تشهد سوريا تصاعدًا في التوترات السياسية والميدانية، وسط تحركات إقليمية ودولية لإعادة رسم خريطة النفوذ. تركيا، إيران، روسيا، والولايات المتحدة هي الأطراف الرئيسية التي تتصارع لتحقيق مكاسب استراتيجية في المشهد السوري، حيث تتداخل المصالح العسكرية والسياسية مع المواقف الدولية.
التصعيد في حلب.. إعادة ترتيب الأوراق
ناقش الباحث طه عودة أوغلو من إسطنبول التطورات الأخيرة في حلب، موضحًا أن تركيا تحاول استخدام التنظيمات المسلحة المدعومة منها لتوسيع نفوذها في الشمال السوري.
وأشار إلى أن أنقرة تعيد ترتيب استراتيجيتها العسكرية لتقويض التهديد الكردي، بينما تحاول استغلال الظروف الإقليمية لتحقيق تطبيع مع النظام السوري، رغم التحديات التي تواجهها من دمشق وطهران.
إيران .. بين الضغوط الإسرائيلية والوجود العسكري
تحدث عماد أبشيناس عن موقف إيران، مشيرًا إلى أن طهران تواجه تحديات عديدة مع استمرار الاستهداف الإسرائيلي لقواعدها العسكرية في سوريا.
وأوضح أن إيران تعتمد على استراتيجية النفس الطويل في التعامل مع هذه التحديات، مع دعم مستمر لحلفائها على الأرض مثل حزب الله والفصائل العراقية لتعزيز وجودها الإقليمي.
دور روسيا.. مفتاح التفاهمات أم طرف متراجع؟
تناولت الحلقة دور روسيا في الأزمة السورية، حيث أشار أبشيناس إلى أن موسكو تضطر لإعادة تقييم تدخلها في سوريا مع تصاعد الحرب في أوكرانيا.
وأكد أن روسيا ما زالت تُعتبر طرفًا رئيسيًا في أي تفاهم سياسي مستقبلي، مع دورها في رعاية مسار أستانا بالتعاون مع إيران وتركيا.
الولايات المتحدة والأكراد.. التحالف المستمر
ناقش أوغلو موقف الولايات المتحدة التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية، ما يثير قلق تركيا. وأوضح أن واشنطن تسعى للحفاظ على وجودها العسكري في شمال شرق سوريا لتحقيق توازن إقليمي يمنع أي طرف من الهيمنة الكاملة.
التنافس التركي الإيراني.. تصعيد على الأرض
ناقش الضيوف التنافس بين تركيا وإيران في سوريا، حيث أشار أبشيناس إلى أن أنقرة تحاول ملء الفراغ في المناطق الشمالية، بينما تتهمها طهران بمحاولة تقويض النفوذ الإيراني.
وأكد أوغلو أن التوتر بين البلدين يعكس صراعًا أوسع بين المحاور الإقليمية المتنافسة.
السيناريوهات المستقبلية.. تهدئة أم تصعيد؟
اختتم الضيوف النقاش بتحليل السيناريوهات المستقبلية للأزمة السورية. ورأى أبشيناس أن التفاهمات الإقليمية قد تكون مفتاحًا لاستقرار المنطقة، بينما أشار أوغلو إلى أن استمرار التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والسياسية.
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية في سوريا، يبقى مستقبل البلاد رهينًا بتوازنات القوى على الأرض ومدى قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى حلول دبلوماسية شاملة.
فهل تنجح الجهود الدولية في تحقيق الاستقرار أم أن التصعيد سيظل سيد الموقف؟