مع إعلان دخول الجماعات المسلحة إلى مدينة حماة السورية، تكثر التساؤلات بشأن السيناريوهات التالية للسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية.

وبعد هجمات الخميس، أصبحت حماة المدينة الثانية التي تتقدّم إليها الفصائل المسلحة في غضون أيام، بعدما باتت حلب الواقعة شمالها بأكملها خارج سيطرة القوات السورية لأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 2011.

وفي هذا السياق، قال الباحث في العلاقات الدولية محمد نادر العمري في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "سقوط مدينة حماة الاستراتيجية بيد الجماعات المسلحة يحمل الكثير من الأبعاد أبرزها أن مدينة حماة تقع وسط سوريا، وبالتالي في حال استمرار تقدم التنظيمات الإرهابية فهذا يعني بأنهم سيصلون إلى شمالي حمص، كذلك ستكون هناك محاولة لقطع طريق الساحل والتوغل في عمق البادية السورية".

وأضاف: "من الناحية الجغرافية تعتبر حماة عقدة الوصل بين المحافظات لأنها تتوسط الطريق الدولي (M5)، وتشكل نقطة التقاء بين الشرق والغرب والشمال والجنوب".

سوريا.. معارك حماة

وتابع: "من الناحية الأمنية فإن سيطرة هذه الجماعات على حماة قد يدفعها للتوغل باتجاه البادية السورية وبالتالي إعادة إطلاق سراح سجناء تنظيم داعش، وهنا نتحدث عن عودة التنظيمات الإرهابية واستقطاب المزيد من المقاتلين".

وقال العمري: "من الناحية الاقتصادية، عندما يتم قطع الطريق الدولي الهام الواصل بين الشمال والجنوب وتهديد الطرق الواصلة باتجاه الساحل والجنوب فهذا يعني أن ما يحصل سيشكل ضربة للاقتصاد السوري".

وتابع: "أما من الناحية السياسية فإن الدول الداعمة لهذه التنظيمات تحاول فرض رؤية سياسية على الدولة السورية والضغط عليها لقبول القرار 2254، مع وجود عدد من المشاريع بما في ذلك المشروع التركي لإقامة المنطقة العازلة وكذلك المشروع الإسرائيلي في محاولة إغلاق الحدود السورية اللبنانية، كذلك ما يتعلق بالمصالح الأميركية التي تقتضي إخراج روسيا من سوريا والتفرد بإدارة منطقة الشرق الأوسط".

وأضاف: "أعتقد أننا نتوجه بشكل تدريجي باتجاه تحول هذا التصعيد من تصعيد تقوده التنظيمات المسلحة إلى تدخل دول بهذا الصراع بشكل مباشر، فروسيا وإيران والدول العربية لن تسمح بسقوط سوريا أو تحولها لمرتع للإرهاب".