أفادت مصادر بمعبر رفح البري بعبور 160 شاحنة مساعدات و4 شاحنات وقود إلى قطاع غزة عبر معبري العوجة وكرم أبو سالم، في إطار العملية الإنسانية المتواصلة منذ 23 يومًا. وتأتي هذه المساعدات ضمن الجهود الإغاثية المستمرة للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع.

وتؤكد القاهرة أن ما لا يقل عن 5000 شاحنة مساعدات دخلت إلى غزة عبر الحدود المصرية منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يأتي ردًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اتهم مصر بمحاصرة الفلسطينيين.

هذا الادعاء قوبل برفض شديد من الجانب المصري، حيث وصفته الخارجية المصرية بأنه تضليل متعمد يهدف إلى التغطية على الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية في غزة، من مستشفيات ومؤسسات تعليمية ومحطات الكهرباء ومياه الشرب.

كما أكدت مصر أن إسرائيل تستخدم الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين، وهو ما يمثل خرقًا واضحًا للقوانين الدولية.

تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل

يُعزز هذا التراشق الإعلامي بين القاهرة وتل أبيب من حالة التوتر التي تشهدها العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة، حيث تصاعدت حدة الخلافات بسبب الضغوط الأميركية والإسرائيلية لفرض مشروع تهجير الفلسطينيين من غزة، وهو المخطط الذي ترفضه مصر بشكل قاطع.

وقد كثفت القاهرة من تحركاتها الإقليمية والدولية لإجهاض أي محاولات لفرض هذا المخطط على أرض الواقع.

إلى جانب ذلك، لا تزال قضية الانتشار العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، المحاذي للحدود المصرية مع غزة، تمثل نقطة خلاف كبرى، حيث يعتبر خبراء القانون الدولي أن الوجود العسكري الإسرائيلي في هذا المحور يمثل انتهاكًا لاتفاقية السلام بين البلدين.

أخبار ذات صلة

مصر تطلق قافلة مساعدات إنسانية ضخمة لصالح قطاع غزة
غزة.. المساعدات تدخل مناطق "كان من الصعب الوصول إليها"

جهود مصر لحماية الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة

في ظل هذه التحديات، تكثف مصر جهودها لحشد دعم المجتمع الدولي من أجل تنفيذ برامج التعافي المبكر في غزة، وهو الأمر الذي بات ضروريًا لمواجهة تداعيات الدمار الشامل الذي لحق بالبنية التحتية في القطاع.

وتعمل مصر على تمهيد الطريق لإعادة إعمار غزة بما يدعم بقاء الفلسطينيين في أرضهم، في مواجهة مخططات التهجير القسري التي تحاول بعض الأطراف فرضها.

يأتي ذلك فيما حذر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأونروا، من أن سكان غزة يتعرضون لعملية ممنهجة لنزع إنسانيتهم وانتهاك حقوقهم، مشددًا على أنه لا يمكن تطبيق حقوق الإنسان بشكل انتقائي.

أخبار ذات صلة

قرية مصرية تتبرع بـ8 شاحنات مساعدات إلى غزة
أكثر من 200 شاحنة تدخل قطاع غزة تشمل الغاز والوقود

استمرار هشاشة الوضع الإنساني في غزة

رغم استمرار تدفق المساعدات، إلا أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال هشًا للغاية، وفقًا لتقديرات برنامج الغذاء العالمي، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الطبية، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

وفي إطار الجهود الإغاثية، يستعد معبر رفح البري، اليوم، لاستقبال الدفعة التاسعة من الجرحى الفلسطينيين، في إطار عملية إجلاء المصابين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية.

وبلغ عدد الجرحى والمرضى الذين تم إجلاؤهم حتى الآن 315 فلسطينيًا، وذلك منذ إعادة تشغيل المعبر قبل 10 أيام، عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.

التهدئة في غزة.. شروط نتنياهو ومهددات الاتفاق

مصر تواجه التحديات بجهود دبلوماسية وإنسانية

في ظل التصعيد الإسرائيلي والتوتر المتزايد بين القاهرة وتل أبيب، تسعى مصر إلى تحقيق توازن دقيق بين دورها الإنساني والتزاماتها السياسية والأمنية. وتؤكد القاهرة أن الحل الوحيد لضمان استقرار المنطقة هو وقف التصعيد الإسرائيلي في غزة، وفتح مسارات آمنة للمساعدات، ورفض أي محاولات لفرض تغيير ديموغرافي على الفلسطينيين.

ويظل مستقبل قطاع غزة مرهونًا بمدى قدرة المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات، مع استمرار مصر في دورها المحوري كوسيط إقليمي ودولي في إدارة الأزمة.