ماذا لو كان الفنان العراقي عازف العود والموسيقار العراقي المعروف نصير شمّه رسم لوحاته بتقنية اللوحة الرقمية، ماذا كان يستغرق من الوقت؟
الفنان العراقي أمضى 40 عاما في رسم لوحات هذا المعرض البالغة 70 لوحة، ولديه في القاهرة 120 وغيرها في بغداد.
ربما كان بإمكانه أن يرسمها في 40 دقيقة، ولكن هل كانت ستكون بهذا النبض الإنساني الفياض؟
وللحديث أكثر حول الفن والذكاء الاصطناعي، تحدث موقع "سكاي نيوز عربية" مع الفنان العراقي نصير شمه:
ـــ ما هو رأيك بالتقنية الحديثة سواء في الموسيقى أو الرسم؟
ــ مهما وصلت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إلى مراحلها المتطورة، تبقى لبصمة الإنسان الفنان أهميتها البالغة سواء في الموسيقى أو الرسم أو في أي فن آخر، بل على العكس كلما تطورت، ازدادت حاجتنا إلى العمل الإنساني اليدوي، وهذا ما نكتشفه اليوم في الصناعات أيضا. صحيح أن العالم تغيّر وأصبح كل شيء جاهزًا وسريعا لكن الناس بدأوا بالعودة إلى الينابيع الأصلية للإبداع أي العودة إلى هؤلاء "الصنايعية" الذين نفتخر بإبداعاتهم في الفن والطبخ وغيره، لأن طغيان المواد الكيمياوية جعلتنا نتوجه إلى كل ما هو عضوي على سبيل المثال.
ـــ ولكن الشباب يقولون إنهم غير قادرين على اتباع العالم القديم في الإبداع والإنتاج الآن؟
ـــ هذا صحيح في مجال الموسيقى، أثر التطور التكنولوجي على جودة التسجيلات ونوعيتها، بطريقة ايجابية للجيل الشاب الجديد، وبدأنا نسمع موسيقى بنوعية أفضل مما كنا نسمعها في السابق. لذلك تغرّب هذا الجيل لأنه يستمع إلى كل ما هو من انتاج غربي، بمواصفات عالية تقنيًا، لكنهم يصابون بخيبة أمل عندما لا يجدون هذه الجودة في العالم العربي. لذا على العالم العربي أن ينتبه إلى خطورة الموضوع ويركز على الجودة في انتاجاته لأن إنتاج الغرب يعتمد على فريق عمل متكامل وليس على شخص واحد. ولذلك تقوم الامارات والسعودية بدعم إبداعات الشباب وانتاجاتهم حاليًا من خلال المنح الفنية، وطبع الألبومات على وسيلة "أون لاين" وكذلك دعم السينما. هذا الاهتمام سيخلق أجيال فنية وذائقة موسيقة وفنية، وذات مستوى فني عالي.
ـــ هل غيّرت التكنولوجيا علاقتنا بالموسيقى؟
ــــ بلا شك، ساعدت التكنولوجيا على انتشار الموسيقى والرسم، وكما هو معروف أن طبيعة الموسيقى والمهرجانات الموسيقية تغيّرت الآن وجاءت وسائل البث المباشر للموسيقى ودور الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية في التعامل الجديد معها من قبل الجمهور. لا نستطيع نكران ذلك مثل عروض المهرجانات الكبرى في العالم. كما ولدت شركات كبيرة في مجال الفن. وأصبحت تطبيقات الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية تستولي على الشباب من أجل مزيد من التوسع والانتشار. واستطاعت التكنلوجيا أن تتعرف على أذواق الجمهور. نحن في عصر موسيقي جديد لا بد من التأقلم معه، لكن ليس في التأليف والإبداع، بل في التوزيع والتصنيع والانتشار.
ــ ما رأيك بالرسم الرقمي وأنت الآن فنان في الرسم؟
ــــ الفن الرقمي آخذ في الازدهار، وأدواته مؤثرة، لكن هل يكون بديلاً لفرشاة الرسام، هذا هو السؤال. هناك اساليب متعددة في هذا الفن، مثل النحت الرقمي، وفن تحريك الصور والتصوير الرقمي وغيرها. وبالمناسبة كل ما نشاهده الآن ليس جديدًا فقد تم في نهاية الستينيات، قامت عقدت متاحف ومعارض عديدة لاستكشاف الفن بواسطة الكومبيوتر بالاعتماد على عدة فنون مثل "الموشن غرافيك"، أو استخدام الفن الرقمي في أفلام ديزني، أو حتى في التسويق الرقمي. لكن كما قلت آنفًا لا يمكن استبدال ابداع الريشة بأي وسيلة تكنولوجية مهما كانت متطورة لأنها تفقد حرارة الأحاسيس الانسانية، وهي جوهر التعبير في اللوحة أو في القطعة الموسيقية.