نجحت جهود الوساطة المصرية والقطرية في تجاوز العقبات التي كانت تعرقل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسط تهديدات من إسرائيل باستئناف العمليات العسكرية وتصعيد الخطاب السياسي من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي توعد بـ"الجحيم".

ورغم هذا التهديد، أكدت مصادر مصرية أن الاتفاق يمضي في مساره، مع التزام الأطراف المختلفة بتنفيذ بنوده، لا سيما الإفراج عن الأسرى واستمرار الهدنة.

في هذا السياق، أكد أستاذ العلاقات الدولية، طارق فهمي، خلال حديثه إلى "سكاي نيوز عربية" أن "هناك تفاؤلًا بانفراج المشهد بصورة جيدة، ما يسمح باستكمال جهود الوسيطين المصري والقطري".

وأضاف أن "الوساطة المصرية بذلت مجهودات كبيرة ولا تزال تعمل للوصول إلى مراحل متقدمة والالتزام بالعنصر الزمني"، مشيرًا إلى أن القاهرة تسعى لفرض أمر واقع من خلال تأمين هدنة طويلة الأمد وإعادة إعمار القطاع.

تصعيد إسرائيلي ومطالبات حماس

في المقابل، شددت إسرائيل على ضرورة تنفيذ التزامات حركة حماس، إذ أكد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر، أنه "على حماس إطلاق سراح 3 رهائن أحياء يوم السبت المقبل"، مهددًا بإنهاء الاتفاق في حال عدم الالتزام.

من جانبها، أعلنت حماس أنها تواصل التنسيق مع الوسطاء لضمان تنفيذ الاتفاق بالكامل، مع تحميل إسرائيل مسؤولية أي خرق قد يحدث.

وبحسب بيان للحركة، فقد تركزت مباحثات قيادتها مع الوسطاء على "ضرورة الالتزام بتطبيق كافة بنود الاتفاق، وخاصة إيصال المساعدات الإنسانية"، في حين أكد الوسطاء في مصر وقطر متابعتهم المستمرة لضمان تنفيذ جميع المراحل المتفق عليها.

أخبار ذات صلة

اتفاق هدنة غزة.. حماس تدعو لبدء محادثات المرحلة الثانية
واشنطن: منفتحون على أي مقترحات عربية حول خطة ترامب لغزة

مرحلة ثانية معقدة.. والتفاوض مستمر

مع نجاح المرحلة الأولى من الاتفاق، بدأت المحادثات حول المرحلة الثانية، والتي تشمل بنودًا أكثر تعقيدًا، مثل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وتوسيع المساعدات الإنسانية، وضمان وقف دائم للأعمال العدائية.

وكشف موقع "أكسيوس" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طرح خطة تتضمن إطلاق سراح كبار قادة حماس مقابل الرهائن، مع مطالبة الحركة بالتخلي عن السيطرة على غزة، وهو ما اعتبره المراقبون شرطًا تعجيزيًا قد يعرقل التقدم في المفاوضات.

وفي هذا السياق، أوضح طارق فهمي أن "المرحلة الثانية من الاتفاق ستكون أكثر تعقيدا وتحتاج إلى أدوات وآليات مختلفة"، لكنه أكد أن "تصميم الوسيطين المصري والقطري وتوافر الإرادة لدى الطرفين قد يساعد في تخطي العقبات".

تحركات عربية لفرض أمر واقع جديد

بالتوازي مع المفاوضات، تتسارع الجهود المصرية والعربية لضمان استمرار الهدنة وتحقيق تقدم على الأرض. فقد رصدت وسائل الإعلام استعدادات لإدخال منازل متنقلة إلى غزة، في حين شدد طارق فهمي على أن "القاهرة تسعى لإعادة إعمار القطاع بسرعة، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية توفير الدعم".

وأشار فهمي إلى أن "هناك تحركات عربية لدعم الوساطة المصرية، بما في ذلك التنسيق مع الأردن ودول الخليج"، مؤكدًا أن "رفض فكرة التهجير الكامل للفلسطينيين أصبح موقفًا عربيًا موحدًا، مع التركيز على تحسين الظروف المعيشية داخل القطاع".

أخبار ذات صلة

أردوغان يحذر من تبعات عدم التزام إسرائيل باتفاق "هدنة غزة"
عودة بين الركام.. عائلة غزية تُرمم منزلها وتتمسك بالحياة

هل تصمد الهدنة؟

في ظل التصريحات الإسرائيلية المتضاربة، وتهديدات ترامب، والتحديات اللوجستية على الأرض، يظل السؤال الأهم: هل تنجح جهود الوساطة في تثبيت الهدنة وتحقيق تقدم حقيقي في اتفاق غزة؟

الإجابة تعتمد على التزام جميع الأطراف، واستمرار الضغط الدولي، والتنسيق العربي، حيث تبقى الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مصير الاتفاق.