يتواصل على أكثر من اتجاه، فقبل يومين، أفادت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" بأن الجيش السوري صادر مستودعي ذخيرة لحزب الله في منطقة ريف دمشق.
وتقول المصادر إن هذه الخطوةَ تأتي في إطار تقييد السلطات السورية لحركة عناصر حزب الله والمجموعات الموالية لإيران باتجاه الجولان، وفي حمص ومحيطها.
وفي هذا السياق، جاءت تأكيدات المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش قبل أيام، حيث قال: "في ظل الحروب والأزمات التي تُهدد الأمن العربي والإقليمي، لا خيار أمامنا إلا باستعادة مفهوم الدولة الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها"، مُشيرا إلى أن زمن الميليشيات بأبعاده الطائفية والإقليمية كلف العرب كثيرا.
حتى في تركيا، شهدنا تحركا نادرا مؤخرا من قبل حليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب الحركة القومية في تركيا دولت بهجلي، والذي قال إنه قد يُسمح لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان، بالتحدث أمام البرلمان التركي مع احتمال إطلاق سراحه بشرط إلقاء السلاح وإعلان تفكيك جماعتِه المسلحة.
هذا التطور علّق عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقول إنه يأمل ألا تؤدي المصالح الشخصية إلى ضياع الفرصة التاريخية التي يُقدمها تحالف الجمهور، مُضيفا أنه يرغب في أن يدرك الجميع أنه لا مكان للإرهاب وداعميه في مستقبل تركيا وأن الوضع السياسي الحالي في المنطقة يستدعي التصرف بمسؤولية وحكمة أكبر من الجميع.
"العالم العربي يعاني جراء هذه الميليشيات"
في هذا الصدد، قال رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام فهد الشليمي خلال مداخلته مع غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية":
- العالم العربي يعاني جراء هذه الميليشيات، التي لم تُجْدِ نفعا لا للشعب العربي ولا للمنطقة بشكل عام.
- الجمهور العربي أدرك أن هذه الميليشيات قد استغلت القومية في بعض الفترات، واستخدمت الطائفية في أوقات أخرى، كما أنها لجأت إلى قضية فلسطين وقضية الأقصى كوسيلة للتأثير على الناس.
- قبل أن يحدث الهجوم الإسرائيلي، كان حزب الله هو الفصيل البارز وهو ميليشيا إيرانية تتواجد في لبنان.
- تحتاج غزة، وفقا لتصنيف الأمم المتحدة، إلى فترة تصل إلى 80 عاما لإعادة إعمارها قبل 6 أكتوبر.
- جميع الأنشطة التي نفذتها الفصائل والجماعات المسلحة في أماكن متفرقة لم تحقق أي فوائد ملموسة على الأرض بل أدت إلى الخراب والدمار.
- بدأ العالم يشهد أفولا لهذه الميليشيات وتعافيا للدولة الوطنية.
- حزب الله كان يمنع الأصوات المعاكسة له في الضاحية الجنوبية.
- حزب الله ارتكب خطأ جسيم عندما تصرف كذراع إيراني بدلا من كونه ذراع لبنان خلال عمليات وحدة الساحات وتجاوز حدود الدفاع عن الوطن.
"وظيفة الفصائل تتمثل في مقاومة الاحتلال"
يشير الدبلوماسي الإيراني السابق محمد مهدي شريعتمدار في هذا الصدد إلى أن "وظيفة الفصائل تتمثل في مقاومة الاحتلال، وأن العديد منها قد أخذت على عاتقها مهام الدولة في ظل غياب الحكومة الحقيقية"، مضيفا:
- أنشأ حزب الله العديد من المؤسسات التي لعبت دورا في خدمة المواطنين وتعزيز التنمية في البلاد، على الرغم من أن هذه المسؤوليات تُعتبر جزءًا من واجبات الدولة.
- كل النزاعات العربية الإسرائيلية أسفرت عن تحقيق مكاسب وإنجازات لصالح الجانب الإسرائيلي.
- تسعى الإدارة الأميركية وكيان الاحتلال الإسرائيلي إلى الحد من قدرة هذه الدول على بناء جيوش قوية وقادرة، وخاصة في ما يتعلق بالجيش المصري والجيش السوري والجيش العراقي.
- المقاومة تُعتبر الجهة الوحيدة في العالم العربي التي تمكنت من تحقيق انتصارات ملموسة حين طرد الكيان الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية بعد أن كان قد احتل الجنوب اللبناني لمدة 22 عاما.
- القرارات في إيران واحدة ومتحدة
- حزب الله وفصائل المقاومة تُعتبر من حركات التحرر التي تحظى باعتراف دولي.
"إيران هي التي تستخدم هذه الميليشيات"
من جهته، أكد مدير مركز إسطنبول للفكر، بكير أتلجان خلال مداخلته مع "غرفة الأخبار":
- الميليشيات، سواء كانت في الدول العربية أو حتى في تركيا وغيرها من دول العالم، هي بشكل واضح نتاج للسياسات الأميركية والغربية لخدمة مصالحهم.
- إيران، للأسف، هي التي تستخدم هذه الميليشيات بشكل واسع سواء في لبنان أو سوريا أو اليمن أو حتى في تركيا.
- تواجه تركيا مجموعة من التهديدات سواء كانت خارجية أو داخلية، مما قد يؤثر على أمنها القومي. ومع ذلك، تعتبر تركيا نفسها دولة عسكرية ذات قوة تمكنها من التعامل مع النزاعات.
- يمكن لهذه الميليشيات أن تؤثر سلبًا على الأمن والاستقرار داخل الدول الوطنية مثل تركيا.