مع اتساع رقعة الحرب ودخول مناطق جديدة دائرة القتال، تتضاءل خيارات الفرار أمام المدنيين، وسط حالة من الارتباك والحذر الشديد حتى في المناطق الآمنة نسبيا والتي انحسرت في أقل من 20 بالمئة من مساحة البلاد، وصعوبات كبيرة تواجهها الجهود الدولية الرامية لمساعدة اللاجئين في المناطق الحدودية.
وقال المسؤول الإعلامي في مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين ويليام سبيندلر لموقع "سكاي نيوز عربية" إن نقص التمويل يقف عائقا أمام تقديم المساعدات المطلوبة لإيواء ملايين النازحين في الداخل واللاجئين في بلدان مجاورة.
ظروف معقدة
تزايدت خلال الأسبوع الأخير موجة نزوح السودانيين، حيث شهدت مدن سنجة وسنار والسوكي جنوب شرقي البلاد ومناطق وسط وغرب كردفان إضافة إلى الفاشر نزوح عشرات الآلاف من السكان في ظل انحسار ملحوظ للمساحات الآمنة بعد أن غطى القتال أكثر من 80 بالمئة من مناطق البلاد.
وأدى القتال المستمر في تلك المناطق إلى انقطاع التيار الكهربائي وإمدادات المياه والوقود في ظل انعدام شبه كامل لوسائل النقل والخدمات الصحية.
وتتفاقم الأزمة أكثر في ظل تدهور الأوضاع المعيشية في المناطق الشمالية والشرقية التي نزح إليها ملايين الفارين بعد اندلاع القتال في الخرطوم في منتصف أبريل 2023 وامتداده لولاية الجزيرة في أكتوبر من العام نفسه، وسط تقارير تحدثت عن قيام السلطات المحلية في بعض مناطق ولاية نهر النيل شمال الخرطوم بطرد آلاف النازحين من المدارس التي كانت تستخدم كمراكز إيواء.
ورسم تحالف القوى المدنية لشرق السودان صورة قاتمة لأوضاع النازحين الجدد، وقال في بيان الثلاثاء الماضي إن أعداد ضخمة من النازحين تتجمع في السوق الشعبي لمدينة القضارف دون أن يعرفوا الجهة التي سيتجهون إليها.
وأضاف: "يفاقم خطر هطول الأمطار من زيادة الأوضاع سوءً، فانتشر كثير من الفارين من جحيم الحرب داخل أحياء المدينة المختلفة، فيما توجه آخرون إلى ولاية كسلا المجاورة".
تعثر الجهود الدولية
طلبت الأمم المتحدة من طرفا القتال تسهيل خروج المدنيين الفارين من مناطق القتال، وقال سبيندلر ردا على أسئلة موقع "سكاي نيوز عربية" عبر البريد الإلكتروني: "على القادة العسكريين أن يجعلوا السلام أولوية وأن يحترموا حقوق السكان المدنيين".
وحول استمرار وصول لاجئين جدد من السودان إلى تشاد، حذر المسؤول الدولي من أن يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على المأوى المحدود المتاح والغذاء والمياه النظيفة والحصول على الرعاية الصحية في المخيمات على الحدود التشادية.
وأوضح: "أجبر الصراع في السودان أكثر من 600 الف لاجئ، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، على الفرار إلى تشاد، ويعبر يوميا ما متوسطة 630 شخصًا الحدود في ظل ظروف مزرية، حيث يعيشون في مواقع عشوائية على طول الحدود".
وأشار إلى أن العقبة الرئيسية التي تواجه الجهود الدولية هي نقص الأموال، وقال: "نحن بحاجة ماسة إلى المزيد من الأموال لتغطية الاحتياجات العاجلة".
المناطق الآمنة
- يواجه النازحون في المناطق الآمنة نسبيا داخل السودان أزمة معيشية كبيرة في ظل ندرة السلع وارتفاع أسعار المواد الغذائية، كما يؤدي الازدحام في مراكز الإيواء إلى تفشي الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية، كما يشكل الأمن مصدر قلق متزايد.
- يعيش أكثر من مليونا لاجئ خارج الحدود في البلدان المجاورة وسط مصاعب معيشية وقانونية كبيرة.
- تقول مفوضية شؤون اللاجئين إنها تحتاج بشكل عاجل إلى عشرات الملايين من الدولارات لبناء ثلاثة مواقع إضافية في الحدود التشادية لنقل 150 ألف وافد جديد متوقع إضافي بعيداً عن الظروف المكتظة وغير الصحية وتزويدهم بالمساعدة المنقذة للحياة بما في ذلك المأوى والغذاء والمياه النظيفة والحصول على الرعاية الصحية والتعليم.