باتت مدينة حماة في سوريا تحت سيطرة التنظيمات المسلحة بالكامل، مما أثار العديد من التساؤلات بشأن طريقة سقوط المدينة؟

استعرضت "سكاي نيوز عربية" تقريرا شاملًا عن أهم تفاصيل ما جرى، مع تحليل شامل للوضع الميداني وانعكاساته، بمشاركة مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن.

وأشار عبد الرحمن إلى أن حماة سقطت بعد معارك ضارية استمرت لعدة أيام، حيث لعبت هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها دورًا حاسمًا باستخدام الطائرات المُسيّرة والعناصر الانغماسية.

وذكر أن الجيش السوري، رغم محاولاته للتصدي، انسحب من مواقع استراتيجية مثل السجن المركزي ومطار حماة العسكري، تاركًا المجال مفتوحًا أمام الفصائل للتمدد.

لحظة دخول التنظيمات المسلحة إلى مدينة حماة

حمص.. الهدف التالي؟

تناول التقرير النقاش بشأن مصير مدينة حمص، التي أصبحت الوجهة المحتملة للتنظيمات المسلحة، حيث أوضح عبد الرحمن أن حمص تمثل أهمية استراتيجية كبيرة كونها تربط بين العاصمة دمشق والساحل السوري، مشيرًا إلى أن السيطرة عليها ستقطع خطوط الإمداد الحيوية للنظام.

وأضاف أن هيئة تحرير الشام تخطط لتوسيع نطاق عملياتها، وأن قائدها الجولاني قد يُدخل حمص في دائرة المعارك قريبًا.

يُذكر أن الجولاني دعا مقاتليه لتجنب المجازر بحق المدنيين، وهو ما اعتبره عبد الرحمن محاولة لتحسين صورة الهيئة أمام المجتمع الدولي.

تداعيات إنسانية وأمنية

استعرض التقرير التداعيات الإنسانية لانهيار الجيش السوري في حماة، حيث أطلقت الفصائل المسلحة سراح الآلاف من السجناء من السجن المركزي.

وأوضح عبد الرحمن أن معظم هؤلاء السجناء كانوا معتقلين لأسباب سياسية منذ عام 2011، لكنه حذر من إمكانية استغلال هذه التطورات من قبل تنظيم داعش لإعادة نشاطه في المنطقة.

وأكد التقرير أن انهيار خطوط الدفاع السورية يعكس ضعف الجيش السوري، حيث أفاد عبد الرحمن بأن معنويات الجنود كانت منخفضة للغاية، نتيجة ظروف معيشية صعبة وأجور زهيدة لا تكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

تصاعد الأحداث في سوريا.. هل لأردوغان دور خفي؟

الموقف الإقليمي والدولي

على الصعيد الإقليمي، أفاد مراسلة سكاي نيوز عربية في إسطنبول أن تركيا تتابع عن كثب هذه التطورات من خلال اجتماعات رفيعة المستوى، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وتسعى أنقرة لمنع حزب العمال الكردستاني والتنظيمات المرتبطة به من استغلال الفراغ الأمني في شمال سوريا. في المقابل، يشير المراقبون إلى أن إيران وميليشياتها لم تقدم دعمًا كافيًا للنظام السوري خلال المعارك الأخيرة، مما يضعف نفوذها في سوريا.

أرقام صادمة للخسائر

وسلط النقاش الضوء على حصيلة الخسائر البشرية منذ بدء معارك حماة. ووفقًا للمرصد السوري، بلغ عدد القتلى نحو 340 من قوات النظام وحلفائه، مقابل 385 من عناصر هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة. وتوقع عبد الرحمن ارتفاع هذه الأرقام في الأيام المقبلة مع استمرار المعارك.

المرصد: الجيش السوري نجح في إبعاد التنظيمات المسلحة عن حماة