تسبب الانفجار الذي وقع، الثلاثاء، في أجهزة الاتصال بيجر التي يمتلكها عناصر حزب الله في سقوط المئات من أفراد الحزب بين قتيل وجريح، وسط تساؤلات عن سبب اللجوء لاستخدام هذا الجهاز تحديدا وكيفية اختراقه.
والبيجر هو جهاز إلكتروني صغير يستخدم في الاتصال ويتميز بسهولة حمله، حيث يجري باستخدامه تبادل الرسائل القصيرة والأرقام.
ويعتمد حزب الله على هذا الجهاز بشكل كبير بسبب قدم التكنولوجيا الخاصة به ما يصعب عملية اختراقها من جانب أجهزة المراقبة والتجسس الإسرائيلية.
البيجر وبطاريات الليثيوم
إلا أن الانفجار الذي وقع، الثلاثاء، يعد أكبر اختراق أمني تعرض له حزب الله منذ قرابة عام بحسب ما أفاد مسؤول في الحزب لوكالة رويترز.
ويلجأ حزب الله اللبناني لاستخدام تقنيات قديمة للتهرب من قدرات إسرائيل التكنولوجية المتقدمة في المراقبة، وذلك في أعقاب مقتل عدد من قادة الحزب في غارات جوية إسرائيلية.
وقال مسؤول في حزب الله لوكالة أسوشيتد برس، الثلاثاء، إن 150 شخصا في الأقل، منهم أعضاء في الجماعة، أصيبوا في مناطق مختلفة من لبنان عندما انفجرت أجهزة البيجر التي كانوا يحملونها.
وأضاف المسؤول، أن الانفجارات كانت نتيجة "عملية أمنية استهدفت الأجهزة".
واتهم المسؤول، دون الخوض في تفاصيل، إسرائيل بالوقوف وراء هذا الحادث الأمني.
وأشار إلى أن أجهزة البيجر الجديدة التي كان أعضاء حزب الله يحملونها تحتوي على بطاريات ليثيوم انفجرت على ما يبدو.
ويمكن لبطاريات الليثيوم، عند ارتفاع درجة حرارتها، أن تصدر دخانا وتذوب وحتى تشتعل.
تستخدم بطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن في المنتجات الاستهلاكية التي تندرج من الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب المحمولة إلى السيارات الكهربائية.
ويمكن أن تصل حرارة بطاريات الليثيوم إلى 590 درجة مئوية (1100 درجة فهرنهايت).
المراقبة الإلكترونية الإسرائيلية
وتلعب تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية دورا حيويا في هذه الهجمات، وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إن لديه كاميرات مراقبة أمنية وأنظمة استشعار عن بعد على المناطق التي ينشط فيها حزب الله، وإنه يرسل بانتظام طائرات استطلاع مسيرة عبر الحدود للتجسس على خصمه.
ويعتبر التنصت الإلكتروني الذي تقوم به إسرائيل، مثل اختراق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، من بين أكثر العمليات تطورا في العالم.
ومنذ شهرين قال الجيش الإسرائيلي في بيان ، إن عملياته "تعتمد على جمع معلومات استخباراتية شاملة ودقيقة عن قوات حزب الله وقادته وبنيته التحتية".