في أعقاب حادث الدهس المأساوي في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغديبورغ، ألمانيا، والذي أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين، توالت التساؤلات حول دور الأجهزة الأمنية الألمانية ومنصة "إكس" (تويتر سابقًا) في مراقبة ومنع مثل هذه الهجمات.
ويشير محللون إلى أن الأجهزة الأمنية الألمانية تجاهلت نشاطات المشتبه به التحريضية، بالرغم من محتوى تغريداته الواضح، بالإضافة إلى نشره مواد تشيد بحزب البديل من أجل ألمانيا المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة.
وكذلك وأن المشتبه به ويدعى طالب العبد المحسن قد سبق وأن نشر عدد من التغريدات على حسابه في منصة "إكس" والتي تحمل تهديدات مباشرة لألمانيا بسبب ما قال إنه "نشر للإسلام في أوروبا".
وقال المشتبه به الذي يدعى طالب العبد المحسن في تغريدة: "أطمئنك أنه إذا أرادت ألمانيا حربا فنحن لها. إن أرادت ألمانيا أن تقتلنا فسوف نذبحهم أو نموت أو ندخل السجن بكل فخر".
وأضاف في التغريدة التي تعود إلى 13 أغسطس: "استنفذنا كل الوسائل السلمية فما لقينا من الشرطة وأمن الدولة والنيابة والقضاء ووزارة الداخلية (الفدرالية) إلا المزيد من الجرائم ضدنا. فالسلم لا ينفع معهم".
وكتب العبد المحسن: "كلما تعاملنا معهم سلميا أوغلوا في وقاحتهم كأنما يتعمدون إقناعنا أن السلم لا ينفع في ألمانيا! كل هذا لأنهم يريدون نشر الإسلام بالوسائل القذرة التي قام عليها الإسلام منذ ظهوره أول مرة".
استخدام "إكس" لنشر التهديدات
وإلى جانب التغريدات التي تحمل تهديدات واضحة لألمانيا، كان المشتبه به في الهجوم والذي ينشط بشكل كبير على منصة "إكس" يضع في الصورة الخلفية لحسابه على المنصة سلاح كلاشينكوف، كما أن حسابه يحمل علامة الثوثيق الزرقاء من "إكس".
وقد عبر عدد من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، عن استغرابهم من عدم تدخل منصة "اكس" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، من أجل حظر حساب "طالب. أ" رغم التهديدات والأفكار المتطرفة التي كان يعبر عنها من خلال المنصة.
وفي تعليقه على الحادث طالب ماسك من المستشار الألماني أولاف شولتس تقديم استقالته. وكتب على "إكس": "يجب على شولتس أن يستقيل على الفور".
تفاصيل عن المشتبه به
وكانت صحيفة "بيلد" الألمانية قد أكدت أن المتهم في عملية الدهس والذي يبلغ من العمر 50 سنة قد ولد في السعودية ويعيش في ألمانيا منذ عام 2006، ويحمل تصريح إقامة دائما في البلاد حيث يعمل كطبيب في مستشفى بيرنبورغ مختص في الطب النفسي والعلاج النفسي.
وكشفت أنه لم يكن معروفا كإسلامي متطرف أو مثير للانتباه، وعكس ذلك أشارت، إلى أنه قال في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ" عام 2019 "أنا أعتُبر أكثر منتقدي الإسلام عدوانية في التاريخ".
كما أكدت مجلة "دير شبيغل" أن المشتبه به متعاطف مع أفكار حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.