اتهمت روسيا أوكرانيا بدعم التنظيمات المسلحة في سوريا، وخاصة هيئة تحرير الشام، عبر تزويدها بطائرات مسيّرة وتقديم تدريبات عسكرية. تأتي هذه الاتهامات في وقت تتصاعد فيه المواجهات على الأرض في سوريا، حيث تشهد مناطق إدلب وحلب ودير الزور تصعيدًا ملحوظًا في العمليات العسكرية.

وفي حديث مع "سكاي نيوز عربية" قال العميد تركي الحسن، أن هذه المزاعم قد تفتح فصلًا جديدًا في الصراع بين موسكو وكييف.

الدعم الأوكراني.. اتهامات روسية وتعقيدات إقليمية

أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن المخابرات الأوكرانية تقدم دعمًا عسكريًا مباشرًا للتنظيمات المسلحة في سوريا، بما يشمل تزويدها بالطائرات المسيّرة وتدريب أفرادها.

وأشار العميد تركي الحسن إلى أن روسيا ترى في هذا الدعم محاولة أوكرانية لتشتيت الجهد الروسي في أوكرانيا عبر خلق اضطرابات في سوريا، حيث تملك موسكو مصالح استراتيجية.

دور تركيا في التصعيد الأخير

تناولت النشرة الاتهامات الموجهة لتركيا بتنسيق الهجوم الأخير على حلب مع الفصائل المسلحة، حيث ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن أنقرة كانت على علم مسبق بهذه العمليات وساعدت في تأجيلها لتحقيق أهداف سياسية.

أكد الحسن أن تركيا تسعى من خلال دعمها للفصائل المسلحة إلى تقويض نفوذ الأكراد في شمال سوريا، بينما تحاول فرض شروطها على دمشق لتحقيق مكاسب جيوسياسية.

أخبار ذات صلة

وسط حسابات دولية معقدة.. ما "شرط إيران" للتدخل في سوريا؟
سوريا.. من يفرض سيطرته في لعبة النفوذ الإقليمية؟

إيران وإمكانية التدخل المباشر

ناقش الحسن تصريحات وزير الخارجية الإيراني، الذي أبدى استعداد طهران لإرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك. وأوضح أن إيران تسعى لتعزيز مواقعها في سوريا لمواجهة أي تهديدات محتملة من التنظيمات المسلحة المدعومة من قوى دولية وإقليمية.

وأشار إلى أن دعم إيران للنظام السوري سيظل محكومًا بحسابات دقيقة لتجنب تصعيد عسكري واسع مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.

الولايات المتحدة ودعم قوات سوريا الديمقراطية

أوضح الحسن أن الولايات المتحدة تلعب دورًا مزدوجًا في الصراع السوري، من خلال دعمها لقوات سوريا الديمقراطية في مواجهة تنظيم داعش، بينما تراقب عن كثب التحركات الإيرانية في المنطقة.

وأشار إلى أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن يعزز وجوده في شمال شرق سوريا لمواجهة أي تهديدات محتملة من الفصائل الموالية لإيران.

أخبار ذات صلة

معارك مستعرة في ريف حماة.. ومقتل عشرات المسلحين
هيئة "تحرير الشام".. أيديولوجيا متطرفة بثوب جديد

السيناريوهات المحتملة للتصعيد في سوريا

اختتم الحسن النقاش بتحليل السيناريوهات المستقبلية. ورأى أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى إعادة رسم خطوط المواجهة بين القوى الدولية، ما يعقد جهود التوصل إلى تسوية سياسية.

وأشار إلى أن الحلول الدبلوماسية تتطلب توافقًا دوليًا، مع دور أكبر للأمم المتحدة في إدارة الأزمة.

في ظل تصاعد التوترات على الأرض السورية، يبقى السؤال: هل تتحول سوريا إلى ساحة مفتوحة للصراع بين روسيا وأوكرانيا، أم أن التفاهمات الإقليمية والدولية ستنجح في تخفيف حدة التصعيد؟