يستمر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في إثارة الجدل بمختلف القضايا، وهو الجدل الذي يتصاعد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.. ومن بين تلك الملفات المثيرة للغلط موقف مجموعته للتواصل الاجتماعي (Trump media) حال فوزه في تلك الانتخابات.
يوفر الدخل المتوقع للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، من خلال الشركة الأم لمنصة "تروث سوشيال" (Truth Social) فرصاً لمزيد من المصالح الخارجية إذا ما تمكن من هزيمة الرئيس الحالي جو بايدن وأصبح رئيساً مرة أخرى.
يمتلك ترامب أكثر من 50 بالمئة من مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا. ويحذر خبراء في هذا السياق من قيام مستثمرين (محليين أو أجانب) بالاستثمار في الشركة كوسيلة لمحاولة الضغط على ترامب -حال ما إذا فاز في انتخابات نوفمبر- كوسيلة للضغط عليه أثناء توليه منصب القائد الأعلى، بحسب ما ذكره تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
نقل التقرير عن كبيرة مستشاري الأخلاقيات في هيئة الرقابة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق" في واشنطن، فيرجينيا كانتر، قولها:"لدي عدد من المخاوف (..) من الواضح أنني سأكون أكثر قلقاً بشأن المصالح الأجنبية التي تدفع باستثمارات كبيرة في شركته (شركة ترامب) مع توقع حصولهم على نوع من المعاملة التفضيلية عند الحاجة - حتى لو كان ذلك يهدد مصالح الأمن القومي الأميركي والتحالفات التاريخية".
بينما قال متحدث باسم ترامب، في بيان إن الرئيس السابق سيتبع المبادئ التوجيهية الأخلاقية إذا هزم بايدن، لكنه لم يقدم أي تفاصيل.
وبحسب ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم ترامب، في رسالة بالبريد الإلكتروني، فإنه "عندما يعود الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، سيواصل اتباع المبادئ التوجيهية الأخلاقية".
إمبراطورية ضخمة
من جانبه، يقول المدير التنفيذي في شركة VI Markets أحمد معطي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن ترامب في المقام الأول رجل أعمال ويبحث عن تحقيق الثروة والتوسع في أعماله، وإذا ما أثارت منصة "Truth Social" - والتي تعتبر أحد استثماراته البسيطة في مقابل ما يمتلكه من امبراطورية ضخمة من الأعمال – اللغط، فمن باب أولى إلقاء الضوء على استثماراته الأهم في قطاعات أخرى.
ويشدد على أنه لا يرى أية مشكلة من وجود هذه المنصة، كما أنها لن تؤثر على ترامب حال فوزه في الانتخابات الأميركية، خصوصاً وأنه يمتلك استثمارات عقارية ضخمة وكازينوهات وفنادق ومشاريع تلفزيونية وترفيهية، فمن باب أول أن توجه أصابع الاتهام لهذه الاستثمارات، على حد وصفه.
ويختتم معطي: "أرى أن ما يحدث حالياً -من مخاوف أو اتهامات بشأن علاقة ترامب بمنصته- مجرد نوع من الصراع بين المنافسين قبيل الانتخابات الأهم في العالم (تجاذبات انتخابية)".
أرباح الرئيس السابق
ووفق تقرير الشبكة الأميركية، فإن:
- أرباح ترامب مشروطة بضرورة أن تصل قيمة السهم إلى قيمة محددة خلال فترة زمنية معينة حتى يتمكن الرئيس السابق من استلام أي من الأسهم المستحقة. كما أنه ملتزم باتفاق تأمين يمنعه من بيع أسهمه لمدة ستة أشهر.
- وكان سهم Trump media الجديد في حالة تأرجح شديد منذ أن بدأ التداول.
- بحسب نائب الرئيس والمستشار العام في شركة "فوربس"، كيدريك باين، فإنه "سواء حصل ترامب على أرباح أم لم يحصل، فإن قيمة أسهمه يمكن أن تزيد بشكل كبير بناءً على أفعاله في منصبه أو من قبل أولئك الذين يسعون لكسب المصلحة، بما في ذلك المستثمرين المؤسسيين والكيانات الأجنبية".
- كذلك قد يقوم عديد من المستثمرين بشراء أسهم في شركة الرئيس؛ لأنهم يتوقعون بشكل عقلاني أنه سيبذل كل ما في وسعه لزيادة القيمة.
- وقال باين إن السعر الإجمالي للسهم قد يتقلب إذا كانت هناك محاولة لاستخدام الاستثمار لمحاولة التأثير على ترامب أثناء توليه منصب الرئيس.
نقطة اتصال حيوية
وإلى ذلك، يقول خبير التطوير التكنولوجي، هشام الناطور، في تصريحات لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الهدف الأساسي الذي دفع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى إنشاء منصة "Truth Social" كان بسبب حظر جميع حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي عقب اقتحام أنصاره في السادس من يناير 2021 الكونغرس الأميركي.
ويضيف: هذه المنصة تمثل نقطة اتصال حيوية بين ترامب ومؤيديه في الولايات المتحدة أو خارجها، خصوصاً وأنه يتميز بامتلاكه ظهير شعبوي ضخم في داخل أميركا وإقليمياً ودولياً.
وتابع الناطور: حال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة واستمراره في الاهتمام بهذه المنصة سينتج عن ذلك ما يلي:
- انصرافه عن مهامه ومسؤولياته الحكومية، وهذا ما قد يتبعه حدوث حالة من تضارب المصالح عبر استخدامه السلطة لتعزيز مصالحه الاقتصادية.
- ترامب سيصبح معرضاً للاتهام باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على الرأي العام أو نشر أخبار مضللة وهذا ما سيتبعه طفو أزمات على السطح قد تعرضه في نهاية المطاف إلى ملاحقات قانونية.
- قد يتم بموجب ذلك تجاهل القضايا الأساسية التي تهم المواطن الأميركي والانشغال بقضايا فرعية ليست ذات أهمية قصوى.
- هذه المنصة ستكون بابا لتسليط الضوء على ترامب وأنشطته الاقتصادية، ومن ثم قد لا تكون في صالحه وسيكون عرضه لاتهامات سياسية من قبل منافسيه في الحزب الديمقراطي.
- سيواجه ترامب معارضة أكبر من الكونغرس والجمهور والسلطات المحلية وهذا ما سيؤثر في نهاية الأمر على الاستقرار السياسي والاقتصادي للولايات المتحدة.
ويستطرد : "لكن أعتقد بأن شخصية مثل ترامب في حالة فوزه بالانتخابات الأميركية لن يورط نفسه في هذه المشكلات، ولن يصبح أسيراً لقضايا فرعية كمنصة Truth Social".
الحملة الانتخابية
سمسار الأوراق المالية المخضرم، بيتر شيف، قال في منشور على منصة "إكس"، إن ترامب يمكنه أيضًا "الاقتراض مقابل أسهمه المقدرة" واستخدامها لتمويل حملته ذاتياً. وأشار إلى أن المؤيدين قد ينتهي بهم الأمر إلى شراء أسهم شركة ترامب بدلاً من التبرع لحملته لمساعدة الرئيس السابق في تمويل محاولته الأخيرة للوصول إلى البيت الأبيض.
وستأتي مثل هذه الخطوة في الوقت الذي يكافح فيه ترامب لجمع الأموال لحملته بينما يستخدم مساهمات المانحين للمساعدة في دفع رسومه القانونية الباهظة. ومن المتوقع أيضًا أن ينشر سندات بقيمة 175 مليون دولار .
- فيما "لا يبدو أن الحقيقة الصارخة لسعر سهم الشركة تعكس الأعمال الشاملة لمجموعة ترامب، والتي تعتمد إلى حد كبير على ترامب وأتباعه لمساعدتها على النمو".
- كشفت الشركة عن أنها تكبدت خسارة صافية قدرها 58 مليون دولار في عام 2023.
- واعترفت بأن خطة عملها تعتمد على شعبية ترامب ومتابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي للانتقال إلى Truth Social حتى تحقق الشركة النجاح.
- لدى ترامب أكثر من 87 مليون متابع على منصة "إكس" ولكن على Truth Social لديه أقل من 7 ملايين.
- ويتقدم ترامب على بايدن في استطلاعات الرأي بنقطة مئوية واحدة، وفقا لمتوسط استطلاعات موقع Real Clear Politics.